مع دخول موجات البرد وتراجع درجات الحرارة، تزايدت شكاوى المرضى من انتشار فيروسات مشابهة لفيروس كورونا سريعة العدوى بين أفراد الأسرة وأعراضها قوية خاصة ارتفاع درجة الحرارة والكحة والاحتقان وتكسير العظام . فى المقابل تزعم حكومة الانقلاب أنه لا توجد فيروسات وبائية وأن الأمراض المنتشرة لا تعدو أن تكون "دور برد" وترفض فرض أى اجراءات احترازية . وتطالب طلاب المدارس عند إصابتهم بالبرد بالبقاء فى المنزل حتى الشفاء وذلك منعا لانتشار هذه الفيروسات بين الطلبة والتلاميذ والمعلمين . ورغم أن الدول الآوربية ومنظمة الصحة العالمية تحذر من انتشار متحورات جديدة لفيروس كورونا وتطالب بفرض اجراءات احترازية وعودة الكمامة إلا أن حكومة الانقلاب لا تقيم وزنا لمثل هذه التحذيرات .
فيروس H1N1
فى هذا السياق أكد الدكتور أمجد الحداد رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، أن الموجة الحالية لفيروس H1N1، عالمية وليست في مصر فقط، موضحًا أن هذا الفيروس منتشر في بعض الدول العربية والعالم. وقال الحداد فى تصريحات صحفية : هذا الفيروس موجود في بريطانيا، وبعض الدول العربية، وهناك فيروس آخر موجود في أمريكا. ولفت إلى أن معدلات الإصابة بفيروس H1N1، يمثل 64 %، من الأمراض التنفسية المنتشرة حاليا، وأن الشتاء هذا العام سيشهد اننتشار الكثير من الأمراض التنفسية. ونصح الحداد المواطنين بالحصول على لقاح الإنفلونزا، للحماية من الأعراض الشديدة الناتجة عن هذا الفيروس، مؤكدا أنه لا يوجد فيروس جديد منتشر كما يقول البعض.
إنفلونزا الخنازير
وأكد أن الفيروس المنتشر بين المواطنين الآن هو فيروس H1N1، موضحًا أن فيروس H1N1قبل ظهور كورونا، كان هو إنفلونزا الخنازير، وأن هذا الفيروس انتشر بقوة قبل كورونا، وأنه بفضل منظومة اللقاحات الخاصة بالإنفلونزا تم القضاء عليه، وتحول فيروس H1N1 إلى إنفلونزا موسمية بدلا من الخنازير. وأوضح الحداد أن فيروس H1N1 في عام 2025 عاد أكثر قوة، من الفترة التى تواجد فيها قبل كورونا، وأن قوة هذا الفيروس ناتجة من عدم اهتمام المواطنين بالإجراءات الاحترازية الخاصة بادوار البرد، وتراجع الكثير عن الحصول على لقاح الإنفلونزا. وأشار إلى أنه من 2020 حتى 2023، كان هناك اختفاء ل الإنفلونزا، وأيضًا خلال 2024، لكن بعد ضعف المناعة بسبب عدم الحصول على اللقاحات عاد الفيروس بقوة.
إجراءات الوقاية
وقال الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن فصل الشتاء يشهد انتشارًا سريعًا للفيروسات، حيث تنتقل العدوى بسهولة "من أقل لمسة أو عطسة"، ما يتسبب في مشاكل صحية متكررة خلال هذه الفترة . وأكد بدران فى تصريحات صحفية أن الكثيرين يقعون في "فخ العدوى" بسبب ضعف إجراءات الوقاية، مشيرًا إلى ضرورة معرفة كيفية حماية أنفسنا، وكيفية التعافي السريع عند الإصابة بنزلات البرد أو الالتهابات الموسمية. وأوضح أن سبب قابلية الجسم للعدوى في الشتاء يعود إلى عدة عوامل مجتمعة، أبرزها انخفاض درجات الحرارة وارتفاع الرطوبة، ما يؤدي إلى قلة التعرّض لأشعة الشمس وانخفاض مستوى فيتامين (د) وبالتالي تراجع المناعة، مؤكدًا أن تغيّر نمط النوم، وطول فترات البقاء داخل المنازل والأماكن المغلقة، يزيد من فرص استنشاق هواء ملوث وثاني أكسيد الكربون. وشدّد بدران على ضرورة تغيير نمط الحياة في الشتاء بدلاً من المبالغة في تجنّب البرد، مؤكداً أن دولاً عديدة تواجه انخفاضاً شديداً في درجات الحرارة، مثل بعض ولايات أمريكا التي تصل فيها الحرارة إلى 15 درجة تحت الصفر، ورغم ذلك يواصل الطلاب دراستهم دون مشاكل صحية تُذكر، ما يؤكد أن التهوية الجيدة، والغذاء السليم، والنشاط اليومي المنتظم، هي عناصر الوقاية الحقيقية.