اتسمت قرارات نظام العسكر منذ الإعلان عن انتشار وباء كورونا في مصر بالعشوائية والتخبط وعدم القدرة على التفرقة بين المهم وغير المهم لأنه اعتاد على المسير في طريق واحد منذ انقلابه هو خداع المصريين وإيهامهم بأنه يعمل من أجلهم ويحقق إنجازات.. فالأهم عنده هو الشو الإعلامي وتصوير اللقطة التي ترضيه لأنها تخدع المصريين وتقدم قائد الانقلاب الدموي عبدالفتاح السيسي لهم على غير حقيقته في صورة الزعيم المنقذ. هذا الطريق يتسبب في الكوارث فلا يكاد يمر يوم أو أسبوع أو شهر إلا ويُفجَع المصريون بمصيبة هي أكبر من سابقاتها. مع بداية الإعلان عن انتشار مرض كورونا في الصين وعدد من دول العالم زعم نظام العسكر أن كورونا لا يمكن أن يدخل مصر لأنها في حماية الله ولأنها ذكرت في القرآن ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها بالخير وأوصى بها خيرا هكذا تعامل مطبلاتية العسكر وعلماء السلطان مع الوباء الجديد. أما وزارة الصحة بحكومة الانقلاب فزعمت أنها اتخذت كل الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تمنع دخول كورونا إلى مصر وأن هناك رقابة صحية بالمطارات ومنافذ دخول البلاد ترصد أي وافد أجنبي مصاب بكورونا وتتخذ الإجراءات. وعند الإعلان عن دخول كورونا إلى مصر زعمت صحة الانقلاب أنها رصدت حالة لأجنبي – لم يعرف أحد من هو وما هويته حتى الآن – وتم الحجر عليه في مستشفى مخصص لهذا الغرض – ولا يعرف أحد أيضًا أين يوجد هذا المستشفى – خارج المناطق السكنية. منظمة الصحة العالمية ومع تدخل منظمة الصحة العالمية اضطرت حكومة الانقلاب للإعلان عن انتشار كورونا في البلاد وبدأ السيناريو ب12 حالة على متن مركب سياحي كان متوجها من أسوان إلى الأقصر ثم أخذت في التصاعد إلى أن وصلت إلى أكثر من 170 حالة بل ووضع 300 اسرة بالدقهلية تحت الحجر الصحي، وزعمت وزارة الصحة بحكومة العسكر أنها أنشأت مستشفى في كل محافظة لحجز المصابين والمشتبه بهم فيها – ولا يعرف أحد أين هذه المستشفيات – لكن اكتشفنا أخيرًا أنها مستشفيات الحميات بالمحافظات وأن نظام العسكر كان يكذب على المصريين عندما زعم أنه أنشأ مستشفيات خاصة خارج الكتل السكنية بالمحافظات لعلاج المصابين بمرض كورونا. ومع دخول مصر رسميا في دائرة كورونا توقعت منظمات دولية أن تشكل أكثر بؤرة عالمية من حيث انتشار المرض، وهنا فوجئنا بتدخل قائد الانقلاب الدموي ليعلن تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات لمدة أسبوعين وتخصيص مبلع 100 مليار جنيه لتمويل التدابير الوقائية والاحترازية والعلاجية لمواجهة كورونا، ولم يعرف أحد من المصريين من أين هذا المبلغ الكبير الذي هو في الغالب يأتي في إطار الشو الإعلامي أو سبوبة جديدة لميلشيات العسكر. المطبلاتية وبمجرد إعلان السيسي تخصيص هذا المبلغ بدأ المطبلاتية في وسائل إعلام العسكر يروجون له ويزعمون أنه حريص على صحة المصريين وحمايتهم من الأمراض والأوبئة إلى آخر هذه الادعاءات وقامت مديريات الأمن والوحدات المحلية بحملات على مراكز الدروس الخصوصية وإغلاقها وعلى المقاهي لمصادرة الشيشة ومعاقبة المخالفين. ومن بين القرارات العشوائية التي تكشف عن تخبط حكومة العسكر إعلان مصطفى مدبولي، رئيس وزارء العسكر، خلال مؤتمر صحفي أنه أصدر قرارًا بتخفيض عدد العاملين في القطاع الحكومي، بما يضمن تقليل الاختلاط بين المواطنين لمواجهة انتشار فيروس كورونا على حد زعمه، مشيرا إلى أنه سيتم استثناء المصالح الحكومية الخاصة بالخدمات الاستراتيجية وتقديم الخدمات الأساسية للدولة من هذا القرار. وادعى مدبولي أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمواجهة انتشار فيروس كورونا، وأن حكومة العسكر ستتحمل الخسائر الاقتصادية في سبيل الحفاظ على حياة المواطنين، بحسب تصريحاته. وأشار إلى وجود تنسيق كامل بين مؤسسات الدولة لضمان عدم نقص المواد التموينية، مؤكدا في الوقت ذاته أن المخزون التمويني كاف للتعامل مع المرحلة وفق زعمه. كما قرر رئيس وزراء الانقلاب تعليق حركة الطيران في البلاد بداية من ظهر الخميس المقبل حتى 31 مارس الجاري، بحجة أن هذا يأتي ضمن جهود حكومته للتصدي لفيروس كورونا المستجد، منوها بأنه جرى التوجيه لتعقيم كافة الفنادق والمنشأت السياحية في فترة تعليق الرحلات السياحية. القاهرةوالجيزة وأصدر خالد عبد العال، محافظ القاهرة الانقلابي قرارًا بحظر الشيشة بمقاهي وكافيتريات العاصمة وجميع الأماكن العامة التي يتمّ تقديم الشيشة بها. وأكّد عبد العال، في بيانٍ له، أنَّ المنشأة غير الملتزمة بهذا القرار سيتم غلقها على الفور واتخاذ الإجراءات القانونية حيالها، ضمن إجراءات المحافظة حفاظًا على صحة المواطنين وللوقاية من انتشار فيروس كورونا على حد زعمه. ووجّه محافظ القاهرة الانقلابي، نوابه ورؤساء الأحياء بالتنسيق مع الجهات الأمنية لتنفيذ القرار بمنتهى الحزم؛ حفاظًا على سلامه المواطنين بحسب ادعاءاته. كما قرر محافظ القاهرة الانقلابي منع إقامة جميع الأسواق الأسبوعية بالعاصمة. وزعم أن ذلك يأتي ضمن سلسلة من الإجراءات التى تتخذها المحافظة لتنفيذ توجيهات رئيس الوزراء الانقلابي بمنع التجمعات وفي إطار الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة لمواجهة فيروس كورونا. في سياق متصل قرر محافظ القاهرة الانقلابي تخفيض قوة العاملين بإدارات الديوان العام والأحياء إلى 50% يوميًا. وقال إن الموظفين سيؤدون أعمالهم بالتبادل فيما بينهم حسب طبيعة عملهم، وأن يمنح الموظف المصاب بأي أمراض مزمنة مثل (السكر، الضغط، أمراض الكلى، أمراض الكبد، أمراض القلب، الأورام) وفقًا لما هو ثابت بملفه الوظيفي، والموظف المصاب بغير الأمراض المزمنة بموجب تقرير يصدر من أحد المستشفيات الحكومية، والموظفة الحامل أو التي ترعى طفلًا أو أكثر يقل عمره عن اثني عشر عامًا إجازة استثنائية طوال مدة سريان القرار. وأشار إلى أنه يصرح للعاملين الذين تسمح طبيعة وظائفهم بالعمل من المنزل بأداء مهام وظائفهم المكلفين بها دون التواجد بمقر العمل طوال مدة سريان القرار. كما شنّت الأجهزة التنفيذية بمحافظة الجيزة، حملة مكبرة على المقاهي والكافتريات بالمحافظة، وصادرت خلالها الشيش بمقاهي وكافتريات الدقي، وتحرير محاضر إشغالات ومخالفات لأصحابها. وزعم المحافظة أن هذه الحملة تأتي ضمن الاجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا. سبوبة جديدة
ومن منطلق تدخله في كل شئون حياة المصريين لعلها تكون سبوبة جديدة للعسكر أصدر الفريق أول محمد زكي وزير الدفاع الانقلابي أوامره لإدارة الحرب الكيميائية للقوات المسلحة باتخاذ كل الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، من خلال خطة تشمل الجامعات والمدارس وبعض المنشآت التي يتردد عليها أعداد كبيرة من المواطنين، بدأت الخطة- وفق مزاعمه- بتطهير وتعقيم الأماكن الإدارية والشوارع الداخلية والقاعات الدراسية والمدرجات والمعامل بجامعتى عين شمس والأزهر. وأشار إلى أن إدارة الحرب الكيميائية قامت بدفع عربات التعقيم المتحركة والتطهير الثقيلة وأطقم التطهير المحمولة لإجراء التعقيم والتطهير اللازم بما يحقق ضمان سلامة وأمان الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من احتماليات الإصابة بأي عدوى تنفسية، بحسب تصريحاته. عين شمس والأزهر وفي قائمة التطبيل للعسكر أشاد خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي الانقلابي، بما أسماه الدور الفعال الذي تقوم به القوات المسلحة لمعاونة أجهزة الدولة في الإجراءات الوقائية لمجابهة فيروس كورونا، مشيدًا بما لمسه من تعاون فعال ودقة في الأداء من الأطقم المكلفة بتنفيذ المهام المكلفين بها، على حد زعمه. وواصل الدكتور محمود المتيني، رئيس جامعة عين شمس، التطبيل وزعم أن القوات المسلحة كعادتها دائمًا تبادر بتقديم الدعم الكامل في مواجهة الأزمات التي تواجه الدولة، فيما زعم الدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر أن الجامعة تثمن جهود القوات المسلحة في تقديم الدعم العاجل والمبادرة بعملية التطهير والتعقيم داخل الجامعة حرصًا على سلامة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. بحسب تصريحاته. أوقاف الدقهلية ولم تتجاهل المحافظات دورها في حملات التطبيل للعسكر من ذلك أن الشيخ طه زيادة وكيل وزارة الأوقاف بالدقهلية وجه مديرو الإدارات الفرعية بضرورة تعليق العمل بدور المناسبات والمراكز الثقافية وعدم السماح بعقد القران في المساجد؛ تنفيذًا لتعليمات وزارة الأوقاف بزعم أن ذلك في إطار الإجراءات الاحترازية التي تتخذها دولة العسكر لمواجهة فيروس كورونا المستجد. وطالب الشيخ طه زيادة خلال اجتماع عقده اليوم الثلاثاء مع قيادات المديرية ومديري الإدارات الفرعية بمتابعة تنظيف المساجد وتطهيرها عقب كل صلاة وتنشيط العمل الدعوي والإداري من خلال الإلتزام بخط السير فعليا وعدم مخالفته، ومتابعة جميع المساجد وطالب بقصر عمل المساجد على الصلوات الخمس وصلاة الجمعة فقط ومتابعة الأئمة والعاملين بالمسجد ومدى التزامهم بعملهم وتوقيعهم في دفتر أحوال المسجد وضرورة متابعة الأئمة وخطباء المكافأة ومدى التزامهم بمساجدهم وبتعليمات الوزارة في خطب الجمعة والتأكد من عدم التخلف عن الجمعة وترك المسجد للغير للحديث فيه، وكذا التأكد من السيطرة الكاملة على الزوايا خاصة غير المرخص لها بإقامة الجمعة، وفق تعبيره. وشدد على عدم السماح باستخدام مكبرات الصوت في الإذاعة إلا في الأذان وخطبة الجمعة وعدم الإعلان عن أي شيء دون تصريح مسبق وعدم الانسياق وراء الشائعات ونشر الذعر بين الناس وكذلك عدم الإدلاء بأي تصريحات غير التي تصدر عن الوزارة، بحسب تصريحاته.