ترامب يدعم نتنياهو باحتلال غزة: الأسرى في أمان إذا دخل الجيش الإسرائيلي القطاع    الخارجية الفلسطينية: استباحة الاحتلال والمستوطنين للضفة الغربية انتهاك صارخ وتكريس لمخططات التهويد والضم    رد حاسم من كاسيميرو على أنباء انتقاله إلى اتحاد جدة    بث مباشر مباراة تشيلسي ووست هام في الدوري الإنجليزي    جمهور مهرجان محكى القلعة يتفاعل مع نسمة عبد العزيز وفرقتها    كندا تتراجع عن الرسوم الجمركية العقابية على السلع الأمريكية    ترامب: الوضع الراهن في غزة يجب أن ينتهي    عميد تجارة القاهرة الأسبق: الجامعات الحكومية ما زالت الأفضل    ممنوع حيازة أو تخزين الذهب.. قرارات نارية من لجنة الطوارئ الاقتصادية بالسودان والشعبة ترد    ليس بطلًا.. بل «مجرم حرب»    افتتاح كلية البنات فرع جامعة الأزهر فى مطروح    ثورة جديدة بتطوير المناهج «2»    مدرب توتنهام: لا مكان لمن لا يريد ارتداء شعارنا    التعادل السلبي يحسم مباراة السكة الحديد مع الترسانة في دوري المحترفين    خسارة سيدات الطائرة أمام صاحب الأرض ببطولة العالم بتايلاند    كرة طائرة - منتخب مصر يخسر أمام تايلاند في افتتاح بطولة العالم سيدات    غلق 3 منشآت غذائية في حملة للطب الوقائي بكفر الشيخ (صور)    خسائر فادحة.. حريق هائل يلتهم مخازن أخشاب بالإسماعيلية والحماية المدنية تحاول السيطرة    رواية مختلقة.. وزارة الداخلية تكشف حقيقة تعدي شخص على جارته    موقف بطولي على قضبان السكة الحديد.. إنقاذ شاب من الموت تحت عجلات القطار بمزلقان الغمراوي ببني سويف    الإيجار القديم والبكالوريا والأحزاب.. وزير الشؤون النيابية يوضح مواقف الحكومة    إسلام عفيفى يكتب: الصفقات المرفوضة وتحالفات الضرورة    حسام حبيب ينفي عودته ل شيرين عبد الوهاب: "شائعات هقاضي اللي طلعها"    الوادي الجديد تطلق منصة إلكترونية للترويج السياحي والحرف اليدوية    صراع الخير والشر في عرض مدينة الأحلام بالمهرجان الختامي لشرائح ونوادي مسرح الطفل    هل يجوز شرعًا معاقبة تارك صلاة الجمعة بالسجن؟.. أحمد كريمة يجيب    هل إفشاء السر بدون قصد خيانة أمانة وما حكمه؟ أمين الفتوى يجيب    خدعوك فقالوا: «الرزق مال»    الماتشا تخفض الكوليسترول الضار - حقيقة أم خرافة؟    لغة لا تساوى وزنها علفًا    «التنظيم والإدارة» يعلن توقف الامتحانات بمركز تقييم القدرات.. لهذا السبب    وزير الشؤون النيابية: الحكومة تقدم أجندة تشريعية مرنة كل دورة برلمانية    المجاعة تهدد نصف مليون في غزة.. كيف يضغط المجتمع الدولي على إسرائيل؟    شنوان.. القرية التي جعلت من القلقاس جواز سفر إلى العالم| صور    بعد مداهمة وكر التسول.. حملات مكثفة لغلق فتحات الكباري بالجيزة| صور    «حماة الوطن» ينظم حلقة نقاشية حول تعديل قانون الرياضة    خطيب الجامع الأزهر: أعداء الأمة يحاولون تزييف التاريخ ونشر اليأس    محمود فوزي: الحكومة جادة في تطبيق قانون الإيجار القديم وحماية الفئات الضعيفة    نجاح عملية دقيقة لاستئصال ورم بالمخ وقاع الجمجمة بمستشفى العامرية العام بالإسكندرية    عميد طب القصر العيني يتابع جاهزية البنية التحتية استعدادًا لانطلاق العام الدراسي    لمرضى السكري - اعتاد على تناول زبدة الفول السوداني في هذا التوقيت    محافظ مطروح ورئيس جامعة الأزهر يفتتحان كلية البنات الأزهرية بالمحافظة    "درويش" يحقق قفزة كبيرة ويتخطى 20 مليون جنيه في 9 أيام    الكشف الطبى على 276 مريضا من أهالى قرى البنجر فى قافلة مجانية بالإسكندرية    المقاومة العراقية تطالب بالانسحاب الحقيقي للقوات الأمريكية من العراق    بالأرقام.. الأمن الاقتصادي يضبط آلاف القضايا خلال 24 ساعة    إمام مسجد بكفر الشيخ: لابد أن نقتدى بالرسول بلغة الحوار والتفكير المنضبط.. فيديو    بنسبة تخفيض تصل 30%.. افتتاح سوق اليوم الواحد فى مدينة دهب    مصلحة الضرائب تنفي وجود خلاف بين الحكومة وشركات البترول حول ضريبة القيمة المضافة    وزير الثقافة يستقبل وفد الموهوبين ببرنامج «اكتشاف الأبطال» من قرى «حياة كريمة»    وزارة التخطيط ووكالة جايكا تطلقان تقريرا مشتركا حول 70 عاما من الصداقة والثقة المصرية اليابانية    رابطة الصحفيين أبناء الدقهلية تؤكد انحيازها التام لحرية الإعلام    الاقتصاد المصرى يتعافى    الداخلية تكشف تفاصيل اقتحام منزل والتعدي على أسرة بالغربية    محافظ أسيوط يسلم جهاز عروسة لابنة إحدى المستفيدات من مشروعات تمكين المرأة    سعر طن الحديد الاستثماري وعز والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025    أزمة وتعدى.. صابر الرباعى يوجه رسالة لأنغام عبر تليفزيون اليوم السابع    نجم الأهلي السابق: أفضل تواجد عبد الله السعيد على مقاعد البدلاء ومشاركته في آخر نصف ساعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أستاذ هندسة: أمام مصر فرصة تاريخية لحل أزمة سد النهضة
نشر في صوت البلد يوم 22 - 04 - 2017

قال محمد حافظ، أستاذ هندسة السدود وجيوتكنيك السواحل الطينية بجامعة Uniten-Malaysia الماليزية، إن إثيوبيا أظهرت، مؤخرا، عددا من الصور عن سد النهضة بعد أن أحدثت تطورا سريعا في بنائه، حيث وصل البناء لقمة السد، ومناطق أخرى وصلت لارتفاع أكثر من 20 إلى 30 متر عمّا ظهر في صور العام الماضي.

ولفت حافظ إلى أن إثيوبيا تتعمد الإعلان عن أخبار سد النهضة المثير للجدل بشكل متأخر بأكثر من شهرين عن الواقع الحالي.

وتوقع "حافظ" استيلاء إثيوبيا على بشاير فيضان نهر النيل الأزرق العام الجاري 2017 خلال منتصف يوليو القادم، حيث ستكون قادرة على تحصيل قرابة 30 مليار متر مكعب، مؤكدا أنه في منتصف سبتمبر القادم ستخرج كهرباء من سد النهضة، حسبما أورد موقع "عربي 21".

وأشار إلى أن السودان حاليا افتتح سدين جديدين بالإضافة لسد جديد بأوغندا، وهو ما سيحجز قرابة 6 مليارات متر مكعب، وبالتالي لن يصل لمصر سوى 14 مليار متر مكعب بعد خصم كمية البخر من بحيرة ناصر، والتي تقدر بين (10-12) مليار متر مكعب عند منسوب 175، وهو ما لا يكفي المصريين سوى الاستخدام المنزلي فقط.

وأكد أنه عندما تقل المياه في الترع والمصارف فإنه تزيد معها نسبة التلوث والحموضة في المياه، مما سيؤدي إلى نفوق الكثير من الأسماك، وبعد ذلك لن تستطيع محطات التحلية معالجة المياه، لأنها معدة ومنشأة لمعالجة المياه بنسبة تلوث معينة.

ونوه إلى أن الإعلام المصري لا يتحدث إلا عن سد النهضة فقط، ولكن هناك ثلاثة سدود أخرى تُبنى على روافد النيل الأزرق تعلو سد النهضة، وسيتم الانتهاء منها عام 2021، كما سيتم الانتهاء من ملء خزاناتها ذات سعة تقارب 70 مليار متر مكعب بحلول عام 2024.

وأكد أنه في نهاية عام 2024 ستكون إثيوبيا قادرة تماما على السيطرة على كل قطرة ماء بالنيل الأزرق، ولديها متسع من بحيرات التخزين أمام سدودها القادرة على تخزين فيضان عدّة سنوات دون تصريف أي نقطة مياه من تلك المنظومة إلا فقط عن طريق توربينين أثنين موجودين بالمستوى المنخفض بسد النهضة.

وذكر أن "هناك خطأ تصميميا خطيرا بسد النهضة، فتصميمه بهذه الشكلية يعتبر تصميم عدائي من الدرجة الأولى. فعلى سبيل المثال وليس الحصر، لا يوجد فتحات سفلية قريبة من أساسات السد لتمرير المياه من سد النهضة للدول الممر والمصب مثلما هو موجود بتصميم الثلاثة سدود الأخرى التي تعلو سد النهضة، والتي بدأ تأسيس أول سد منهم في شهر أكتوبر الماضي، وهو سد مندايا".

وأضاف: "وفقا لما وقعه رئيس الجمهورية في شهر مارس 2015، هناك بند ملزم، وهو البند الخامس في اتفاق إعلان المبادئ الموقع في الخرطوم، والذي يقول إنه لا يجب البدء في الملء إلا بعد انتهاء الدراسات، وهي لم تنتهِ بعد، بل إن التقرير الفني الأول لم يصدر حتى اليوم في الإعلام المصري".

وتابع: "لدينا اليوم قضيتان هما ملء الخزان والدراسات ونتائجها وما سيترتب عليهما، فإثيوبيا تتحدث اليوم عن حقها المطلق في التنمية وتوليد الطاقة، وتتحدث عن أن بناء السدود الثلاثة الأخرى على النيل الأزرق أمر يخص السيادة الإثيوبية، وأنها حرة تفعل ما تشاء ولا تحتاج لاستئذان أحد، إلا أن هذا الكلام يأتي تحت عنوان السيادة المطلقة، وهي نظرية اندثرت في القانون الدولي خاصة في قضايا المياه، فهناك أعراف دولية يجب أن تراعيها كل الدول، والقول بالسيادة المطلقة في هذا الأمر لم يعد الحديث فيه مقبولا".

وأكد "حافظ" أن قانون السدود يحتم وجود فتحة سفلية قريبة من أساسات السد لتمكين المياه من الهروب والوصول لدول الممر والمصب، تماما مثلما هو حادث اليوم بين السدود السودانية الثلاثة (الرصيورص، وسنار، ومروي)، حيث يوجد بكل سد منهم بوابة سفلية تمكن الماء من الهروب إلى السد العالي بأسوان، والذي لا يوجد به تلك الفتحة لكونه آخر سد على مسار النهر.

واستطرد قائلا: "في شهر مارس 2016 تذكر وزير الري حينذاك حسام مغازي أن سد النهضة ليس به فتحتات سفلية فتقدم بطلب رسمي للحكومة الإثيوبية يبدي فيها رغبة دولة مصر في تخليق فتحتي طوارئ إضافية بجانب الفتحتين اللتين أنشأتهما إثيوبيا أثناء صب أساسات سد النهضة، وأن مصر سوف تتحمل كافة التكاليف الناجمة عن تلك التعديلات".

وأكمل: "قبلت إثيوبيا طلب وزير الري بكل ترحاب وسعادة، ولكنها طلبت منه الجلوس مع المكتب الهندسي المسؤول عن تصميم سد النهضة لأخذ رأيه في الطلب المصري، إلا أن المكتب الهندسي رفض الطلب المصري بكل سخرية على أساس أن الطلب المصري جاء متأخرا جدا، وأن مرحلة تنفيذ فتحات طوارئ إضافية كان لابد أن تُناقش قبل الانتهاء من أساسات السد وليس بعد ارتفاعه لأكثر من 30 مترا، فمن المستحيل الاقتراب من خرسانة الأساسات والحفر فيها، لأن هذا سيؤدي لتشريخ كامل السد".

وأضاف: "كان يفترض على الوزير حسام مغازي أن يطلب تنفيذ فتحات سفلية وليس فتحات طوارئ، فتصريف المياه من بلد إلى بلد مجاور وعلى المدى البعيد يجب أن يكون من خلال هذه الفتحات وليس من خلال فتحات الطوارئ التي لا تُفتح كل يوم ولا كل سنة، بل ربما تُفتح مرة كل 10 سنوات أو أكثر".

وذكر: "ففي السد العالي كان أول مرة يتم فيها تشغيل بوابات الطوارئ في شهر أبريل 2015 وتم تشغيل 3 بوابات فقط من ضمن 12 بوابة، حيث تبين صعوبة فتح البوابات الباقية لكونها لم تُفتح منذ بناء السد العالي قبل 50 عاما مضت، ولعلنا نتذكر ظهور تماسيح صغيرة بالترع في مصر حينذاك نتيجة فتح بوابات الطوارئ بقاع السد العالي".

ورأى أنه قد يكون هناك حل جزئي للخروج من مأزق سد النهضة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حصة مصر، لكنه يتطلب عزيمة سياسية من قبل الحكومة المصرية أو منظمات المجتمع المدني، ألا وهو الإسراع بتقديم طلب للحكومة الإثيوبية وطلب مشابه لهيئة الأمم المتحدة تصر فيه دولة مصر على وضع نوعا من القيود السياسة على دولة إثيوبيا تمنعها من إغلاق البرابخ الأربع (فتحات أسفل سد النهضة) الموجودين تحت الكتف الشرقي للسد، والتي تستخدم اليوم في عملية تحويل مجرى النيل بشكل مؤقت حتى اكتماله".

وأشار إلى أن "إثيوبيا تعتزم إغلاق تلك البرابخ بالخرسانة المسلحة يوما قريبا، حتى تتمكن من ملء بحيرة التخزين، وأن موافقتها على عدم سد تلك البرابخ بالخرسانة المسلحة سيجعل تلك البرابخ الصندوقية الأربع تعمل نفس وظيفة وتيسر وصول مياه أكثر لدولة مصر والسودان".

وقال: "ينبغي لمصر أن توافق مبدئيا على السماح لإثيوبيا بحجز جزء من مياه فيضان أغسطس 2017 بقدر يكفي الملء الأولي لسد النهضة (أي 14 مليار متر مكعب)، وهو الأمر الذي سيُمكن إثيوبيا من تشغيل أول توربينين موجودين على المستوى المنخفض، وهذا يعني توليد قرابة 800 ميجاوات".

وأضاف: "أثناء احتجاز مياه الفيضان أمام سد النهضة خلال أشهر الصيف القادم يُسمح لمصر بوضع نوع من البوابات المعدنية على فتحات البرابخ الأربع، بحيث يمكن لمصر فتح تلك البوابات المعدنية لتهريب جزء من التدفق اليومي للنهر مع الاحتفاظ بجزء آخر ليرتفع الضاغط المائي أمام سد النهضة ويُمكّن إثيوبيا من تشغيل تروبين ثالث، وبحيث يستمر عمل هذا التوازن اليومي بين مقدار التصرف عبر فتحات التروبينات مضاف إليها مقدار التصرف من البرابخ الصندوقية الأربع مع معدل ارتفاع الضاغط المائي الهيدرستاتيكي أمام سد النهضة".

وأردف: "من المؤكد أن إثيوبيا سوف ترفض الطلب المصري هذا، إلا أن تسجيل هذا الطلب اليوم أمام هيئة الأمم المتحدة والمحافل الدولية الأخرى وقبل إعلان إثيوبيا عن بدء التخزين يحفظ حق مصر في السيطرة على البرابخ فيما بعد ويضع كل اللوم على إثيوبيا، كما يعطي مصر حجة قانونية في شرعية طلبها هذا وكذلك مرونة عالية في فضح الحكومة الإثيوبية أمام المحافل الدولية في حالة تغيير النظام الحاكم في مصر، فلابد أن تتعلم مصر من تلاعب إثيوبيا بها عندما وافقت على طلب وزير الري السابق حسام مغازي وهي تعلم أن طلبه مرفوض هندسيا".

وأضاف: "من المهم جدا عدم إضاعة هذه الفرصة التاريخية وقبل إعلان إثيوبيا بدء التخزين وسد البرابخ بالخرسانة المسلحة، فربما يأتي اليوم الذي نستفيد فيه من تسجيل هذا الطلب رسميا أمام هيئة الأمم المتحدة، والتي ستوافق حتما في المستقبل القريب على قرار يُجرم إثيوبيا بسبب تلاعبها المتعمد بمقدرات وحياة الشعب المصري، وهذا بحد ذاته يعتبر إعلان حرب عطش على الدولة المصرية، وأن لدولة مصر الحق في الدفاع عن حق شعبها في الحياة".

ونوه إلى أن حديثه يأتي بمثابة "تحذير خطير قبل أن يتحول فيلم (صرخة نملة) لواقع يعيشه كل مواطن مصري بكل أسف، فأثناء وبعد ملء سد النهضة سيتكرر نفس ما تم تجسيده في الفيلم السينمائي، حيث ستقوم شركة عالمية يهودية بتولي مسؤولية إدارة سد النهضة وتتحكم في كامل كميات التصريف منه، والتي ستُورد بدورها ببيع المياه لمصر والسودان مقابل أموال كثيرة".
قال محمد حافظ، أستاذ هندسة السدود وجيوتكنيك السواحل الطينية بجامعة Uniten-Malaysia الماليزية، إن إثيوبيا أظهرت، مؤخرا، عددا من الصور عن سد النهضة بعد أن أحدثت تطورا سريعا في بنائه، حيث وصل البناء لقمة السد، ومناطق أخرى وصلت لارتفاع أكثر من 20 إلى 30 متر عمّا ظهر في صور العام الماضي.
ولفت حافظ إلى أن إثيوبيا تتعمد الإعلان عن أخبار سد النهضة المثير للجدل بشكل متأخر بأكثر من شهرين عن الواقع الحالي.
وتوقع "حافظ" استيلاء إثيوبيا على بشاير فيضان نهر النيل الأزرق العام الجاري 2017 خلال منتصف يوليو القادم، حيث ستكون قادرة على تحصيل قرابة 30 مليار متر مكعب، مؤكدا أنه في منتصف سبتمبر القادم ستخرج كهرباء من سد النهضة، حسبما أورد موقع "عربي 21".
وأشار إلى أن السودان حاليا افتتح سدين جديدين بالإضافة لسد جديد بأوغندا، وهو ما سيحجز قرابة 6 مليارات متر مكعب، وبالتالي لن يصل لمصر سوى 14 مليار متر مكعب بعد خصم كمية البخر من بحيرة ناصر، والتي تقدر بين (10-12) مليار متر مكعب عند منسوب 175، وهو ما لا يكفي المصريين سوى الاستخدام المنزلي فقط.
وأكد أنه عندما تقل المياه في الترع والمصارف فإنه تزيد معها نسبة التلوث والحموضة في المياه، مما سيؤدي إلى نفوق الكثير من الأسماك، وبعد ذلك لن تستطيع محطات التحلية معالجة المياه، لأنها معدة ومنشأة لمعالجة المياه بنسبة تلوث معينة.
ونوه إلى أن الإعلام المصري لا يتحدث إلا عن سد النهضة فقط، ولكن هناك ثلاثة سدود أخرى تُبنى على روافد النيل الأزرق تعلو سد النهضة، وسيتم الانتهاء منها عام 2021، كما سيتم الانتهاء من ملء خزاناتها ذات سعة تقارب 70 مليار متر مكعب بحلول عام 2024.
وأكد أنه في نهاية عام 2024 ستكون إثيوبيا قادرة تماما على السيطرة على كل قطرة ماء بالنيل الأزرق، ولديها متسع من بحيرات التخزين أمام سدودها القادرة على تخزين فيضان عدّة سنوات دون تصريف أي نقطة مياه من تلك المنظومة إلا فقط عن طريق توربينين أثنين موجودين بالمستوى المنخفض بسد النهضة.
وذكر أن "هناك خطأ تصميميا خطيرا بسد النهضة، فتصميمه بهذه الشكلية يعتبر تصميم عدائي من الدرجة الأولى. فعلى سبيل المثال وليس الحصر، لا يوجد فتحات سفلية قريبة من أساسات السد لتمرير المياه من سد النهضة للدول الممر والمصب مثلما هو موجود بتصميم الثلاثة سدود الأخرى التي تعلو سد النهضة، والتي بدأ تأسيس أول سد منهم في شهر أكتوبر الماضي، وهو سد مندايا".
وأضاف: "وفقا لما وقعه رئيس الجمهورية في شهر مارس 2015، هناك بند ملزم، وهو البند الخامس في اتفاق إعلان المبادئ الموقع في الخرطوم، والذي يقول إنه لا يجب البدء في الملء إلا بعد انتهاء الدراسات، وهي لم تنتهِ بعد، بل إن التقرير الفني الأول لم يصدر حتى اليوم في الإعلام المصري".
وتابع: "لدينا اليوم قضيتان هما ملء الخزان والدراسات ونتائجها وما سيترتب عليهما، فإثيوبيا تتحدث اليوم عن حقها المطلق في التنمية وتوليد الطاقة، وتتحدث عن أن بناء السدود الثلاثة الأخرى على النيل الأزرق أمر يخص السيادة الإثيوبية، وأنها حرة تفعل ما تشاء ولا تحتاج لاستئذان أحد، إلا أن هذا الكلام يأتي تحت عنوان السيادة المطلقة، وهي نظرية اندثرت في القانون الدولي خاصة في قضايا المياه، فهناك أعراف دولية يجب أن تراعيها كل الدول، والقول بالسيادة المطلقة في هذا الأمر لم يعد الحديث فيه مقبولا".
وأكد "حافظ" أن قانون السدود يحتم وجود فتحة سفلية قريبة من أساسات السد لتمكين المياه من الهروب والوصول لدول الممر والمصب، تماما مثلما هو حادث اليوم بين السدود السودانية الثلاثة (الرصيورص، وسنار، ومروي)، حيث يوجد بكل سد منهم بوابة سفلية تمكن الماء من الهروب إلى السد العالي بأسوان، والذي لا يوجد به تلك الفتحة لكونه آخر سد على مسار النهر.
واستطرد قائلا: "في شهر مارس 2016 تذكر وزير الري حينذاك حسام مغازي أن سد النهضة ليس به فتحتات سفلية فتقدم بطلب رسمي للحكومة الإثيوبية يبدي فيها رغبة دولة مصر في تخليق فتحتي طوارئ إضافية بجانب الفتحتين اللتين أنشأتهما إثيوبيا أثناء صب أساسات سد النهضة، وأن مصر سوف تتحمل كافة التكاليف الناجمة عن تلك التعديلات".
وأكمل: "قبلت إثيوبيا طلب وزير الري بكل ترحاب وسعادة، ولكنها طلبت منه الجلوس مع المكتب الهندسي المسؤول عن تصميم سد النهضة لأخذ رأيه في الطلب المصري، إلا أن المكتب الهندسي رفض الطلب المصري بكل سخرية على أساس أن الطلب المصري جاء متأخرا جدا، وأن مرحلة تنفيذ فتحات طوارئ إضافية كان لابد أن تُناقش قبل الانتهاء من أساسات السد وليس بعد ارتفاعه لأكثر من 30 مترا، فمن المستحيل الاقتراب من خرسانة الأساسات والحفر فيها، لأن هذا سيؤدي لتشريخ كامل السد".
وأضاف: "كان يفترض على الوزير حسام مغازي أن يطلب تنفيذ فتحات سفلية وليس فتحات طوارئ، فتصريف المياه من بلد إلى بلد مجاور وعلى المدى البعيد يجب أن يكون من خلال هذه الفتحات وليس من خلال فتحات الطوارئ التي لا تُفتح كل يوم ولا كل سنة، بل ربما تُفتح مرة كل 10 سنوات أو أكثر".
وذكر: "ففي السد العالي كان أول مرة يتم فيها تشغيل بوابات الطوارئ في شهر أبريل 2015 وتم تشغيل 3 بوابات فقط من ضمن 12 بوابة، حيث تبين صعوبة فتح البوابات الباقية لكونها لم تُفتح منذ بناء السد العالي قبل 50 عاما مضت، ولعلنا نتذكر ظهور تماسيح صغيرة بالترع في مصر حينذاك نتيجة فتح بوابات الطوارئ بقاع السد العالي".
ورأى أنه قد يكون هناك حل جزئي للخروج من مأزق سد النهضة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حصة مصر، لكنه يتطلب عزيمة سياسية من قبل الحكومة المصرية أو منظمات المجتمع المدني، ألا وهو الإسراع بتقديم طلب للحكومة الإثيوبية وطلب مشابه لهيئة الأمم المتحدة تصر فيه دولة مصر على وضع نوعا من القيود السياسة على دولة إثيوبيا تمنعها من إغلاق البرابخ الأربع (فتحات أسفل سد النهضة) الموجودين تحت الكتف الشرقي للسد، والتي تستخدم اليوم في عملية تحويل مجرى النيل بشكل مؤقت حتى اكتماله".
وأشار إلى أن "إثيوبيا تعتزم إغلاق تلك البرابخ بالخرسانة المسلحة يوما قريبا، حتى تتمكن من ملء بحيرة التخزين، وأن موافقتها على عدم سد تلك البرابخ بالخرسانة المسلحة سيجعل تلك البرابخ الصندوقية الأربع تعمل نفس وظيفة وتيسر وصول مياه أكثر لدولة مصر والسودان".
وقال: "ينبغي لمصر أن توافق مبدئيا على السماح لإثيوبيا بحجز جزء من مياه فيضان أغسطس 2017 بقدر يكفي الملء الأولي لسد النهضة (أي 14 مليار متر مكعب)، وهو الأمر الذي سيُمكن إثيوبيا من تشغيل أول توربينين موجودين على المستوى المنخفض، وهذا يعني توليد قرابة 800 ميجاوات".
وأضاف: "أثناء احتجاز مياه الفيضان أمام سد النهضة خلال أشهر الصيف القادم يُسمح لمصر بوضع نوع من البوابات المعدنية على فتحات البرابخ الأربع، بحيث يمكن لمصر فتح تلك البوابات المعدنية لتهريب جزء من التدفق اليومي للنهر مع الاحتفاظ بجزء آخر ليرتفع الضاغط المائي أمام سد النهضة ويُمكّن إثيوبيا من تشغيل تروبين ثالث، وبحيث يستمر عمل هذا التوازن اليومي بين مقدار التصرف عبر فتحات التروبينات مضاف إليها مقدار التصرف من البرابخ الصندوقية الأربع مع معدل ارتفاع الضاغط المائي الهيدرستاتيكي أمام سد النهضة".
وأردف: "من المؤكد أن إثيوبيا سوف ترفض الطلب المصري هذا، إلا أن تسجيل هذا الطلب اليوم أمام هيئة الأمم المتحدة والمحافل الدولية الأخرى وقبل إعلان إثيوبيا عن بدء التخزين يحفظ حق مصر في السيطرة على البرابخ فيما بعد ويضع كل اللوم على إثيوبيا، كما يعطي مصر حجة قانونية في شرعية طلبها هذا وكذلك مرونة عالية في فضح الحكومة الإثيوبية أمام المحافل الدولية في حالة تغيير النظام الحاكم في مصر، فلابد أن تتعلم مصر من تلاعب إثيوبيا بها عندما وافقت على طلب وزير الري السابق حسام مغازي وهي تعلم أن طلبه مرفوض هندسيا".
وأضاف: "من المهم جدا عدم إضاعة هذه الفرصة التاريخية وقبل إعلان إثيوبيا بدء التخزين وسد البرابخ بالخرسانة المسلحة، فربما يأتي اليوم الذي نستفيد فيه من تسجيل هذا الطلب رسميا أمام هيئة الأمم المتحدة، والتي ستوافق حتما في المستقبل القريب على قرار يُجرم إثيوبيا بسبب تلاعبها المتعمد بمقدرات وحياة الشعب المصري، وهذا بحد ذاته يعتبر إعلان حرب عطش على الدولة المصرية، وأن لدولة مصر الحق في الدفاع عن حق شعبها في الحياة".
ونوه إلى أن حديثه يأتي بمثابة "تحذير خطير قبل أن يتحول فيلم (صرخة نملة) لواقع يعيشه كل مواطن مصري بكل أسف، فأثناء وبعد ملء سد النهضة سيتكرر نفس ما تم تجسيده في الفيلم السينمائي، حيث ستقوم شركة عالمية يهودية بتولي مسؤولية إدارة سد النهضة وتتحكم في كامل كميات التصريف منه، والتي ستُورد بدورها ببيع المياه لمصر والسودان مقابل أموال كثيرة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.