رغم مزاعم الجيش بنجاحه في السيطرة على الأوضاع في سيناء لكن الأمر يقف أمامه المراقبون في اندهاش، خاصة أن الوضع في سيناء ينذر بأن تتحول شبه الجزيرة إلى مرتع للعنف المتزايد من الطرفين، وقد يتطور إلى أخطر مما هو عليه الآن. وأكد الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل -مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان- أن تغيير مدير المخابرات الحربية وقائد الجيش الثاني لن يجدي ولن يحل الكارثة في سيناء. وأشار -عبر "فيس بوك"- إلى أن العمليات النوعية ضد قوات الجيش والشرطة تتصاعد في سيناء بشكل خطير، مؤكدا أن سيناء لن تهدأ إلا بحل سياسي، ومحاكمة عصابة العسكر على جرائمها، ووقف القتل والتهجير. وأضاف "عصابة العسكر ليس عندهم مشكلة في التضحية بآخر قطرة دم لأقل جندي في الجيش"، موضحًا أنه "لو نجح أسامة عسكر.. لنجح هؤلاء.."، في إشارة إلى التغييرات الجديدة بالجيش. وتابع: "لن تنجح 10 جيوش في سيناء.. لأن من ذهب هناك يؤدي وظيفة هو مضطر لها، والقادة مختبئون وجبناء، بينما الطرف الآخر لديه رغبة عارمة للانتقام للمجازر التي ارتكبت في حق أهله، كما أن لديه عقيدة ويقاتل بشراسة"!. وأكد أبو خليل -خلال تدوينة أخرى- أن الصهاينة يلعبون بشدة في سيناء، ينسقون أمنيا مع جيش السيسي، بل تقوم طائراتهم بعمليات نوعية في شمال سيناء، وربما في الوقت نفسه يستغلون الرغبة العارمة للانتقام من جرائم العسكر في سيناء، ويسهلون تداول وتوفير الأسلحة والمتفجرات بهذه الصورة المذهلة. وقال: سيناء محاصرة بالكامل و14 كيلومترًا حدودنا مع غزة، تم تفجير غالبية الأنفاق، وعليها حراسة مشددة، في حين 240 كيلومترًا مع الكيان الصهيوني دون رقابة أو أي نوع من التدابير الأمنية، ليس معنى كلامي التلميح بأن ولاية سيناء صناعة صهيونية، لكن توفير الأسلحة بهذه الصورة خلال فترات متقاربة لا تستبعد فيه لعب مخابراتي عن طريق وسطاء، طالما الضحايا مصريين.. ففتش عن الصهاينة الملاعين، متى نفهم من العدو؟ ومن الصديق وابن البلد؟ وكشفت الإعلامية آيات عرابي، عن أنه في أول يوم بعد عزل الفاشل مدير المخابرات الحربية (بعد فضائح متتالية كان آخرها الهجوم المتزامن على سبعة كمائن وقتل حوالي 16، من بينهم عقيد وأسر جندي ثم إعدامه)، وتعيين الفاشل قائد الجيش الثاني مكانه (الذي وقعت كل عمليات تنظيم ولاية سيناء في أثناء قيادته الفاشلة), قام مسلحو تنظيم ولاية سيناء بتفجير مدرعة وقتل 6، منهم ضابط والهجوم على كمين الماسورة، وتفجير قسم ثالث العريش بسيارة مفخخة. وتابعت: كما لو كانوا يرسلون لهم رسالة استهزاء وسخرية. ووجهت عرابي رسالة للانقلاب، أن الجيش الأمريكي الذي يتصدق عليكم بسلاحكم ويدربكم، لم يتحمل ثماني سنوات في العراق.. ورحل منها بعد خسائر ضخمة، فكيف سيكون الحال مع جيش منعدم الكفاءة ومتفرغ للبزنس وصناعة المكرونة وبيع الحلل. ووجهت رسالتها للجنود، لا تشاركوا في حرب تشنها قياداتكم على الشعب لصالح العدو الصهيوني، وعودوا إلى صفوف الشعب.. واخلعوا زي العار العسكري.. واتركوا هؤلاء الجواسيس الخونة. فيما حمل د.طارق الزمر -القيادي بالجماعة الإسلامية- الانقلاب العسكري المسئولية كاملة عما يحدث في سيناء، قائلاً: ما يجرى في سيناء لا يتحمل مسئوليته الجندي ولا المقاتل المصري، وإنما من اتخذ قرار "توريط" الجيش في هذا المستنقع لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي!!. وعقب توجيه كل أصابع الاتهام إلى الكيان الصهيوني بأنها هي من تقف خلف كل هذه الألاعيب والتفجيرات، طالب الإعلامي المؤيد للانقلاب أحمد موسى، بتدخل القوات المسلحة المصرية بقطاع غزة؛ لإغلاق جميع الأنفاق السرية. وقال موسى -الذي يعمل لصالح الانقلاب التابع للسياسة الصهيونية-: الإرهاب لن ينتهي إلا باتخاذ إجراءات لإغلاق الأنفاق من غزة، وليس من سيناء»، متسائلًا: ما هي المشكلة في الذهاب إلى هناك، والقيام بذلك؟.