قال خبراء ومراقبون إن الفزعة الأخيرة في مصر والسودان الأخيرة بشأن سد النهضة جاءت في الوقت الضائع، وإن إثيوبيا لن تستجيب لها؛ بل ستعمل على تفكيك التحالف المصري السوداني وستمضي رغم تأكيدات الخبراء أن حجم الطمي خلف سد الروصيرص يشير إلى أن السد شرخته المياه. وبحسب الخبراء سارعت السودان إلى تفريغ محتوى خزان سد الروصيرص بشكل سريع قبل موعده المعتاد بنحو 3 أشهر ، وهو ما فسره البعض بالتخوف من تكرار حالة الفيضان الذي لم يحدث منذ نحو قرن في السودان بسبب ملء سد النهضة. وأمس أعلن وزير خارجية الانقلاب سامح شكري أن مصر مستعدة لكل الاحتمالات الخاصة بأزمة سد النهضة في تلميح إلى الحل العسكري الذي لم يستثنه. وتصريح "شكري" قريب من تصريح وزير الري السوداني يوسف عباس الذي أضاف أنه "حال فشل مفاوضات سد النهضة فإن السودان سوف يدافع عن حقوقه بكل السبل المشروعة، مؤكدا أن إثيوبيا تحاول إقحام ملف تقاسم المياه إلى مفاوضات سد النهضة". أما رئيس حكومة السودان عبدالله حمدوك فطلب وساطة رباعية لحل خلاف ملء سد النهضة، وتقدم الإثنين 15 مارس، بطلب رسمي لوساطة الأممالمتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي ورئيس الكونغو، في أعقاب فشل الدول الثلاث في التوصل إلى حل عبر التفاوض المباشر. السد انشرخ وقال مراقبون إن سد النهضة انهار جزء منه، وهو أمر طبيعي مع كم المياه واندفاعها، لافتين إلى أن الإثيوبيين لا يريدون فتح البوابات السفلية للسد حتى لا يرى العالم شيئا، أو أنهم عالجوا الكسر، ولذلك يصرون على الملء الثاني الذي قد يبرز الكسر بصورة أكبر. وأشار خبير السدود والمياه بجامعات ماليزيا، محمد حافظ، إلى أن الملء الثاني للسد، المقدر له 13 ونصف مليار متر قد تكون الكمية الحقيقية أكبر من ذلك، موضحا أنه بعد الملء الأول العام الماضي والمقدر ب 4 ونصف مليار حدث انهيار لجزء من السد وهو ما تسبب في غرق السودان والفيضانات التي حدثت العام الماضي". وتساءل: "هل فتحت إثيوبيا البرابخ الأربعة السفلية"؟ وأرفق فيديو يوضح تطور بحيرة سد الرصيورص في الفترة بين 13 فبراير حتى 10 مارس؛ حيث تظهر مياه بحيرة تخزين سد الرصيورص صافية بلا أي طمي. فيما الصورة الثانية من جوجل إيرث هي الأحدث وربما تم تصويرها بعد يوم 10 مارس وتوضح حجم الطمي الكبير بالبحيرة. وكشف الأكاديمي المناهض للانقلاب أن "عدم وجود طمي حتى يوم 10 مارس يعني أن المياه التي تصل لبحيرة سد الرصيورص كانت تأتي من فوق الممر الأوسط بسد النهضة لذلك كانت تأتي نظيفة، وأن وجود طمي كثير في الصورة الحديثة لجوجل إيرث تعني أن المياه التي تصل لبحيرة سد الرصيورص تأتي من البرابخ الأربعة السفلية تحت الكتف الغربي لسد النهضة". وخلص إلى أن إثيوبيا بدأت مراحل تجفيف الممر الأوسط عن طريق تخفيض منسوب البحيرة تمهيدا لصب الخرسانات، وخاصة بعد وصول قطع معدنية كثيرة لزوم التركيبات المعدنية لأنابيب التروبينات العلوية. وفي تلميح إلى أن السد لن يتحمل الإجراء الفني الإثيوبي تساءل "حافظ": "هل ستستطيع إثيوبيا صب قرابة 2.0 مليون متر مكعب من الخرسانة بداية من شهر إبريل حتى نهاية يونيو 2021. بمعدل يقارب 20 ألف متر مكعب يوميا حتى تصل لمنسوب 600 فوق مستوي سطح البحر، أم سيرتفع المنسوب فقط إلى 580؟ وهذا يكفي فقط لتشغيل التروبينات المنخفضة مع بداية شهر سبتمبر 2021". ليس سدا واحدا أما الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية د.هاني رسلان فقال إن إثيوبيا تسحوذ على نصيب الأسد من السدود على نهر النيل وتدعي أن مصر هي التي تسيطر على نصيب أكبر، ولكى نكون على بينه من الوضع المائي في حوض النيل ، فهو على النحو التالي: "السدود علي النيل: أوين، بوجاجالي، جبل الأولياء، تانا بالاس، شراشرا، فنشا، تكيزي، روصيرص، سنار، مروي، خشم القربة، عطبرة، وستيت". وأضاف أن المياه الزرقاء في حوض النيل بالمليار م3: فيكتوريا 3050 وكيوجا 8 والبرت 132 وتانا 55 وتانا بالاس 3 و تكيزي 10 وفنشا وشراشرا وسدود صغيره 5 والنهضة 74 وروصيرص 6وسنار 4 وجبل الاولياء 5 ومروي 14و خشم القربة وعطبرة وستيت 2. مفاوضات عبثية الصحفي جميل إسماعيل تساءل عبر فيسبوك عن فائدة المفاوضات في ظل هذه الأحداث الجديدة، واستنكر دعوة وزير الري السابق محمد نصر علام بالالتفاف حول السيسي قائلا: "أي التفاف وتوحد تطالب به حول قيادتك .. ألم يكفك ويكفيه كل هذا الصمت علي تنازل من أسميته رئيسا عن حقوق مصر التاريخية في اتفاقية وقع عليها مع إثيوبيا مخترقا سلطاته الدستورية.. ألا تكفي 6 سنوات من العبث التفاوضي من أجل تصحيح ما تناولته الاتفاقية التي وقع عليها دون خطوة إيجابية واحدة في الاتجاه الصحيح؟ وأخيرا: ما شكل الالتفاف والتوحد وراء القيادة الذي تنادي به؟ هل تقترح مزيدا من "البراطيش" في فم المواطن المصري من أجل الخرس التام؟