جاءت تصريحات رئيس الوزراء المغرب الدكتور سعد الدين العثماني لتؤكد أن المغرب الشقيق، يتمتع بقدر هائل من التوافق الرسمي والشعبي على رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني. وأعلن العثماني الأحد 23 أغسطس 2019م، رفض بلاده أي تطبيع للعلاقات مع الكيان الصهيوني، وذلك بالتزامن مع تكثيف الولاياتالمتحدة جهودها لدفع الدول العربية لإبرام اتفاقات سلام مع تل أبيب على غرار ما قامت به الإمارات. تأتي هذه التصريحات قبل زيارة يقوم بها جاريد كوشنر مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة وبعد توصل الإمارات والكيان الصهيوني لاتفاق لتطبيع العلاقات. كما يجري حاليا مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي جولة للمنطقة تشمل الكيان الصهيوني والإمارات والسودان والبحرين.
رفض التطبيع وقال العثماني أمام اجتماع لحزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي الذي ينتمي إليه إن المغرب يرفض أي تطبيع مع “الكيان الصهيوني”؛ لأن ذلك يعزز موقفه في مواصلة انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني. وجدد العثماني، في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى الوطني ال16 لشبيبة حزب “العدالة والتنمية” ذي التوجه الإسلامي، “موقف المغرب ملكاً وحكومة وشعباً مع الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك، ورفض كل عملية تهويد والتفاف على حقوق الفلسطينيين والمقدسيين، وعلى عروبة وإسلامية المسجد الأقصى والقدس الشريف”. وأضاف العثماني الذي يتولى منصب الأمين العام لحزب “العدالة والتنمية”: “التطبيع خط أحمر بالنسبة للمغرب ملكاً وحكومة وشعباً، كما نرفض أيضاً كل عمليات التطبيع مع الكيان الصهيوني، لأن التطبيع معه هو دفع له وتحفيز له كي يزيد في انتهاكه لحقوق الشعب الفلسطيني والالتفاف على الحقوق المذكورة”. ويتمثل الموقف الرسمي للمغرب في دعم حل الدولتين مع إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية. وكانت الرباط قد بدأت مع الكيان الصهيوني علاقات على مستوى منخفض عام 1993 بعد التوصل لاتفاق سلام بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني. لكن العاهل المغربي جمد العلاقات مع الكيان الصهيوني بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية عام 2000.
فرحة صهيونية بالإمارات وتعم فرحة عارمة أرجاء الكيان الصهيوني في أعقاب إشهار اتفاق التطبيع الإماراتي، وكشف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو صبيحة الأحد 23 أغسطس 2020م، أن دولاً عديدة في المنطقة ستوقع اتفاقيات تطبيع مع تل أبيب، في وقت قريب. وأضاف في مؤتمر صحفي بمدينة القدسالمحتلة، بثته قناة “كان” العبرية الرسمية، أن: “دولاً عديدة في المنطقة ستحذو حذو الإمارات وتوقع اتفاقيات تطبيع مع الكيان الصهيوني قريباً، نعمل على إبرام مزيد من اتفاقيات التطبيع في المستقبل غير البعيد مع دول أخرى (لم يحددها)”. وتعبيرا عن الفرحة الكبيرة، علق نتنياهو على صورة تدعم تطبيع أبو ظبي وتل أبيب نشرت، مؤخراً، على مواقع التواصل: “تأثرت كثيراً بمشهد طفلة في قلب الإمارات ترتدي قميصاً عليه علما الكيان الصهيوني والإمارات”. وتابع: “صنعنا السلام من موضع قوة. قوة اقتصادية وعسكرية وهذا السلام الذي صنعناه لصالح كل مواطن في الدولة”. وأشار نتنياهو إلى أن أبوظبي معنية بإقامة عدة مشاريع في الكيان الصهيوني. في 13 أغسطس الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصل الإمارات والكيان الصهيوني إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، واصفاً إياه ب”التاريخي”.وقوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة، مثل “حماس”، و”فتح”، و”الجهاد الإسلامي”، فيما عدته القيادة الفلسطينية، عبر بيان، “خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية”.