الغباء والغرور، إذا اجتمعا في شخصٍ "الديكتاتور" لا أمل في نجاته من السقوط،آجلا أو عاجلاً، يقول جوناثان سويفت : "الغرور علامة على الذل أكثر منه على الكبرياء"، وهو ما يتمتع به قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي. الذي أغرق البلاد متعمداً في ثلاثية الفقر والجهل والمرض ، وزاد عليها الرابعة "القمع"، وظهر أمس في افتتاح فناكيش جديدة لخداع الشعب، يسير بموكبه "الفخم" بين عسكره وجنوده كأنه قارون جديد من قوم موسى عليه السلام.
الموكب الذى ضم عشرات السيارات وتكلف الملايين لزوم التشريفة و "الأبهة"، كان يسير فوق سجادة حمراء دفع ثمنها الشعب، ليسحقها الجنرال بحوافره كما سحق الشرعية في 3 يوليو 2013، وهو ما دفع بتعليقات غاضبة من نشطاء وسياسيين من على منصات مواقع التواصل الاجتماعي.
الإعلام كشكشها سارعت فضائيات الانقلاب تبرئ "الديكتاتور" من غبائه وغروره، وتلقي باللائمة على "مجهول" يحاول تقديس "السيسي" مثل عجل بني إسرائيل، وظهر الإعلاميون ما بين متجاهل عمدا وآخر مستنكر هذا المشهد، وأعرب "الطبال" يوسف الحسيني، عن استيائه من فرش السجاد الأحمر تحت بيادة الديكتاتور.
وقال الحسيني في برنامجه "السادة المحترمون" على قناة "أون تي في": "بالنسبة لي الحقيقة غريب السجاد الأحمر إيه ده هو مش مسؤولية الرئيس السيسي لكن هي مسؤولية فلان الفلاني إيه ده سجاد أحمر في كل حتة، كيف تنافقون لهذا الحد أنكم حاطين سجاد أحمر في الشوارع على الأسفلت لكي تسير عليها سيارات موكب الرئيس وكان الأولى أن نوفر بطاطين للفقراء".
بينما تظاهرت "حداءة" الإعلام لميس الحديدي، أنها تستنكر وضع سجادة حمراء في طريق "الجنرال"، أثناء افتتاحه عدد من الفناكيش، وفي فاصل من الغزل الذي لا يكترث له زوجها "عمرو اديب"، تابعت أن :"السيسي رجل بسيط يمارس الرياضة ويقود الدراجات"، وقالت: "أنا لا ألومه ولكن ألوم من حوله، إحنا بنحبه متعملوش فيه كده"!
وعلى استحياء اعترفت بالمشهد المستفز وقالت:"هو ليه فيه سجادة حمراء بتمشي عليها السيارة، يعني الرئيس بيسلم شقق لمحدودي الدخل ومتوسطي الدخل وتكون فيه سجادة حمراء للسيارة ده شيء كتير شوية".
مصر يحكمها ديكتاتور وقام أحد نشطاء موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، بنشر تدوينة قام فيها بحساب تكلفة السجادة الحمراء، التي تم فرشها ليسير عليها موكب "السيسي".
وقال الناشط "عاطف" : "نقول 8 عرض في حوالي 500 متر طول وبسعر 50 جنيه للمتر يبقى سجادة عربية السيسي متكلف 200 ألف ولو مستورد 25 ألف دولار".
واستباقًا لغضب الشعب واشتعال مواقع رافضي الانقلاب تعليقا على السجادة، قال الإعلامي يوسف الحسيني : «ليس لدي مشكلة في مسألة رِكاب تأمين الرئيس، ولكن هذا السجاد الأحمر الموضوع في كل مكان في منطقة تواجد السيسي شيء غريب للغاية».
وأضاف الحسيني :«السجاد الأحمر ليس مسئولية الرئيس، ولكن عايزين نعرف لماذا فعلها بهذا الشكل، وعلى أي أساس، لن أنظر إليها على أنها إهدار، ولكني أسألكم.. كيف تنافقون إلى هذا الحد؟ إزاي تضعوا سجاد أحمر في كل الشوارع على الأسفلت عشان العربيات بتاعت موكب الرئيس تمشي عليها؟ وبأي منطق؟».
وتابع: «مفيش مشكلة إننا نعمل سجادة للرئيس يمشي عليها، بس تكون 100 متر، مش سجاد حطينه في كل الشوارع عشان العربيات تمشي عليه، مفيش أي دولة في العالم رئيسها بتمشي عربيته على سجاد أحمر، كان ممكن بهذه الأمتار الطويلة من السجاد نجيب بيها بطاطين لخلق الله اللي بيموتوا من البرد، مش كان أولى برده، ده إهدار واضح لأموال الفقراء».
وأزاح الحسيني المسئولية من على ظهر السيسي، بالقول: «هذا لا يُحاسب عليه الرئيس، ولكن يُحاسب ذلك الموظف الذي فعل هذه الفعلة النكراء، ده فعل عبيط وتافه، وضعتم السيسي في حرج، خاصة إذا نُشرت هذه الصور في صحف أجنبية، سيقولون (مصر يحكمها ديكتاتور يسير بسيارته على السجاد الأحمر)، اللي عمل العملة دي لبسنا كلنا في الحيط، وعلى الرئيس أن يُحقق مع من نفذ الواقعة».