احتجاجا على الارتفاع الجنوني في الأسعار.. مصريون : حياتنا تحولت إلى جحيم ولا نجد لقمة العيش َ

تصاعدت شكاوى المصريين من الارتفاعات المتتالة في أسعار جميع السلع والمنتجات، سواء كان ذلك بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد أو الحرب الروسية الأوكرانية أو تخفيض قيمة الجنيه أمام الدولار والعملات الأجنبية .
وأكد المواطنون أنهم أصبحوا عاجزين تماما عن الحصول على احتياجاتهم الضرورية اليومية أو تلبية متطلبات أسرهم ، خاصة مع دخول شهر رمضان والذي تتزايد فيه احتياجات الأسر مقارنة بالشهور الأخرى .
وقالوا إن "حياتهم تحولت إلى جحيم لا يطاق في زمن الانقلاب الدموي بقييادة عبدالفتاح السيسي ، مؤكدين أنهم لا يجدون لقمة العيش التي تبقيهم على قيد الحياة".
كانت أسعار السلع الغذائية والفواكه والخضروات قد شهدت ارتفاعات كبيرة تتراوح من 10% إلى 50%، ومنها اللحوم، حيث ارتفع اللحم البلدي بنسبة 20%، وزاد اللحم السوداني بنسبة 27 إلى 30%، فيما كانت زيادة اللحم البرازيلي بنسبة 50%.
كما رفعت مخابز العيش السياحي أسعار الخبز ‏بنسبة 50%، ولجأت بعض المنافذ كالمخابز الأفرنجية إلى تخفيض وزن منتجاتها للإبقاء على أسعارها دون زيادة، ورغم زيادة سعر طن الزيت بنسبة 10% إلا أن نسبة ارتفاع سعره في محلات التجزئة للجمهور تجاوزت 25%،
وارتفع متوسط سعر طن الزيت خلال الفترة الماضية إلى 30 ألف مقابل 25 ألف جنيه قبل الزيادة بسبب التخوفات من تداعيات الحرب وأزمة سلاسل التوريد، كما ارتفع سعر اللبن البودرة بنحو 10% ، ليسجل متوسط سعر الطن حوالي 67 ألف جنيه مقابل 65 ألف جنيه .

الحياة صعبة
من جانبه قال مصطفى إسماعيل إن "ارتفاع الأسعار طال الكثير من السلع الغذائية ، مؤكدا أن الحياة أصبحت صعبة وكل حاجة بتزيد وكله بيزود على كله» فيما لم يتغير راتبه منذ نحو ثلاث سنوات.
وأضاف إسماعيل في تصريحات صحفية ، كنت بجيب زيت القلي ب13 جنيها دلوقتي ب19، والزيت اللي كان ب17 جنيها رفع ل24 جنيها، أما زيت الطبخ اللي كان بحوالي 29 سعره زاد ل34 و35 جنيها، والمكرونة زادت إلى 12 و14 جنيها .
وتوقع حدوث ارتفاعات جديدة في الأسعار خلال الأسابيع المقبلة بسبب خفض قيمة الجنيه ، بالإضافة إلى تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، مشيرا إلى أن الزيادات الحالية ليست مرتبطة بالحرب، وإنما مرتبطة بزيادة أسعار الوقود والكهرباء ، أما تأثير الحرب هيكون قدام وهيكون كبير جدا، كل حاجة مرتبطة بالقمح هتزيد قدام .

ارتفاع جنوني
وقالت منال حسن ربة منزل، إن "الأسعار ارتفعت بصورة جنونية بالنسبة لكل السلع مؤخرا ، لافتة إلى أنها كانت تشتري زجاجة الزيت 1 لتر ب23 جنيها ثم ارتفع سعرها ل27 جنيها، ثم ارتفع مرة ثالثة ل33 جنيها، وبات مؤخرا ب38 جنيها ، ولو هوفر هجيب 3 لتر ب75 جنيها وبرضوا مش توفير، المبلغ اللي هوفره قليل».
وأضافت منال في تصريحات صحفية ، مفيش حاجة أقدر استغني عنها مشيرة إلى أبرز السلع التي طالتها زيادة الأسعار، السكر كنت بجيبه ب7 جنيهات، بعدين ب9 جنيهات، ودلوقتي بقى ب13 جنيها، أما الدقيق بقى ب16 جنيها الكيلو، والرز ب16 جنيها، والمكرونة اللي كانت ب7 جنيهات بقت ب 12 جنيها ، اللحمة كانت ب140 جنيها بقت 170 جنيها، والفراخ الكيلو بقى ب55 جنيها، والبانيه بقى ب85 جنيها بعد ما كان ب60 جنيها .
وتابعت ، أنا لا أمتلك بطاقة تموين وأشتري العيش السياحي الذي زاد سعر الرغيف الكبير من جنيه إلى جنيه ونصف الجنيه ، مؤكدة أن كل هذه السلع لا تستطيع الاستغناء عنها وكلها غالية مفيش حاجة فيها مش ضرورية، وفيه أطفال لازم تتغذى، سعر كيلو اللبن، ارتفع إلى 16 جنيها وهيوصل إلى 20 جنيها .
وعن مواجهة زيادة الأسعار، قالت منال "للأسف مينفعش أستغني عن حاجة، لكن اللي أقدر أعمله هقلل الكميات، يعني بدل ما أجيب البانيه هجيب فراخ، وبدل ما أجيب 2 كيلو لحمة هجيب كيلو وأقسمه على الشهر كله.

المجمعات الاستهلاكية
وقال محمد الشرقاوي كنت أشتري اللحم من المجمعات الاستهلاكية بسعر مخفض وهو 80 جنيها للكيلو ، لكن سعره زاد في المجمعات إلى 120 جنيها.
وأضاف الشرقاوي في تصريحات صحفية "أتقاضى راتبا قدره ثلاثة آلاف جنيه ، وهو لا يكفي الحاجات الأساسية لأسرتي المكونة من زوج وزوجة وأربعة أطفال ، مشيرا إلى أن الخبز الحر الذي يباع للمواطنين خارج منظومة الدعم زاد سعره ، العيش لو هتجيبه حر بدل العشرة ب5 جنيه دلوقتي بقى ال8 بخمسة جنيهات ، وأكد أنه اضطر إلى العزوف عن شراء مأكولات من المطاعم خلال الفترة التي يقضيها في عمله والتي لا تقل عن 8 ساعات .

أصحاب المحلات
وقال سمير صاحب سوبر ماركت بمنطقة الهرم وهو يمسك جدول أسعار المنتجات "بقالي أسبوع كل يوم أسعار جديدة بالزيادة، الرز والمكرونة وكل المخبوزات والأجبان زادت، وكل يوم الناس تشتكي من الزيادة".
وأضاف سمير في تصريحات صحفية ، مش عارف الأسعار هتروح لحد فين بعد الزيادة دي، لافتا إلى أن الزيادات تؤثر على الشراء سواء بإقبال الناس على الشراء والتخزين للمنتجات الضرورية أو الامتناع تماما بسبب الزيادة وانتظار انخفاضها مرة أخرى، وهناك سلع أخرى تظل راكدة.
وأبدى أحمد صاحب سوبر ماركت، دهشته من ارتفاع الأسعار، قائلا "هناك منتجات لا أعرف لماذا ارتفعت أسعارها، فالأرز يزرع وتتم تعبئته في مصر، ويتم نقله داخليا، وأسعار المنتج نفسه لم ترتفع والبنزين لم يرتفع فلماذا الزيادة ؟
وقال أحمد في تصريحات صحفية "نحن في النهاية من نواجه الزبون الذي يعتقد أن المحلات هي التي ترفع الأسعار ".

مبررات وهمية
واستنكر محمود العسقلاني رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء" الارتفاعات الجنونية غير المبررة لأسعار السلع الغذائية ، منتقدا محاولات حكومة الانقلاب إيهام الرأي العام بأن الزيادات جاءت تأثرا بالحرب الروسية/ الأوكرانية وتخفيض قيمة الجنيه على الرغم من وجود مخزون كبير من السلع الغذائية استعدادا لشهر رمضان المبارك.
وقال رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء في تصريحات صحفية إن "الزيادات جاءت بمبررات وهمية مكذوبة بل ومفضوحة وفيها من التبجح والحماقة ، ما يستدعي موقفا موحدا من المستهلكين لوقف هذا الجنون".