آثارت تصريحات محمد عوض تاج الدين، مستشار السيسي للصحة والوقاية، التى طالب فيها ببقاء أى طالب يصاب بالبرد فى البيت ومنعه من الذهاب إلى المدرسة حالة من القلق والرعب بين المصريين، خوفا من العودة إلى زمن كورونا واستخدام الكمامة، والعمل عن بعد، وسط تنامي المخاوف من انتشار فيروس ا AH3N2. جاءت هذه التصريحات عقب إعلان بريطانيا وأسبانيا وبعض الدول الاوروبية عن إغلاق جزئى للمدارس والعودة إلى تطبيق اجراءات احترازية شبيهة بما كان يطبق أثناء انتشار وباء كورونا . كان محمد عوض تاج الدين، مستشار السيسي للصحة والوقاية، قد طالب كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، بالحصول على تطعيم الإنفلونزا الموسمي، موضحًا أن هذا اللقاح يتغير كل عام؛ بسبب التغير في الفيروس نفسه. واعترف تاج الدين فى تصريحات صحفية أن هناك فيروس منتشر حاليا لكنه ليس جديدا، رغم أن أعراضه أشد؛ بسبب التحور في الفيروس نفسه.
طلاب المدارس
وحذر من أن الفيروسات مُعدية جدا، واللي يعطس في وسط مجموعة؛ بيصيب الكل، ولذلك على الجميع الحذر من التغير في الأحوال الجوية، والإصابة بنزلات البرد والأنفلونزا. وأشار تاج الدين إلى أن الطالب الذي يصاب بدور برد؛ عليه الجلوس في البيت، مطالبا المدارس بتنفيذ ذلك؛ لحماية الأطفال الباقين من الإصابة بنفس الدور. وقال : ياريت نترك الطالب المصاب يجلس في البيت، وبلاش نخصم لهم من درجات أعمال السنة، لأن تواجدهم قد يسبب ارتفاعا في نسب الإصابة بدور البرد بين الطلاب في المدرسة . وكشف تاج الدين أن 90% من الحالات المصابة حاليا متشابهة، وجميعها بأعراض "تعب في الحلق، ارتفاع في الحرارة، تكسير في الجسم، عطس"، لافتا إلى أن تلك الأعراض تعالج بالأدوية المُسَكِّنة.
فيتامين (د)
فى هذا السياق قال الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن فصل الشتاء يشهد انتشارًا سريعًا للفيروسات، حيث تنتقل العدوى بسهولة "من أقل لمسة أو عطسة"، ما يتسبب في مشاكل صحية متكررة خلال هذه الفترة . وأكد بدران فى تصريحات صحفية أن الكثيرين يقعون في "فخ العدوى" بسبب ضعف إجراءات الوقاية، مشيرًا إلى ضرورة معرفة كيفية حماية أنفسنا، وكيفية التعافي السريع عند الإصابة بنزلات البرد أو الالتهابات الموسمية. وأوضح أن سبب قابلية الجسم للعدوى في الشتاء يعود إلى عدة عوامل مجتمعة، أبرزها انخفاض درجات الحرارة وارتفاع الرطوبة، ما يؤدي إلى قلة التعرّض لأشعة الشمس وانخفاض مستوى فيتامين (د) وبالتالي تراجع المناعة، مؤكدًا أن تغيّر نمط النوم، وطول فترات البقاء داخل المنازل والأماكن المغلقة، يزيد من فرص استنشاق هواء ملوث وثاني أكسيد الكربون.
التغذية الصحية
ولفت بدران إلى أن التدخين داخل الأماكن المغلقة وعدم التهوية الجيدة يرفعان تركيز الملوثات والفيروسات في الهواء، موضحا أن السلوكيات الخاطئة في الشتاء تُعد السبب الأكبر في ارتفاع نسب الإصابة، من بينها إهمال التغذية الصحية وتناول المشروبات الباردة صباحاً من جانب الطلاب، خاصة مع بدء العام الدراسي. وهذه العادات تؤدي إلى إضعاف المناعة وتجعل الجسم أكثر عرضة لنزلات البرد والحساسية. وشدّد على ضرورة تغيير نمط الحياة في الشتاء بدلاً من المبالغة في تجنّب البرد، مؤكداً أن "السلوك هو الأساس". وأضاف بدران أن دولاً عديدة تواجه انخفاضاً شديداً في درجات الحرارة، مثل بعض ولايات أمريكا التي تصل فيها الحرارة إلى 15 درجة تحت الصفر، ورغم ذلك يواصل الطلاب دراستهم دون مشاكل صحية تُذكر، ما يؤكد أن التهوية الجيدة، والغذاء السليم، والنشاط اليومي المنتظم، هي عناصر الوقاية الحقيقية.
المضادات الحيوية
وأكد استشاري الحساسية والمناعة الدكتور أمجد الحداد، أن أغلب الإصابات المنتشرة في هذا التوقيت هي عدوى فيروسية لا علاقة لها بالبكتيريا، موضحًا أن المضادات الحيوية لا تعالج الفيروسات بأي شكل من الأشكال. وحذر الحداد فى تصريحات صحفية من أن تناول المضادات الحيوية بلا وصف طبي يمثل ضررًا كبيرًا للكبد والكلى، إلى جانب تسببها في قتل البكتيريا النافعة داخل الجهاز الهضمي، ما يسمح للبكتيريا الضارة بالنمو والانتشار. وقال إن تناول المضاد الحيوي دون داع طبي يؤدي إلى إضعاف الجهاز المناعي، لأن الجسم يعتمد في مقاومة العدوى الفيروسية على الراحة والسوائل والتغذية السليمة فقط، بينما لا يقوم المضاد الحيوي بأي دور علاجي في هذه الحالات. وأوضح الحداد أن تكرار العدوى الموسمية يدفع البعض لاستخدام المضادات الحيوية في كل مرة، الأمر الذي يخلق أجيالًا من البكتيريا المقاومة للعلاج، وقد يجعل بعض المضادات الحيوية عاجزة عن علاج العدوى البكتيرية الحقيقية مستقبلًا.
الكمامة
وقال الدكتور أحمد سلمان، عضو فريق تطوير لقاحات كورونا بجامعة أكسفورد، إن الأوضاع الصحية في لا تستدعي القلق، رغم إغلاق بعض المدارس فى بريطانيا وأسبانيا ، موضحًا أن السلالة المنتشرة حاليًا هي فيروس إنفلونزا أشد حدة من السلالات المعتادة، لكنها ليست فيروسًا جديدًا. وأشار سلمان فى تصريحات صحفية إلى أن الإنفلونزا في الظروف الطبيعية تتسبب سنوياً في 300 ألف إلى نصف مليون وفاة عالميًا، ما يعني أن التعامل معها باعتبارها نزلة برد عادية أمر غير دقيق، مؤكدا أن الوضع الراهن ليس مؤشرًا على وباء جديد. وبخصوص ارتداء الكمامة، أوضح أنه لا توجد توصيات بفرضها، لكن استخدامها يظل خيارًا وقائيًا مهمًا، خاصة في الأماكن المزدحمة أو لدى الأشخاص القلقين على أطفالهم، كما شدّد على أهمية غسل اليدين وتعقيمها كإجراء روتيني في موسم الشتاء. وفيما يخص اللقاحات، أكد سلمان أن اللقاح الموسمي للإنفلونزا موصى به بشدة، خصوصًا لكبار السن والمصابين بأمراض تنفسية مزمنة، أما لقاحات كورونا، فما زالت آمنة وفعّالة، موضحًا أن كبار السن ما زالوا الفئة الأكثر استفادة من تلقي لقاح كورونا بسبب ارتفاع نسبة المضاعفات والوفيات لديهم.