لماذا تعاني الأندية السكندرية باستمرار تخبط أنديتها في الدوري الممتاز؟ وتقاتل من أجل البقاء في المسابقة وتكون من أول الهابطين. فهبوط الاتحاد السكندري وسموحه في الموسم الجاري لم يكن الأزمة الأولى وربما لن تكون الأخيرة في ظل هذا التخبط والأزمات. البعض يلخص أزمة الأندية السكندرية وفي مقدمتها زعيمها الاتحاد الهابط للدرجة الثانية في المشاكل المالية والإدارية. وبمتابعة نتائج الاتحاد منذ موسم 1999-2000 تجده لم يبعد عن ثالث الهابطين للدرجة الثانية بأكثر من ست نقاط على أقصى تقدير، باستثناء موسم 2003-2004 الذي حقق فيه أفضل نتائجه بالوصول للمركز الخامس. وبالرغم من ذلك لم يلتفت أي مسؤول سكندري للخطر الذي طارد زعيم الثغر لأكثر من عشر سنوات متتالية. وعلى صعيد باقي الأندية السكندرية ستجدها هبطت للدرجة الثانية ست مرات - باستثناء هبوط الاتحاد في الموسم المنصرم – خلال 12 موسما. للإجابة على السؤال المطروح في الفقرة الأولى استطلع FilGoal.com رأي اثنين من المهتمين بالشأن الكروي السكندري. الإدارة
لخص الناقد علاء صادق أزمة الاتحاد السكندري في الأزمات الإدارية المتتالية التي تهاجم النادي باستمرار. وأشار صادق في تصريحات لFilGoal.com إلى أن المشاكل الإدارية التي تلاحق الاتحاد لا مثيل لها حتى في الأندية التي تعاني مواقف مشابهة. وأضاف الناقد الرياضي "الإدارة سر النجاح أو الفشل في أي ناد وهو ما يتجلى في نادي الاتحاد السكندري". وكان الاتحاد مر عليه ثلاثة مجالس إدارة في الموسم الماضي بقيادة محمد مصيلحي وعصام شعبان وأخيرا عفت السادات. وأوضح صادق "بالإضافة إلى أن الأندية السكندرية مثلا لا تلقى أي دعم مالي من المحافظة مثلما يحدث مع المصري في بورسعيد والإسماعيلي في الإسماعيلية". وفسر صادق "ربما الموقف في بورسعيد والإسماعيلية أسهل فكل منهما يملك فريق واحد أما في الإسكندرية فالأزمة أكبر فأي ناد سيحصل على الدعم". وتطرق صادق لرغبة البعض في إلغاء هبوط الاتحاد للدرجة الثانية، وفسر وجهة نظره بأنها ليست بسبب جماهيرية الفريق أو أي شيء مخالف للوائح. وأردف صادق "نحن نتحدث عن تطبيق المادة 18 في لوائح الفيفا وهو ما سيكفل عدم هبوط الاتحاد إذا طبقناها".
المال والانتماء على الجانب الآخر، اعتبر محمود بكر المعلق الرياضي الشهير ولاعب الكرة السابق في النادي الأوليمبي أن الأزمة تتلخص في الأزمات المالية وعدم اكتراث اللاعبين بأنديتها بسبب عدم الانتماء. وقال بكر في تصريحات لFilGoal.com: "الترنح الموجود في جميع الأندية الجماهيرية منذ تطبيق الاحتراف في مصر، فحتى رجال الأعمال لا يستطيعون سد حاجات الفرق الشعبية". وأضاف بكر "وفي حال عدم تمكنك من توفير المبالغ المالية المناسبة تجعلك تستغني عن اللاعبين الجيدين مقابل لاعبين متوسطي الكفاءة وبتواجد أكثر من لاعب من هذه النوعية تبدأ الأزمة الفنية". وأشار بكر إلى أن الاحتراف لا يتم تطبيقه في مصر إلا من جانب حصول اللاعبين على الأموال بدون أي مسؤولية أو رقابة. وأوضح بكر "الاحتراف في مصر مثل الديمقراطية الكثير يفهمها على أنها سباب وتجاوز فقط بدون مسؤولية". وتابع بكر "قلة الانتماء في الوقت الحالي مقارنة بالماضي سببت أزمة للأندية الشعبية، ففي الماضي كان اللاعبون يقاتلون من أجل فريقهم لأنهم في حال الهبوط كانوا هم من يتعرض للضرر باللعب في الدرجة الثانية". وشدد بكر "علينا إيجاد حلول لقلة الانتماء عند لاعبي الأندية الشعبية، ورقابة ما يقدمونه للفريق وتقييمه حتى لا يمر التهاون بدون حساب". وأردف بكر "مجالس إدارات الأندية الشعبية تعاني خلافات بسبب الأطماع في الأماكن بعكس أندية الهيئات وهو ما يزيد فرص الأخيرة في التألق".