في ظل تنامي هذه الحالة وتصاعد الأعمال المقاومة، يتحدث الإعلام العبري وقادة الاحتلال أنفسهم عن مخاوفهم من تحول الحالة بالضفة الغربية إلى انتفاضة شاملة، حيث كثف من ممارساته وإجراءاته العسكرية والأمنية من خلال إقامة الحواجز وإغلاق الشوارع التي تربط ما بين مدن الضفة، وأخيرا اغتيال 4 من المقاومين بسيارتهم بالضفة الغربية (طولكرم) منهم قادة في فصائل المقاومة كتائب القسام وسرايا القدس. ونسب أفراد في الأجهزة الأمنية بالسلطة الفلسطينيه إنذارا عبر بيان لها بإعطاء مهلة 24 ساعة لإعلان محمود عباس المواجهة الشاملة مع الاحتلال أو التمرد على أوامر الأجهزة، وإن صح ذلك فهذا يعني انتفاضة شاملة في أراضي الضفة الغربية بحسب مراقبين. وقال المراقبون: إن "انتفاضة الضفة بكل السبل المتاحة ستشغل قوات كبيرة من جيش الاحتلال عن جبهة غزة تماما كما يجري على الجهة الشمالية، وستبعث برسالة إلى تل أبيب وواشنطن مفادها أن الشعب الفلسطيني يمنع الاستفراد بغزة ويرفض استئصال المقاومة، ما يطيح بمشروع التهجير وسائر أهداف العدوان. الأكاديمي الفلسطيني يحيى أبوزكريا قال: إن "اندلاع انتفاضة في الضفة الغربية ستربك الثعبان الصهيوني و تقطع رأسه ، فلنستشهد حتى يعيش أبناء فلسطين أحرارا و سادة". وقال محمد لمين Mouhamed Lamine Sawadogo إن "الضفة الغربية تحت احتلالين الصهاينة وسلطة محمود عباس، لا بد من تحرير الضفة من محمود عباس قبل التوجه للصهاينة". وعلاوة على ذلك قتل جيش الاحتلال ما يزيد عن 156 شهيدا، إما بالاغتيال المباشر، أو خلال المواجهات لمقاومين ومواطنين فلسطينيين بهدف خلق حالة من الردع الميداني، واعتقل ما يزيد عن 2200 مواطن فلسطيني بالضفة غالبيتهم من القيادات السياسية والأكاديميين والأسرى المحررين والناشطين المجتمعين، في محاولة منه لمنع إحداث حالة من تنظيم العمل الوطني بالضفة منذ 7 أكتوبر. وبموازاة العمل الجماهيري الشعبي، اتخذت الكتائب المسلحة في الضفة وفي مقدمتها كتيبتي جنين وطولكرم زمام المبادرة في تصعيد العمليات المقاومة المسلحة ضد الاحتلال والمستوطنين، فوفقا لمركز معلومات فلسطين (معطي) فإن عمليات المقاومة خلال شهر أكتوبرتشرين الأول بلغت (482) عملية إطلاق نار و(158) عملية نوعية، أسفرت عن مقتل جنديين وإصابة (48) جنديا ومستوطنا إسرائيليا بجراح مختلفة، وفقا لاعترافات الاحتلال. وتركزت عمليات إطلاق النار في الضفة بين محافظات جنين ونابلس وطولكرم، حيث نفذت مجموعات المقاومة المسلحة عمليات إطلاق نار ضد قوات الاحتلال والمستوطنين. ونفذت خلية مقاومة من طولكرم عملية تسلل نحو الأراضي المحتلة في ال13 من أكتوبر، حيث كان بحوزتها عبوات ناسفة لتنفيذ هجمات ضد أهداف الاحتلال والمستوطنين. كما شهدت أحياء مدينة القدس المختلفة، خاصة أبو ديس والعيساوية وجبل المكبر والبلدة القديمة مواجهات متعددة، إضافة لحضورها بقوة في بيت لحم ومخيماتها وقراها في المنطقة الغربية، مثل حوسان ونحالين والخضر، وفي الخليل تصدرت بيت أمّر ومخيم العروب وباب الزاوية ومخيم الفوار مشاهد المواجهة مع امتدادها إلى مناطق أخرى. وبحسب مراقبين، فإن إجراءات الاحتلال الاستباقية بالضفة لمنع تنامي العمل الشعبي وتحوله لانتفاضة شاملة، من شأنها أن تخلق حالة من التحدي، وهو ما قد يكون له تأثير عكسي لهذه الإجراءات، وقد يدفع لمزيد من المواجهة في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة وتنفيذه للمجازر بحق أهالي القطاع. وقال تقرير لمجلة فورين أفيرز الأمريكية: إن "العنف الحالي في الضفة الغربية فرصة لهؤلاء القادة كي يحاولوا تدشين وجودهم السياسي بينما يأفُل نجم عباس". وأضاف أن هؤلاء القادة الجدد سيسعون إلى امتلاك المصداقية الوطنية عبر السماح بشن هجمات على المستوطنين أو الجنود الإسرائيليين، بل وربما عبر حض الناس بأنفسهم على تلك الهجمات، وفي سبيل تقويض خصومهم الذين يتعاونون مع إسرائيل. ورجح التقرير أن يحاول القادة الجدد تأجيج المشاعر الشعبية في مواجهة عنف المستوطنين والقيود الإسرائيلية على حياتهم وقتل المدنيين في غزة، وفي خضم ذلك، سيكون مكمن القلق الأكبر هو أن تصبح السلطة الفلسطينية فاقدة الشعبية أضعف مما سبق وأكثر انقساما. وأضاف أنه من جهتهم، يخشى الإسرائيليون أن تستخدم حماس التنافس على خلافة عباس من أجل تعزيز قوتها، بما في ذلك محاولة انتزاع السيطرة على الضفة الغربية.