أكد الرئيس محمد مرسي أن رسالة الإسلام العالمية جاءت رحمة للإنسانية كلها، مشددًا على أن الإسلام يحمل قيم الحرية وقبول الآخر والتعايش باعتبارها قيم إسلامية أصيلة. وطالب الرئيس، خلال كلمته للجالية الإسلامية فى روما عقب صلاة الجمعة وفق ما نقله ياسر علي المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بالتعايش مع الشعوب الغربية وأبراز الوجه الحضاري الذي يبني ويشيد ويعطى النموذج والقدوة في العطاء للناس جميعا وقال الرئيس- وسط هتاف وتصفيق حاد من الحاضرين أن الإسلام دين شامل جامع ويُعنى بكل مظاهر الحياة كما يعني بالعقائد وبالأخلاق ويربي الناس على الخير. وأضاف أن الإسلام دين يعالج شئون الأسرة والمجتمع ويعالج قضايا الاعتقاد، فيعطي الناس جميعًا حرية الاعتقاد في قول الله تعالي "لا إكراه في الدين"، يعلي من قيمة الإنسان، بقولة ولقد كرمنا بني آدم، وأعلى من قيمة المحبة بين الناس بقولة (إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا). وقال الرئيس إنني أخاطب كل الجاليات العربية والإسلامية في أوروبا وغيرها بل جاليات من غير المسلمين بل كل الشعوب، الإسلام مؤسس الاحترام والرحمة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، ويشمل الإنسان وكل خلق الله، ويُعنى بالسلوكيات، وهذا رسولنا يقول "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".. اضاف ان الإسلام يشمل العلاقات بين الأزواج والجيران وأهل البلد الواحد وبين شعوب العالم على أساس الاحترام والمصالح التي اتفق عليها عموم الناس أن الأرض التي خلقها الله هي للناس جميعًا وأن الأرزاق للناس جميعًا. واشار الي ان الرسول هو الذي نزل بالاسلام و طبقه ودل الصحابة على العمل به وقاموا عليه خير قيام، موضحا ان الإسلام يدعونا إلى الانتشار في الأرض والاحترام والتقدير لكل من نتعامل معه ومد الجسور مع الناس كما ينظم شئون المجتمعات وعلاقات الحكام بالمحكومين ، والمعرفة بهذا المفهوم الواسع الشامل نابعة من القرآن.. (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا) هكذا الإسلام كما بلغنا إياه رسول الله، وهو خير بكثير من الدنيا بأسرها، وكل من يعلم حقيقة هذا المنهج يعتقد أن الناس أحرار فيما يعتقدون، وعلينا أن نحترم معتقدات بعضنا. وقال الرئيس جئنا برسالة سلام واضحة لكل العالم وندعو إلى تحقيق الأمن والاستقرار لكل شعوب العالم، ونحن ندرك ذلك.. نقول للقلة القليلة التي تحاول إفساد العلاقات بين الشعوب وتثير الفتن وتحاول الإساءة إلى رسولنا محمد.. انهم يسيئون إلى أنفسهم وإلى الشعوب التي ينتمون إليها. ونقول إن هؤلاء لن يفلحوا في الإساءة للعلاقات بين الشعوب، وإن غضب جماهير المسلمين وغيرهم في العالم غضب بنَّاء، هو الغضب الذي يمنع تكرار الفعل ويبني العلاقات بين الشعوب.. هذه المحاولات الإجرامية لن تنال من القرآن الكريم أو من رسولنا ويريدون أن يلفتوا الأنظار عن مشاكل كثيرة في العالم ولن يفلحوا، وفي النهاية قال لا سلام بدون احترام الشعوب والعتراف بحق الجميع في الحياة الكريمة والحرية والديمقراطية التي هي الشورى والعلاقات الطيبة بين الناس، مؤكدا انه لن يكون هناك سلام حقيقي في العالم بدون أن يكون دون عودة الحقوق الكاملة للفلسطينيين وأن ينال الشعب السوري حريته وأن يحصل على حقوقه وأن يوقف نزيف الدم في سوريا ولن تقر لنا عين إلا إذا توقفت حمامات الدم وامتلك الشعب السوري حقه في حياة كريمة.