اليوم يوم النفير لفلسطين والأقصى وغزة.. طوفان بشري انطلق اليوم عقب صلاة الجمعة ليغطي شوارع العالم العربي وبعض دول العالم نصرا لغزة وأبنائها وأطفالها ونسائها ومساجدها ومستشفياتها. ربما لم تخرج تلك الحشود منذ زمن طويل بتلك الكثافة في هذه الأماكن مجتمعة، إلا أن حجم الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها الصهاينة خلال الأسبوعين الأخيرين كان كفيلا بإحياء القضية في نفوس الملايين من العرب والمسلمين وغيرهم من الذين يعتقدون بأن حرية الشعب الفلسطيني وحقه في الحياة أمور لا تقبل المساومة.
وعلى عكس القرار الصهيوني الذي اعتقد أن ضربه غزة بالصواريخ ودك أجزاء منها وحصد أكثر من 4 آلاف من أبنائها، حتى الآن، سوف ينشر اليأس والإحباط في نفوس الفلسطينيين وبالتالي باقي أنصارهم وداعميهم في العالم؛ فإن ذلك القصف وتلك الجرائم أججت الشعور بوجوب نصر القضية الفلسطينية وأهمية تحرير الأرض وحماية العرض الفلسطيني من مخطط التهويد والتهجير والإبادة التي يسعى لها الصهاينة ومن ينفذون أجندتهم حتى لو كانت هوياتهم عربية ودينهم الإسلام.
وخرجت، اليوم الجمعة، الملايين في مظاهرات تضامنية مع الفلسطينيين ضد العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 14 يوماً ضد قطاع غزة، بعد دعوات المقاومة الفلسطينية للنفير العام والتظاهر أمام سفارات إسرائيل وأمريكا في دول العالم، والاحتشاد في الميادين لإعلان الغضب ضد الكيان وجرائمه.
جاءت هذه المظاهرات بعد أن دعا الناطق باسم كتائب القسام "أبو عبيدة"، في خطاب مصور، "الجماهير العربية والإسلامية في كل مكان إلى الدفاع عن كرامتها وأقصاها، وأن تحتشد وتزحف نحو فلسطين"، مشددا على أن "الاحتلال اليوم في أسوأ حالاته منذ 75 عاما.
مصر تنتفض في مصر كان المشهد غريبا؛ إذ شهدت الميادين الرئيسية في مصر نوعان من المظاهرات؛ النوع الأول كان "معلبا" ومنسقا من جانب حكومة الانقلاب لتفويض السيسي حسبما طلب من أنصاره، وخرجت تلك المظاهرات يحمل المشاركون فيها صور السيسي؛ رغم أنه من المفترض أنها للتضامن مع الفلسطينيين. وتركزت تلك المظاهرات عند النصب التذكاري بمدينة نصر ومسجد الحصري بأكتوبر وعدد من الميادين الرئيسية بالمحافظات وفقا لجدول تم توزيعه منذ أمس. فيما كانت المظاهرات "الشعبية المستقلة" أكثر زخما وعددا، ورفعت شعار "مش هنفوض حد"، وكانت المفاجأة أن ميدان التحرير امتلأ عن آخره بالمتظاهرين في سابقة لم تحدث منذ سنوات. حيث احتشد آلاف، بدون ترتيب مسبق، بميدان التحرير رافعين أعلام فلسطين، ومؤكدين التضامن المصري الكامل مع غزة وقضيتها.
كما احتضن الجامع الأزهر مظاهرة حاشدة عقب صلاة الجمعة، وأحاطت قوات الأمن وعناصر من الشرطة ساحة الجامع، وخرج المتظاهرون خارج المسجد في مسيرات حاشدة بالشوارع المحيطة بعد صلاة الجمعة.
pic.twitter.com/7nDFM0h4OC ردَّد المتظاهرون هتافات "بالروح.. بالدم.. نفديك يا أقصى"، كما رددوا هتافات أخرى من قبيل: "خيبر خيبر يا يهود.. جيش محمد هنا موجود"، "شدي حيلك يا فلسطين بكرة ال100 مليون جايين"، "يا صهيوني يا خسيس.. الدم العربي مش رخيص"، "يا صهيوني صبرك صبرك بكرة المصري يحفر قبرك".
pic.twitter.com/Q2jegDpINe
ونشرت الصفحة الرسمية للأزهر الشريف، عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، بثاً مباشراً من الجامع الأزهر.
أما الحركة المدنية في مصر، فقد اتخذت من ساحات مسجد مصطفى محمود بحي المهندسين بالجيزة ساحة للتظاهر، وانطلقت في مسيرة بعد صلاة الجمعة مباشرة، وردّد المتظاهرون هتافات مؤيدة لفلسطين ومنددة بالاحتلال الإسرائيلي، منها "لا النقب ولا سينا.. فلسطين كاملة لينا"، و"تسقط تسقط إسرائيل"، و"تفويض إيه يا عم.. فلسطين أهم"، وغيرها.
وفي محافظة الإسكندرية، خرج الآلاف في مظاهرات ومسيرات حاشدة، كان أكبرها أمام مسجد القائد إبراهيم، لدعم الشعب الفلسطيني، والتنديد بالغارات الإسرائيلية على غزة، وضرب مستشفى المعمداني الذي أسفر عن استشهاد المئات من الأطفال والنساء والشيوخ خلال وجودهم في المستشفى.
كما أقيمت صلاة الغائب على أرواح شهداء غزة والمدن الفلسطينية في عدد من مساجد المدينة الساحلية، كان أبرزها مسجد المرسى أبو العباس في ميدان المساجد، ومسجد علي بن أبي طالب في منطقة سموحة، ومسجد المعمورة بالشاطئ، ومسجد المتيم بمنطقة الشلالات.
وعقب صلاة الجمعة، تعالت هتافات آلاف المصلين، في مختلف المساجد تنديداً بالعدوان والقصف الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة المستمر منذ السابع من أكتوبر الحالي. وردّد المشاركون الذين حملوا علم فلسطين وارتدى بعضهم الوشاح الفلسطيني، الهتافات المنددة بالاعتداءات الغاشمة للاحتلال الإسرائيلي، واستهداف المستشفيات والمدنيين العزل، مؤكدين تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني الشقيق في قضيته وحقه المشروع في الحصول على أرضه من المحتل.
pic.twitter.com/325geDcBBO
وأكد المشاركون رفضهم التام ما يحدث في غزة من مجازر تهدف لإبادة الشعب الفلسطيني، مشيرين إلى أن الشعب المصري يرفض تصفية القضية الفلسطينية أو أية محاولات لتهجير الفلسطينيين قسرياً من أرضهم، لا سيما أن الفلسطينيين أنفسهم يرفضون فكرة التهجير.
وانطلقت مسيرة من طريق الكورنيش، مروراً بشارع المشير وصولاً إلى ميدان سيدي جابر، حمل خلالها المتظاهرون لافتات دعم لفلسطين.
وفي قطر شارك الآلاف من القطريين والمقيمين، عقب صلاة الجمعة، دعماً لغزة، واحتشد المتظاهرون وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية، ويرددون شعارات دعم لفلسطين. وكانت أبرز الوقفات بالدوحة في ساحة جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب.
pic.twitter.com/0rRDHfr0Ra
حشود في الأردن وفي الأردن تظاهر الآلاف عقب صلاة الجمعة؛ تضامناً مع قطاع غزة ودعما "للمقاومة" الفلسطينية، وحمل المتظاهرون أعلم فلسطينوالأردن، ولافتات داعمة للفلسطينيين، فيما استبقت الأجهزة الأمنية المظاهرات بتشديد الحواجز وإغلاق العديد من الطرقات؛ للحيلولة دون وصول المتظاهرين إلى المناطق الحدودية، وذلك بعد دعوة الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن، المواطنين لإقامة وقفة احتجاجية على العدوان على غزة قرب الحدود مع فلسطينالمحتلة.
مسيرات في عمان كما خرج المئات من المتظاهرين في سلطنة عمان في مسيرات لدعم المقاومة الفلسطينية، وهم يحملون أعلاما فلسطينية، ورددوا شعارات داعمة للمقاومة.
تضامن عربي واسع وفي لبنان والعراق وإيران واليمن وتركيا خرج الآلاف في مسيرات داعمة لفلسطين، ومتضامنة مع أهالي قطاع غزة، حاملين أعلام فلسطين، كما هتفوا بشعارات منددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
وفي تونس نفذ القضاة "يوم غضب وطني" في كل المحاكم، احتجاجا على الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة. ورفع المحتجّون خلالها شعارات مساندة للقضية الفلسطينية، أبرزها: "يا شهيد ارتاح ارتاح.. سنواصل الكفاح"، و"فلسطين عربية.. لا تنازل عن القضية"، و"مقاومة مقاومة.. لا صلح لا مساومة".
وعُلّقت خلال اليوم جميع الجلسات، ونفذ القضاة وقفات بالزي القضائي أمام قصر العدالة بتونس وباقي مقرّات محاكم الاستئناف، احتجاجاً على "الجرائم الإسرائيلية" في قطاع غزة.