لبت مئات الآلاف من الأحرار في دول العالم الدعوة التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية لإعلان الغضب ضد الإجرام الصهيوني الذي تمارسه دولة الاحتلال ضد أبناء غزة منذ أسبوع وسط صمت العالم. وردد المشاركون هتافات تحيّي المقاومة، وإنجازاتها على الأرض، وأشادوا بعملية "طوفان الأقصى"، وطالبوا بالعمل على فك الحصار المفروض على غزة منذ 17 عاما، ووقف العدوان الإسرائيلي الذي خلف مئات الشهداء وآلاف الجرحى في القطاع. ففي القاهرة احتشد الآلاف في ساحة الجامع الأزهر الشريف بحي الحسين عقب صلاة الجمعة، مرددين هتافات "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين". وأعلن المتظاهرون رفض جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات أمن الاحتلال الصهيوني ضد أبناء قطاع غزة والتي تستخدم فيها الأسلحة المحرمة دوليا بدعم من أمريكا وأوروبا. ولفت المتظاهرون إلى ضرورة الدعم الرسمي العاجل لفلسطين من جانب الحكومات والدول الإسلامية وعدم ترك غزة بمفردها في مواجهة آلة الحرب الصهيونية والأمريكية والدعم الأوروبي غير المحدود. وفي الأردن قابلت قوات الأمن المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع لإيقافهم عن التوجه إلى حدود فلسطين، كما سار آلاف وسط عمّان، أمام المسجد الحسيني وفي ساحة النخيل، منذ ساعات الصباح الباكر. وفي بيروت نظم الآلاف مظاهرات كبيرة، كما توجه المئات من اللبنانيين إلى المناطق الحدودية مع الاراضي الفلسطينيةالمحتلة، في محاولة للمرور عبر الجدار الحدودي. وخرجت مسيرة مليونية في العاصمة العراقية بغداد، إلى ساحة التحرير، نصرة لفلسطين وصفت بالطوفان البشري، وأقامت صلاة جمعة موحدة. كما خرجت مسيرات حاشدة في العاصمة القطرية الدوحة، والمدن الليبية، واليمنية، وهي تهتف "لبيك يا غزة"، و"بالروح بالدم نفديك يا غزة". وانطلقت مظاهرة حاشدة مساندة لفلسطين في طهران للتعبير عن التضامن مع المقاومة، ورفض جرائم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. كما نُظمت مظاهرة تضامنية تحت شعار "الحرية لغزة" في العاصمة اليابانية طوكيو، وعقب صلاة الجمعة تجمع المتظاهرون في منطقة تشيودا، وساروا نحو السفارة الإسرائيلية. ومنعت قوات الأمن المتظاهرين الذين حملوا أعلام دول مسلمة من الدخول إلى الشارع حيث تقع السفارة الإسرائيلية، وقام المتظاهرون بالدعاء من أجل الفلسطينيين الذين فقدوا حياتهم في الهجمات الإسرائيلية، ورددوا هتافات من قبيل "إسرائيل إرهابية" و"الحرية لفلسطين". وامتدت المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين إلى العواصم والمدن الغربية، رغم قرار وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان حظر المظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطيني في جميع أنحاء البلاد، إلا أن المئات خرجوا في مسيرات في باريس ومدن أخرى. وردد المحتجون هتافات بينها "إسرائيل قاتلة" و"ماكرون متواطئ"، واستخدمت قوات الأمن الفرنسية الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق المتظاهرين. كما احتشد المئات من المتظاهرين في ميدان ستيفانس بلاتز وسط العاصمة النمساوية فيينا، ورفع المحتجون الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات "الحرية لفلسطين"، مع حشود أمنية ضخمة أحاطت بالمتجمهرين. وأصدرت الشرطة النمساوية تصريحًا بحظرها للمظاهرة بعد إعادة تقييمها للموقف، مشيرة إلى أنها ستتسبّب في حدوث تكدير للأمن العام، وتعريض المصالح العامة للخطر، مع توقعات بحدوث اشتباكات عنيفة، وفق وصفها. وكثفت أجهزة لإنفاذ القانون في الولاياتالمتحدة إجراءاتها الأمنية قبل مظاهرات متوقعة في البلاد اليوم الجمعة تأييدًا للفلسطينيين، وقالت الشرطة في أكبر مدينتَين أمريكيتَين من حيث عدد السكان، وهما نيويورك ولوس أنجلوس، إنها "ستزيد من الدوريات الأمنية، خاصة حول أي كنيس أو مركز يهودي". كما كثفت الشرطة الألمانية إجراءاتها الأمنية تحسبًا لمظاهرات مرتقبة اليوم في العاصمة برلين دعمًا للفلسطينيين وتنديدًا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، وحظرت السلطات الألمانية خروج مظاهرات داعمة لفلسطين ومتضامنة مع الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، وعقب إعلان الحظر اتهم منظمو المسيرات التضامنية مع الفلسطينيين شرطة برلين بالعنصرية.