ما حدث الأيام الماضية، فى الأسواق العامة من اشتعال لأسعار السلع الغذائية، أدى إلى دخول المواطن فى دوامة من الحيرة يصارع من أجل البقاء فى ظل معادلة غير عادلة تتمثل فى أجور متدنية وثابتة، وأسعار فى تزايد مستمر، وأصبحت الأسر المصرية تنفق ميزانيتها بالكامل على شراء ما تحتاجه من سلع غذائية مما جعلها تعلن حالة الطوارئ وشد الأحزمة على البطون لكى تستطيع مواصلة الحياة. يا ترى الناس عايشة ازاى؟!!.. وبتاكل إيه؟!!.. فبعد ارتفاع الأسعار أصبح الجميع يمشى محدثًا نفسه عن الزيادة الرهيبة التى لحقت بالأسعار ولا يستطيع أى بيت مصرى تحملها، وكل ما تسأل حد يقولك "العيشة صعبة مش لاقيين ناكل".. حتى أكل الفقراء بقى غال، فالناس التى كانت تعيش على الفول والطعمية عزفت عن الشراء بعد ارتفاع أسعارهما.. والحكومة عاملة ودن من طين وودن من عجين "هذه الكلمات ليس إلا تشبيها بليغًا لحال المصريين وما وصلوا إليه من فقر، فأصبح طعام المصريين خاليا تماما من الدسم ومن اللحوم البيضاء والحمراء بعد ارتفاع أسعارهما، فكيلو اللحوم أصبح ب150 جنيها وكيلو الفراخ ب35جنيها.. ولا تقترب معظم الأسر من الفاكهة، والبيض واللبن والخضار وغيرها من السلع التى أصبحت رفاهية، فمنهم من يأكل طقة واحدة فى اليوم، أما متوسطو الحال فكيلو لحم كفاية عليهم فى الشهر ويكتفون بالسلع الضرورية. قال بعض ربات البيوت إننا قاطعنا اللحوم والفراخ، وأصبحنا نكتفى بالضروريات، لأن الأسعار مرتفعة جدا، واقل طبخة تتكلف 100و150جنيها، ولذلك تضطر الكثيرات الاستغناء عن كثير من السلع كاللحوم والفراخ والفاكهة حتى الخضار الذى ارتفعت أسعاره مؤخرًا، فاليوم البطاطس اللى كانت أرخص حاجة فى السوق أصبحت ب9 جنيهات، واتجهت أغلب السيدات إلى تقليل كميات الأكل بمقدار النصف، فبدلا من شراء كيلو أرز الذى ارتفع سعره إلى 14 جنيها تكتفى الكثيرات بنصف كيلو، حتى المكرونة التى كانت بديلا للأرز عند بعض الأسر ارتفعت أسعارها، فقد شهد سوق المكرونة طرح أنواع كثيرة تحت مسميات مختلفة مثل المعبأة العادية والمكرونة الاستثمارية كنوع من التحايل لرفع السعر، فوصل سعر المكرونة المعبأة العادية الكيس زنة 400 جرام إلى 4،5جنيه وتم تقليل وزن الكيس إلى 250 جراما مع رفع السعر إلى 3 جنيهات، أما المكرونة السائبة فوصل سعر الكيلو إلى 9و10 جنيهات الأمر نفسه للدقيق ارتفع سعره إلى 9جنيهات للكيلو السائب 11جنيها للمعبأ. وارتفع سعر الزيت الخليط إلى 20 جنيها للزجاجة زنة750 جراما. وتساءل العديد من المواطنين ماذا نفعل؟ ومن يحمينا من نار الأسعار؟ حتى طعام الفقراء أصبح غالى، الفول والطعمية والبصارة والعدس الأصفر والعدس أبو جبة كل حاجة غالية، ويصل سعر ساندوتش الفول أو الطعمية 3 جنيهات، والبطاطس ب 4و5 جنيهات، ولذلك عزفت الكثير من الأسر عن شراء الفول والطعمية بعد ارتفاع أسعارهما، حتى الكشرى لم يعد الأكلة الشعبية رخيصة الثمن، فأكد عدد من المواطنين انهم يأكلون الكشرى لما يوحشهم بسبب ارتفاع اسعاره حيث يصل سعر طبق الكشرى متوسط الحجم 15و20 جنيها، وبرر أحد أصحاب محلات الكشرى هذه الزيادة لارتفاع مكونات الكشرى من عدس ومكرونة وأرز وبصل وطماطم، فيصل سعر كيلو العدس إلى 20 جنيها والأرز يتراوح بين 13و14جنيها والمكرونة وصلت إلى 10 جنيهات للكيلو والبصل8 جنيهات، واتجه عدد من أصحاب محلات الكشرى لمواجهة زيادة الأسعار الأخيرة إلى تقليل كمية طبق الكشري، مقابل نفس السعر بدلا من رفع السعر مرة أخرى. وفى سوق باب الشعرية، حاولنا التعرف على ماذا يأكل المصريون بعد ارتفاع الأسعار.. وما عرفناه أن حال الناس يصعب على الكافر، فأكدت "أم رحمة"ربة منزل أن زوجها راجل ارزوقى على باب الله يوم معاه ويوم معهوش، وأكلها شوية فول فى الفطار وفى الغدا بنقضيها يوم نصف كيلو عدس أو حتة جبنة قريش أو نص كيلو خضار وشوية رز، وقالت إن الحاجة الوحيدة اللى لسه رخيصة هى العيش، وعندما سألتها عن أكل رحمة ورودينا بناتها قالت "بيكلوا زينا"..أحنا ممعناش نجيب لبن ولا بيض ده كيلو اللبن ب15 جنيها، والبيضة بجنيه ونص واللحمة غالية علينا ممكن نجيب نص كيلو بانيه من نفس العيال كل أسبوع أو أسبوعين. سيدة أخرى كانت تشترى"بيض" قالت إن البيض البديل الوحيد لأطفالها بعد ارتفاع أسعار الفراخ واللحوم، باشترى البيض الكسر لأنه ارخص شوية البيضة بجنيه بدل جنيه ونص. وتقول الحاجة "حياة"على المعاش، إن معظمنا فى ظل هذا الارتفاع الجنونى للأسعار نكتفى بالضروريات فقط وأصبحنا نعانى فى كل شىء حد يصدق أن كيلو البطاطس يصل ل14 جنيها ودلوقت ب10 جنيهات والرز اللى كان ب 2و3 جنيهات يبقى ب15 جنيها، وأكدت أنها كانت تشترى كميات معينة من الخضار واللحوم، ولكن مع ارتفاع الأسعار اضطرت إلى تقليل كم مشتراوتها من الخضار واستغنت عن شراء اللحوم وأيضا لم تعد تشترى السمن البلدى لطهو الطعام واكتفت بالسمن النباتى أو زيت الخليط. "أم هبة" بائعة فى السوق قالت إنها بطلت تشترى لحمة بلدى بنشترى كيلو من الجمعية سعرها حنين شوية ومرة نطبخ أى خضار ومرة شوية عدس واهى ماشية، وأشارت إلى أن الست بتمشى فى السوق بتكلم نفسها كل حاجة غالية. وتستكمل "أم ياسمين" أن الواحد بيلف السوق مرتين و3 بندور على الحاجة الأرخص حتى لو كانت الحاجة رديئة ها نعمل ايه الواحد ماشى يكلم نفسه من الغلا، وتقول كنا بناكل اللحمة مرتين أو تلاته فى الشهر دلوقتى بناكلها مرة واحدة ها نعمل ايه عندنا عيال ومصاريف مدرسة ودروس ده غير فواتير الكهربا والميه "ربنا يرحمنا برحمته". وهناك الكثيرين ممن يعيشون على هياكل الفراخ وأرجلها وعظام وبقايا اللحوم بعد ارتفاع اسعار اللحوم والدواجن فلم يتبق للفقراء سوى الهياكل والعظام.. هذه الصورة تعبر تماما عن الواقع الاليم الذى يعيشه قطاع واسع وعريض من المصريين ممن يبحثون عن لقمة العيش.