قال المحلل السياسي أحمد فودة -مدير مركز النخبة للدراسات بالقاهرة-: إن الأموال الطائلة التي ينفقها الانقلابيون على كل المساهمين في مواجهة مناهضي الانقلاب سواء من يقود الحملات التي تسوق للانقلاب في الخارج من سفراء ودبلوماسيين أو من يقمعهم في الداخل من خلال ممارسات قمعية دموية تستهدف قتلهم وإرهابهم تعبر عن أمرين؛ أما الأول فهو الضعف المخزي الذي تعاني منه هذه السلطة والذي تحاول أن تعوضه من خلال إنفاق أموال طائلة على كل من يعاونها في مواجهة مناهضي الانقلاب وذلك لضمان ولائهم لها وهذا هو دأب كل الأنظمة الفاسدة المستبدة, التي تسخر كل إمكانيات الدولة لخدمة النظام فحسب. أما الأمر الآخر الذي تدل عليه حالة البذخ على معاوني الانقلاب في الوزارات المختلفة وخاصة الداخلية وتجاهلها التام لما يمر به الشعب من أزمات طاحنة يؤكد حقيقية هذا الانقلاب الذي لم يكن أفراد هذا الشعب ضمن اهتماماته وإنما كل ما يعنيه فقط هو تنفيذ مخططه الانقلابي بنجاح وهو ما لم يتمكن منه. وأضاف فودة في تصريحات خاصة أن هذه المكافآت والزيادات المبالغ فيها ستكون أحد عوامل هدم هذا الانقلاب الدموي وليس وسيلة لترسيخ أركانه كما يعتقد هؤلاء، وذلك لما تكرسه من حالة انقسام طبقي يولد الأحقاد بين طوائف الشعب المختلفة؛ حيث إن هذا البذخ في الإنفاق على العاملين بالداخلية وغيرها من الوزارات التي تلعب دورا في مجابهة معارضي الانقلاب يقابله تجاهل تام لمطالب الفئات البسيطة من العمال والسائقين والموظفين.. على الرغم من المعاناة المضاعفة التي يعانون منها بعد الانقلاب بسبب تردي الأحوال الاقتصادية للبلاد، وهو ما من شأنه أن يولد حالة من الغضب لا يستطيع قمعها الانقلابيون مهما استخدموا من قوة.