ملعب يسع 60 ألف متفرج ممتلئ عن آخره بحضور يشترك في حمل الألوان نفسها لعلم واحد في مشهد يدلك على مدى شعبية هذا الفريق، لكن الجميع هناك يغلي غضبا أو يبكي حسرة.. هذا الوصف قد ينطبق على ريفربلات واستاد المونيمونتال، وسامبدوريا في أرض لويجي فيراريس ومع وست هام يونايتد وربما ديبورتيفو لاكرونيا، موناكو، أو الاتحاد السكندري. فمن أبرز العوامل المشتركة في 2010-2011 بين الدوريات العالمية المختلفة أن هذا الموسم شهد هبوط العديد من الفرق ذات الشعبية الجارفة والتاريخ العريق إلى الدرجة الثانية. 33 بطولة دوري أرجنتيني فاز بها ريفربلات لم تشفع له كي لا يهبط للدرجة الثانية، والأمر نفسه حدث مع بطل الليجا في 1999-2000 ديبورتيفو، ثم سامبدوريا ووست هام، وأخيرا زعيم الثغر. وسواء كان الهبوط فعليا أو صوريا في حالة مصر، إذا قرر اتحاد الكرة تغيير لوائحه ورفع عدد أندية الدوري الممتاز، ستظل المرارة في حلق الجماهير وهي ترى الفريق السكندري يهدر وقتا في مباراة الزمالك التي أدت نتيجتها إلى ما حدث. ويستعرض FilGoal.com أبرز الأحداث – وربما الأسباب - التي أحاطت بمن هبطوا من الأندية ذات الشعبية الكبيرة في العالم خلال 2010-2011: ريفربلات ربما سبب هبوط ريفربلات كما تقول صحيفة موندو إلبسليستي أن الإدارة ولاعبي الفريق والجماهير لم يتوقعون أن ينتهي الموسم بهذا الشكل فعلا. فنظام الدوري الأرجنتيني يساعد دوما الأندية الكبرى على البقاء ضمن صفوة الممتاز إذ حتى يهبط فريق إلى الدرجة الثانية يجب أن تكون معدلات نتائجه منخفضة لثلاثة مواسم متتالية. فصاحب أقل معدلات نقاط في جدول الدوري الأرجنتيني على مدار ثلاث سنوات متتالية يسقط للدرجة الثانية، بحسب النظام الذي صممه خوليو جروندونا في الثمنينات. وكانت حجته وقتها "كيف لفريق كبير أن يحقق نتائجا ضعيفة ثلاثة مواسم متتالية؟"، لكن ريفربلات فعل مالم يتوقعه جروندونا. السؤال هو: كيف لفريق ينتج لاعبين بموهبة أليكسس سانشيز وجونزالو إيجواين واستيبان كامبياسو وخافيير ماسكيرانو وخافيير سافيولا وروبرتو أيالا وهرنان كريسبو وآريل أورتيجا والاسطورة جابريل باتيستوتا وماريو كيمبس وغيرهم من النجوم المتألقة أن ينضب فجأة؟ بدأت المشكلة حين أعيد انتخاب خوسيه ماريا أجويلير رئيسا لريفربلات إذ منح بعض السلطات الكبيرة لرابطة من الجماهير. هذه الرابطة أساءت التصرف في ممتلكات النادي وتوغل فسادها في جنبات ريفربلات ما أثر ماليا بشكل سلبي على القلعة الأرجنتينية الشهيرة. وفي تلك الظروف المالية بدأت نوعية اللاعبين الموجودين داخل الفريق تتراجع، وحالة من عدم الاستقرار الفني تضرب ريفربلات الذي دربه أربعة مديرين فنيين في عامين فقط. خلال فترة أجويلير لعب الفريق 55 مباراة أثناء المواسم الثلاثة التي أدت لهبوط ريفربلات، وجمع الفريق 56 نقطة.
الإخفاق عجل برحيل أجويلير وجاء دانيل باساريلا أحد أعلام الكرة الأرجنتينية لرئاسة النادي، وتحسنت النتائج معه بالفعل إذ جمع الفريق 85 نقطة في 59 مباراة، لكن الوقت كان قد فات للأسف، وذرف جمهور ريفربلات دمعا وثار حنقا ضد كل شيء أدى لهذه الكارثة. الاتحاد السكندري تجتمع الفرق التي نتحدث عنها في العديد من العناصر التي تسببت في كارثة هبوطه، لكن ربما الشيء الذي يختلف فيه الاتحاد أن الجميع انتظر هذه الأزمة، وتوقعها آجلا أم عاجلا. ففي كل موسم كان الاتحاد السكندري ينافس حتى المرحلة الأخيرة على النجاة من دوامة الهبوط، حتى أن أبرز موضوعات FilGoal.com عن زعيم الثغر جاءت مقدمته عام 2007 على النحو التالي، فيما يعكس مدى عراقة النادي وأزماته المتكررة: "في عام 1960 شهدت مدرجات الاتحاد السكندري الحفل الوحيد الذي أحيته سيدة الغناء العربي أم كلثوم في ملعب كرة قدم وهي تتزين بدبوس ذهبي يمثل شعار النادي العريق، ولكن شدو كوكب الشرق تحول في مدرجات الملعب الجديد بعد 47 عاماً إلى ثورات جماهيرية بسبب تذيل الفريق لجدول الدوري الذي قارب على الانتصاف". فالاتحاد شأنه كباقي الأندية الجماهيرية باستثناء أحيانا ثنائي القمة واجه أزمات مالية وإدارية ولم يعرف معنى الاستقرار كثيرا. لكن ما عجل بهبوطه هذا الموسم هو الكم غير عادي من التغييرات في صفوفه، بداية بتعاقب كابرال ومحمد نور ثم محمد عامر وأحمد ساري وعامر مجددا، وحسن أبو عبدة على مقعد المدير الفني. وفي تلك المراحل المختلفة كان كل مدرب له أسلوبه، فمنهم من حرم النجوم من المشاركة مثل كابرال وأخر دفع بناشئين من دون حساب كساري، وثالث أعاد لاعبين من أمثال إبراهيم سعيد للتشكيل الأساسي. أيضا رحل محمد مصيلحي عن رئاسة النادي وجاء بعده عصام شعبان وتلاهما عفت السادات، الذي صرح "الاستقرار كان غائبا في كل شيء، ولم أملك الوقت الكافي لتفادي الكارثة". والهبوط هو الثالث للاتحاد السكندري إذ سقط مرتين للدرجة الثانية، الأولى في 57-58 ومرة أخري في 59-60. وست هام يونايتد وست هام صاحب أحد أشهر أكاديميات الناشئين في العالم، فهل لم يجد 11 لاعبا يستطيعون إنقاذه من الهبوط في موسم 2010-2011؟ الإجابة في الحقيقة هي لا، فالفريق امتلك عددا من النجوم كان بإمكانهم إبقاء وست هام في زمرة الممتاز أمثال الدوليين سكوت باركر وكارلتون كول وروبرت جرين وجوليان فوبير. فالفريق دوما ما كان منجما للمواهب، وقد خرج منه نجوما من أمثال ريو فرديناند ومايكل كاريك وجو كول وفرانك لامبارد وجون تيري ومن قبلهم بول إنس وبطل العالم بوبي مور. لكن الهبوط حدث – وبعكس الاتحاد السكندري تماما – بسبب الاستقرار الزائد عن الحد في طريقة إدارة النادي للفريق.
فالإبقاء على أفرام جرانت مديرا فنيا لوست هام برغم نتائج الفريق السيئة المتتالية كان السبب الرئيسي للهبوط في نهاية الموسم، باعتراف رئيس النادي. ديفيد سوليفان مالك النادي ورئيسه صرح "ربما كان علينا إقالة جرانت مبكرا، لكننا ناشدنا الاستقرار وحاولنا توفير الهدوء للفريق". وجاء قرار إقالة المدرب الصهيوني بعد خراب مالطة، وتولى سام ألارديس مسؤولية وست هام على أمل إعادة هذا النادي العريق للدوري الإنجليزي الممتاز سريعا. ديبورتيفو إنها القصة الأسهل بين أقرانها. فالفريق لم يجد دعما ماليا فلم يحقق نتائجا توازي المنتظر من بطل الليجا في عام 2000. فدائما ما كان ديبورتيفو فريقا قويا، يستند على نجوم بحجم نورالدين نايبت وروي ماكاي وبيبيتو وريفالدو وحتى من بعدهم دييجو تريستان وألبرت لوكي. لكن انقطاع ثقافة التعاقد مع لاعبين من أصحاب الجودة العالية جعلت الفريق يصل إلى 2011 ولازال نجمه الأوحد هو خوان كارلوس فاليرون ذو ال36 عاما. وديبورتيفو الذي لم يخسر سوى مرة واحدة أمام ريال مدريد على ملعب الريازور في أخر 20 سنة هبط للدرجة الثانية، وأزاح حملا من على صدر الميرنجي في الموسم المقبل. إلا أن فاليرون واثق في أن الديبور سيعود قريبا، مصرحا "سنعيد هذا النادي إلى المكان الذي يليق به، سنفعل كل شيء بشكل صحيح هذه المرة وستجدونا في الليجا خلال فترة وجيزة جدا". سامبدوريا أما سامبدوريا فإنه النادي الذي كان الأكثر استقرارا قبل انطلاق الموسم من بين الكبار الهابطين، والفريق الذي توقع له الكثيرون التألق في 2010-2011. ففي موسم 2009-2010 قدم سامبدوريا كرة رائعة أوصلت الفريق إلى المركز الرابع في جدول الكالتشيو ليتأهل إلى دوري أبطال أوروبا. ودخل الفريق هذا الموسم يحمل رايته هداف إيطاليا الحالي جيامباولو باتزيني وجوهرة الكالتشيو أنطونيو كاسانو والمقاتل أنجلو بالمبو، ثم انضم إليهم الواعد فريدريكو ماكيدا. لكن الخلل حدث حين شعرت الإدارة بأن موسم الفريق سيكون عاديا، حين انتصف 2010-2011 والفريق في منتصف جدول الكالتشيو لن ينافس ولا يعاني من شيء. وقتها قرر مالك النادي ريكاردو جاروني الاستفادة من نجوم الفريق ماليا وباع باتزيني إلى إنتر وكاسانو إلى جار النيراتزوري اللدود ميلان. النتيجة أن النتائج أخذت تسوء حتى انتهى موسم سامبدوريا بمشهد بالمبو قائد الفريق يبكي وهو جالس على ركبتيه ويردد بلا انقطاع "آسف آسف أسف".