في الوقت الذي يبدي فيه كل خبراء المياه والاستراتيجية مخاوفهم وانزعاجهم من خطوات إثيوبيا المتسارعة نحو إنجاز أكثر من 50% من مشروع سد النهضة، وحتى وزير الري المصري ووزير الخارجية الذين أبدوا استياء من نتائج المفاوضات المتعثرة والتي لا تتوافق مع مسار البناء في السد، الذي بدأ تخزين المياه فيه منذ شهور، والذي لم تعلمه مِصْر إلا من وسائل الإعلام الغربية بعد أن رفعت واشنطن وإثيوبيا التشويش على الأقمار الصناعية حول منطقة السد.. رغم ذلك الهلع والخوف والتحذيرات العالمية من مخاطر خسارة مِصْر لنحو 2 مليون فدان من أراضيها المزروعة وجفاف النيل، وتحوله لترعة خلال سنوات ملء السد ال5.. إلا أن كل ذلك لم يزعج سفير مِصْر بإثيوبيا، الذي استقل زيارة السيسي لإثيوبيا لحضور القمة الإفريقية بأغبى تصريح دبلوماسي. حيث صرح سفير مِصْر لدى إثيوبيا أبو بكر حفني، قبل قليل، بأنه حتى هذه اللحظة لم تخرق أى من إثيوبيا أو السودان أو مِصْر اتفاقية إعلان المبادئ التى وقعها زعماء الدول الثلاث فى الخرطوم فى مارس 2015. وقال السفير -فى تصريحات صحفية فى أديس أبابا قبل انطلاق أعمال القمة الإفريقية السادسة والعشرين-: إن إثيوبيا لم تخرق حتى هذه اللحظة اتفاقية إعلان المبادئ خاصة الفقرة الخامسة بعنوان "مبدأ التعاون فى الملء الأول وإدارة السد" والتى تنص على الامتناع عن ملء خزان السد إلا بعد اتفاق الأطراف الثلاثة على أسلوب تشغيل السد، مؤكدا أن هذه الفقرة على وجه الخصوص لا تقبل التأويل!!