التجويع تحوّل إلى سلاح قاتل في يد الكيان الصهيوني يفرضه على أهالي قطاع غزة، لدفعهم إلى الهجرة أو الموت، فمنذ مطلع مارس الماضي يمنع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ويدعمه في ذلك الرئيس الأمريكي الإرهابي دونالد ترامب، وهي جريمة حرب يتورط فيها الصهاينة والأمريكان وعدد من الدول الآوروبية . كما أن الحكام العرب الخونة لا يعنيهم موت الفلسطينيين، وكل ما يهمهم هو أمن دولة الاحتلال التي تحفظ لهم الاستمرار في مناصبهم الزائلة . ومع تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، أصدرت عدد من الهيئات والمنظمات الإنسانية الدولية بيانات تحذر فيها من مخاطر الوضع، وتدعو إلى تحرك سريع لانتشال سكان القطاع من براثن المجاعة والموت البطيء.
تدهور خطير
كانت المفوضية الأممية لحقوق الإنسان قد حذرت من أنّ الوضع الإنساني في غزة يتدهور بشكل خطير منذ 18 شهرا. وقالت المفوضية الأممية لحقوق الإنسان: إن "الحصار الإنساني الكامل فاقم الأوضاع في غزة، ودمر حياة 2.4 مليون شخص، مشيرة إلى أن هجمات قوات الاحتلال على الفلسطينيين تصاعدت منذ انهيار وقف إطلاق النار". وأكدت أن الملاجئ أصبحت مكتظة والطعام بات نادرا في القطاع .
موت جماعي
من جانبها حذّرت حكومة غزة، من أن فلسطينيي القطاع على شفا موت جماعي؛ بسبب توسع رقعة المجاعة وانهيار القطاعات الحيوية بالكامل، مطالبة بفتح ممر إنساني فوري ودون تأخير لإنقاذ أكثر من 2.4 مليون فلسطيني. وقالت حكومة غزة: إن "الكارثة الإنسانية في القطاع تتفاقم بشكل متسارع ومخيف، مع استمرار الحصار الصهيوني الكامل وإغلاق المعابر منذ نحو شهرين، ما أدى إلى تفشي المجاعة وتهديد حياة أكثر من 2.4 مليون إنسان". وأكدت أن المجاعة في غزة باتت واقعا مريرا لا تهديداً، بعد تسجيل 52 حالة وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية، بينهم 50 طفلا، في واحدة من أبشع صور القتل البطيء . وأشارت حكومة غزة إلى أن أكثر من 60 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، فيما يشتكي أكثر من مليون طفل من الجوع اليومي الذي تسبب بالهزال وسوء البنية الجسمية وأصبحوا في بؤرة الخطر، مؤكدة أن آلاف الأُسر الفلسطينية أُجبرت على مواجهة الموت جوعاً بعد عجزها عن توفير وجبة واحدة لأبنائها . قبل وقوع الكارثة
ووجهت للمجتمع الدولي ما أسمته "نداء قبل وقوع الكارثة"، محذرة من أن أي تأخير في الاستجابة سيُعد تواطؤاً واضحاً ومشاركة فعلية في الجريمة، ووصمة عار لا تُمحى من جبين الإنسانية والتاريخ . وطالبت حكومة غزة بفتح ممر إنساني آمن بشكل فوري وعاجل وبدون مماطلة لإنقاذ حياة أكثر من 2.4 مليون إنسان فلسطيني في قطاع غزة قبل فوات الأوان، داعية إلى تشكيل لجان دولية مستقلة للتحقيق في جريمة التجويع والقتل البطيء التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة .
حصار مستمر
في نفس السياق قال "فيليب لازاريني" المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا): إن "غزة باتت أرضًا لليأس بعد تعرض مليوني شخص لعقاب جماعي، وبعد حصار مستمر على غزة منذ نحو شهرين من جانب قوات الاحتلال" محذرًا من أن الجوع ينتشر ويتعمق، وهو متعمد ومن صنع الإنسان. وتساءل "لازاريني" في منشور على موقع إكس: متى ستتحول كلمات الإدانة الجوفاء إلى أفعال لرفع الحصار، واستئناف وقف إطلاق النار وإنقاذ ما تبقى من الإنسانية؟ وأكد أن المصابين والمرضى وكبار السن محرومون من الإمدادات والرعاية الطبية ، لافتا إلى أن المنظمات الإنسانية لديها مساعدات جاهزة للدخول إلى غزة، تشمل ما يقرب من 3 آلاف شاحنة تابعة للأونروا تحمل مساعدات منقذة للحياة، لكن قوات الاحتلال ترفض دخولها . وأشار "لازاريني" إلى أن الإمدادات الأساسية المخصصة للمحتاجين بدأت تنتهي صلاحيتها، محذرا من استخدام المساعدات الإنسانية كورقة مساومة وسلاح حرب، وطالب برفع الحصار الصهيونى، وتدفق الإمدادات، واستئناف وقف إطلاق النار.
إغلاق المعابر
وقال برنامج الأغذية العالمي: إن "مخزونه الغذائي في غزة نفد؛ بسبب استمرار إغلاق المعابر المؤدية إلى القطاع". وأكد البرنامج في بيان له أنه لم تدخل أي إمدادات إنسانية أو تجارية إلى غزة منذ أكثر من سبعة أسابيع وهذا أطول إغلاق يشهده قطاع غزة على الإطلاق، مما يزيد من تفاقم حالة الأسواق والأنظمة الغذائية الهشة أصلا، وأشار إلى أن جميع المعابر الحدودية الرئيسية لا تزال مغلقة من جانب قوات الاحتلال الصهيوني.