قوبل التطبيع الإماراتي- الصهيوني برفض إسلامي وعربي واسع عكسته بيانات عدد من الهيئات العربية والإسلامية وكان آخرها جمعية العلماء المسلمين في الجزائر (أكبر تجمع لعلماء الدين)، حيث اعتبرت الأحد، أن التعاون والتطبيع مع “الكيان الصهيوني خيانة عظمى” و”لا يمكن السكوت عنها”. وردا على قرار الإمارات إقامة علاقات رسمية مع الصهاينة، قالت الجمعية، في بيان، إن “السكوت عن الخيانة، أيا كان مستواها، خيانة عظمى”. وأضافت أن “التعاون أو التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي احتل أرضنا غصبا، وداس على مقدساتنا، مسجدا وشعبا، هو نوع من الخيانة العظمى”. وتابعت: “يحرم التطبيع مع هذا الكيان الصهيوني المحتل الغاصب، كما لا يجوز شرعا التنازل عن أي شبر من أرض فلسطين التاريخية لأي كان، وتحت أي غطاء، لأن كلا من فلسطين وبيت المقدس حق فلسطيني وإسلامي عام، لا يملك أي حاكم أو محكوم قرار التنازل عنها”.
برقة ليبيا ورغم أن إقليم برقة تخضع للمنقلب خليفة حفتر الموالي للإمارات، إلا أن "الهيئة البرقاوية" الليبية، دعت الأحد، جامعة الدول العربية إلى إسقاط عضوية الإمارات، إذا لم تتراجع عن تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني, وقالت اللجنة التأسيسية للهيئة البرقاوية (إقليم برقة شرقي ليبيا)، في بيان، إنها تابعت ما قامت به دولة الإمارات من عمل مهين يعتبر طعنة في خاصرة الأمة العربية من خلال تطبيعها مع الكيان الصهيوني، متناسية جرائمه في حق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وفقا لصفحة اللجنة على فيسبوك. وأضافت أن الهيئة بكيانها، وباسم أحرار برقة، وهي تستنكر ما قامت به دولة الإمارات، فإنها تستذكر مواقف مؤسسها الشيخ زايد رحمه الله، الذي أمضى حياته مساندا للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة". ودعت الهيئة كافة الأحرار العرب بمطالبة جامعة الدول العربية باتخاذ موقف صارم تجاه الإمارات، وإلزام حكامها بالتراجع عن ما قاموا به من عمل مشين أو إسقاط عضوية الإمارات من جامعة الدول العربية. وأكدت أن القدس كانت وستظل عاصمة فلسطين.." وذيلت بيانها بشعار: "عاشت فلسطين الأبية وشعبها المناضل.. والعار على كل من خان وتعاون مع أعداء الأمتين العربية والإسلامية”.
دار الإفتاء الليبية ومن جانبه، دعا مجلس البحوث والدراسات الشرعية في دار الافتاء الليبية، عموم المسلمين إلى مقاطعة الامارات بشكل كامل في كل المجالات السياسية والاقتصادية، مستنكرا العمل الإماراتي المخزي المعادي للأمة، حسب وصف البيان. وحثّ المجلس في بيان له السبت، المسلمين بمعاملة الامارات معاملة العدو الصهيوني واعتبارها معادية للمسلمين، لأنها تسعى في خراب ديار المسلمين، وبث الفرق بينهم. وقال البيان إن حكام الإمارات ما زالوا يثبتون من خلال سياساتهم المرتمية في أحضان الصهاينة، معاداتهم للإسلام، وخدمتهم لأعدائه، بأن جعلوا أنفسهم حراسا للكيان الصهيوني. وأضاف أن فعلتهم هذه غدر وخيانة للأمة ومقدساتها، وخدمة مجانية لعدوها، وهذا ما دأبت عليه الدولة المارقة، من العداء المعلن لمقاومة المحتل. وأكد البيان، أنه رغم الكيد والتآمر والتخاذل فإن استعلاء الكيان الصهيوني في الأرض آذن بزوال، لأنه وعد الله الذي لا يتخلف، قال تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ) الأعراف 167.
مفتي فلسطين قال الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، إن الصلاة في المسجد الأقصى، وفق الاتفاق التطبيعي بين إسرائيل والإمارات "حرام". واعتبر "حسين" في نص فتواه، "أن الصلاة في المسجد الأقصى، مفتوحة، لمن يأتي من البوابة الشرعية الفلسطينية وليس لمن يُطبّع ويتخذ من هذه القضية وسيلة للتعاطي مع الخطة الأمريكية المزعومة للتسوية "صفقة القرن". وأضاف ل"الأناضول"، الأحد، "قلنا في فتوى سابقة، إن التعاطي مع صفقة القرن حرام، والتطبيع من مظاهر هذه الصفقة، وكل ما جاء من خلالها هو ممنوع، وباطل، وحرام". وطالب الشيخ حسين، الذي يدّعون الحرص على "زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه"، إلى "العمل على إزالة الاحتلال عنه، إن كانوا صادقين في دعواهم". وتابع "مفتي فلسطين"، "الزيارة من خلال التطبيع حرام لأنها تنفيذ لصفقة القرن، التي هي تفريط بالقدس لأن أحد بنودها أن القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي بما فيها المقدسات بطبيعة الحال". وقال المفتي إنه "لا وصاية لأحد على المسجد الأقصى من خلال الصفقات المشبوهة، وإنما الوصاية لمن يحرص ويدافع عن الأقصى وهي البوابة الفلسطينية والوصاية الأردنية والرعاية الهاشمية". علماء المسلمين وأعلن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، رفض اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات والكيان الصهيوني، ووصفه ب"الخيانة العظمى". وقال الاتحاد، في بيان، إن "اتفاق نتنياهو، ومحمد بن زايد، خيانة عظمى، ومكافأة كبرى لجرائم المحتلين الصهاينة بالقدس الشريف وبحق الفلسطينيين". وأضاف، أن الاتفاق، الذي تضمن تعليق إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية، بمثابة "اعتراف ضمني بحق إسرائيل في بسط سيادتها على الضفة المحتلة". وناشد الأمة الإسلامية بأن يكون لها "موقف حاسم من هذه التنازلات بالرفض والعمل على الحفاظ على قضيتنا الأولى وحقوق الفلسطينيين من خلال خطة إستراتيجية". كما دعا الاتحاد، الفلسطينيين إلى توحيد جهودهم للحفاظ على قضيتهم بكل ما هو متاح. وطالب جميع العلماء والمفكرين والسياسيين بالقيام بواجبهم تجاه القضية الفلسطينية. وشدد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على أن "الأمة أن لا تضعف عزيمتها بمثل هذه الخيانات التي هي غثاء كغثاء السيل، فالحق هو الذي يبقى وينتصر بالنهاية". وتلتزم جامعة الدول العربية، التي تأسست عام 1945 ومقرها القاهرة، الصمت منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الخميس، توصل الإمارات والكيان الصهيوني إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما. وتتوج هذه الخطوة مسيرة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين الإمارات والصهاينة. وبخلاف الإمارات، لا تمتلك أي دولة خليجية أخرى (السعودية، البحرين، قطر، الكويت وسلطنة عمان) علاقات رسمية معلنة مع الصهاينة، التي تحتل أراضي عربية. وتعد الإمارات هي ثالث دولة عربية توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل، بعد مصر عام 1979، والأردن 1994.