استهجن وائل قنديل خطة النظام الانقلابي بقيادة السفاح عبدالفتاح السيسي في ضرب أنفاق قطاع غزة المحاصر؛ حيث يتجه نحو سياسة خبيثة عنوانها "من خط بارليف إلى الأنفاق.. المياه وسيلة لتدمير قدرات العدو"!!. وأضاف قنديل في مقال نشر اليوم على موقع "العربي الجديد" قائلاً: "بكل الوضوح، وحسب العقيدة السيسية، صار خط بارليف الإسرائيلي مساوياً للأنفاق التي تربط غزة بمصر، في ظل الحصار الذي تفرضه الإدارة المصرية على الفلسطينيين، بإغلاقها معبر رفح". واستطرد قائلاً: "لن أخوض في الكلام عن شرعية، أو عدم شرعية، وجود الأنفاق، ولن أناقش "بيزنس الأنفاق" الذي كان يُدار على مدى سنوات، بمعرفة قيادات أمنية مصرية، أو أن عمليات التهريب عبر الأنفاق كانت تجري بعلم السلطات، بحيث بات معلوماً أن طبقة "أثرياء الحصار" تضخّمت، مصرياً، على نحو لافت، ولن أختلف معك في تقدير حجم المخاطر". وأعرب عن دهشته البالغة من أن نظام السيسي الانقلاب بات يرى غزة العدو، وإسرائيل الصديق والشريك، وتبتذل ملحمة تدمير خط بارليف في معركة أكتوبر 1973، لتقارنها بتدمير مجموعة من الأنفاق، لم تنشأ إلا عندما أحكم النظام المصري حصاره على قطاع غزة، بطريقة أحرجت حتى الصهاينة أنفسهم. ووصف إعلان الحرب المصرية على الأنفاق مع غزة الذي يأتي مصاحبًا القصف الإسرائيلي على القطاع، وحرب التهويد التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد المسجد الأقصى، بأنه يثير الأسى. وفضح قنديل تصريحات السفاح السيسي ومحمود عباس حيث اكتفى الأول فيها بمجرد الكلام الذي يؤنس العدو؛ حيث وصف العملية الإسرائيلية لتنفيذ مخطط ابتلاع المسجد الأقصى، بأن ما يجري هو "أحداث مؤسفة"، وذلك في اتصاله مع محمود عباس، رجل أوسلو في رام الله، والأخير بالمناسبة يفخر بأنه صاحب فكرة تدمير ونسف الأنفاق التي تربط غزة ومصر بالمياه. ثم يقول عبارات مائية هزيلة عقب لقائه مع رئيس المجلس الأوروبي، يهبط بها بمستوى ردة الفعل المصرية على العربدة الصهيونية في المسجد الأقصى، إلى ما هو أسفل من حضيض دبلوماسية حسني مبارك وأحمد أبو الغيط، والتي كانت، في مثل هذه الظروف، تستدعي سفيرها للتشاور، أو توبّخ سفير العدو، أو تسمح بخروج تظاهرات وفعاليات في الجامعات والنقابات. وختم مقاله بأن المفاجأة الصادمة ليست أننا لم نرصد أن القاهرة فتحت معابرها لتضميد جراح المصابين هناك ولا بعثت بفرق إغاثية، بل كانت الطامة الكبرى تلك المعلومات عن أن سلطات الكيان الصهيوني أبدت انزعاجها من التشدد الرسمي المصري ضد غزة، والذي تجاوز مستوى الكراهية الصهيونية، وبات يحرج حكومة الاحتلال نفسها!!!!.