يواصل معتقلو سجن بدر 1، ملحمة الصمود من أجل نيل حقوقهم، وكسر التعنت والانتهاكات المتصاعدة بحقهم من جانب إدارة السجن، والتي دفعتهم إلى الدخول في إضراب عن الطعام منذ أكثر من شهرين اعتراضاً على الظروف اللاإنسانية التي يعيشونها. ودخل المئات من المعتقلين في سجن بدر1، إضراباً جماعياً عن الطعام ، قبل أيام من بداية شهر يونيو الماضي، على خلفية الانتهاكات المتصاعدة والتعنت من قبل إدارة السجن معهم، وهم يتقوتون على الماء واللبن والتمر فقط، فيما تم رصد حالات إغماء وضعف جسدي عام، ما يهدد حياتهم. ومع دخول شريحة كبيرة من المعتقلين في ذلك الإضراب، ومطالبات المؤسسات الحقوقية بالاستجابة لهم، إلا أن ذلك لم يزد ضباط الأمن الوطني وإدارة السجن سوى الإمعان في ممارساتهم العدوانية، التي تعرض المعتقلين لخطر الموت، ليبقى التساؤل: متى تكفّ إدارة سجن بدر يد بطشها عن السّجناء السياسيين؟ وإلى متى سيظل النظام الانقلابي يسلط يد البطش والتنكيل على كل من يعارضه؟ . ويعدّ هذا الإضراب جزءاً من سلسلة متصلة من الإضرابات التي بدأها السجناء داخل سجن بدر 1، سواء بصورة فردية أو جماعية، في سياق الظروف المعيشية اللاإنسانية التي تواجههم، إذ وثق المعتقلين معاناتهم من خلال الرسائل المسربة أو من خلال ذويهم التضييق الشديد الذي تمارسه إدارة السجن. عقاب جماعي لكسر الإرادة وكعادة الأنظمة القمعية في التعامل مع أي مطالبات أو احتجاجات إلا بمزيد من العنف والتنكيل لكسر إرادتهم، فرداً على هذا الإضراب الجماعي اتبعت تلك الإدارة القمعية المستبدة، أسلوب العقاب الجماعي للمحتجزين ولذويهم عن طريق التغريب وهو نقل المحتجز لسجن بعيد عن محل سكنهم. وبحسب المفوضية المصرية لحقوق الإنسان فإن إدارة السجن قد نقلت قرابة ال 50 معتقلاً إلى سجن المنيا والوادي الجديد، بالإضافة إلى تعريض المحتجزين إلى حملات من التفتيش الذاتي المهين، والتضييق الشديد على الأهالي في الزيارات، وتأخيرهم بالساعات عن موعد الزيارة، وإخبارهم بأن هذا نتيجة لإضراب ذويهم، بالإضافة إلى إخضاع ما تبقى من السجناء المضربين داخل سجن بدر 1 لظروف قاسية تمثلت في قطع الكهرباء والمياه والتعيين عن زنازينهم. وكانت رابطة أسر معتقلي بدر، قد أعلنت أنه بعد شهر من تنظيم الإضراب، جرى ترحيل العشرات من سجن بدر 1 إلى سجني دمنهور وبرج العرب ، بينما جرى ترحيل جميع المضربين عن الطعام في السجن، في 7 يوليو، مجددًا من سجن المنيا شديد الحراسة، الذي رُحلوا إليه في أعقاب إضرابهم في شهر يونيو إلى سجن الوادي الجديد. معاناة مضاعفة ولم تقتصر إدارة السجن على تلك الانتهاكات السابقة بل يعاني السجناء منذ نقلهم إلى مجمع مراكز إصلاح وتأهيل بدر الذي افتتحته داخلية الانقلاب في ديسمبر 2021، من الكاميرات المثبتة التي تفرض مراقبة دائمة داخل كل ركن من أركان السجن، وأيضاً التحكم في الإضاءة من قبل إدارة السجن وتركها قيد التشغيل 24 ساعة، وهو ما يمنعهم من النوم، وما يصاحب ذلك من مشكلات نفسية وبدنية. محاولات انتحار وأدت الانتهاكات اللا إنسانية إلى لجوء بعض المعتقلين للانتحار للفرار من هذا الجحيم المميت، فأقدم المعتقل السياسي بلال مطاوع، الطالب في كلية الطب والمشارك في إضراب سجن بدر 1 ، بسبب المعاملة المهينة غير الآدمية، بعد أن طلب من إدارته تسليم كتبه الدراسية لوالدته في أثناء الزيارة، لكن طلبه قوبل بالرفض دون إبداء أسباب، على محاولة الانتحار بقاعة الزيارة في وجود والدته التي شهدت الحادثة، وبعدها نقل مطاوع إلى المركز الطبي، حيث أجريت له إسعافات، بينما أصيبت والدته بأزمة تنفسية حادة وعادت بعدها إلى منزلها، وتوفيت بعد يومين". واعتبرت منظمة بلادي سجن بدر "من أسوأ سجون مصر سمعة في الآونة الأخيرة..