"عدم استئناف رحلات الطيران إلى مصر" كان هذا أول رد فعل من جانب السلطات الروسية على حادث اختطاف الطائرة المصرية في قبرص ، والتي تم إخراجها بطريقة هزلية مبتزلة أثارت سخرية القاصي والداني. تأثر السياحة سلبا بجرائم والآلاعيب المخابرات ونظام الانقلاب في مصر، لم يتوقف عند حد رد الفعل الروسي الأخير، وإنما تضمن أيضا التأثر في أحداث عدة منذ انقلاب 3 يوليو 2013 والذي كان بداية التراجع الحقيقي في معدلات السياح إلى مصر، خاصة في ظل تصدير مشاهد القتل والاعتقالات وأكذوبة محاربة الارهاب إلى العالم أجمع.
ولم يتوقف قتل نظام السيسي، للسياحة المصرية عند إرتكابه للعديد من المجازر البشعة بحق المصريين، بل امتدت آلة القتل للأجانب، وكانت البداية بقتل طائرات تابعة للجيش سياح عددا من السياح المكسيكيين بالصحراء الغربية عن طريق الخطأ، ثم سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء في أكتوبر من العام الماضي والتي راح ضحيتها أكثر من 220 مواطن روسي، وصولا الي جريمة قتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني تحت التعذيب في احد أقسام الشرطة والقاء جثمانة بالصحراء ؛ الامر الذي أثر سلبا علي صورة مصر عالميا وخاصة في الدول الأوربية، وهو ما ظهر في بيان الاتحاد الاوربي ، الاسبوع الماضي، والذ قال فيه"إن قتل ريجيني يثير القلق حول الزوار الأجانب لمصر، ويرسل رسالة مخيفة إلى كل أوروبا والدول الأجنبية التي تسعى إلى بناء علاقات مع المجتمع المصري"، وطالب نظام السيسي بوقف التعذيب والاختفاء القسري والإفراج عن الصحفيين والنشطاء ووقف الانتهاكات بحق المدافعين عن حقوق الإنسان.
وكانت الإحصاءات الصادرة عن وزارة السياحة في حكومة الانقلاب قد كشفت عن انخفاض عدد السياح في مصر من 14.7 مليون سائح سنة 2010 إلى 6.06 مليون سائح خلال الأشهر العشرة الاولي من سنة 2015، في حين لم تتجاوز العائدات4.6 مليار دولار خلال العام الجاري، بحسب الاتحاد المصري للغرف السياحية الذي وصف عام 2015 بأنه الأسوأ في تاريخ السياحة المصرية على الإطلاق.
وما زاد الطينة بلة، هو إعلان وزارة الداخلية في حكومة الانقلاب، الخميس الماضي، عن تصفية تشكيل عصابي تخصص في اختطاف الأجانب وسرقتهم بالاكراه ، في محاولتها لتبرير قتل 5 مواطنين بزعم تورطهم في قتل الباحث الايطالي"ريجيني" ، وهو ما أعطي رسالة سلبية للسياح الاجانب الذي يفكرون في زيارة مصر.
هذا الوضع المأساوي للسياحة المصرية علي يد نظام السيسي، دفع إلهامي الزيات، رئيس اتحاد الغرف السياحية، الي إصدار صرخة استغاثة من الوضع الحالي وتأييد الموقف الروسي والانجليزي من وقف رحلاتهما إلى مصر.
وقال الزيات، في تعلقيه على حادث إختطاف الطائرة المصرية في قبرص: "يجب أن نستيقظ لمرة واحدة فيما يتعلق بحوادث الطائرات، لأن حوادث الطائرات تؤثر بصورة مباشرة على عودة السياحة الخارجية، بالإضافة إلى أن خسائرها ضخمة.
وأضاف "الزيات" أن الإنجليز، والروس كانوا على حق عندما قرروا منع عودة السياحة إلى حين التأكد من الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية.