غانا والجزائر يبحثان عن دعم في "أحراش أوروبا"

دائما ما مثلت "أحراش إفريقيا" ملاذا للمدربين الأوروبين الطامعين في لاعبين ذوي مهارات عالية وأجور منخفضة، قبل أن تعكس غانا والجزائر النظرية، بالتنقيب عن المهارات إفريقية الأصل داخل بلاد أوروبا لتدعيم الصفوف استعدادا لكأس العالم.
فالمستوى الهزيل الذي أظهره لاعبو الجزائر في بطولة الأمم الإفريقية الماضية والخروج المذل برباعية نظيفة أمام مصر في نصف النهائي، والكفاح الرهيب الذي بذله شباب غانا في البطولة ذاتها قبل توديع المسابقة في النهائي على يد الفراعنة، دفع المديرين الفنيين للفريقين في البحث عن أوراق جديدة تدعمهم في المونديال، وفقا لتقرير نشرته مجلة "وورلد سوكر".
فرغم وصول غانا لنهائي أنجولا، يؤمن الصربي ميلوفان راجيفاتش المدير الفني للنجوم السوداء بضرورة تطيعم صفوف فريقه بلاعبين محترفين للوقوف في وجه عمالقة بحجم ألمانيا وصربيا وأستراليا في المجموعة الثالثة بجنوب إفريقيا 2010.
ولذا تقدم الاتحاد الغاني لكرة القدم بطلب رسمي إلى نظيره الدولي (فيفا) بطلب تحويل جنسية كيفن بواتنج لاعب وسط بورتسموث من الألمانية إلى الغانية، ليصبح من المحتمل أن يواجه شقيقه جيروم "الألماني" في مونديال جنوب إفريقيا.
وكان الاتحاد الغاني قد طالب بضم اللاعب ذو ال23 عاما قبل انطلاق بطولة إفريقيا الماضية قبل أن تتعطل المهمة بسبب بعض المشاكل مع الفيفا.
وبالإضافة إلى كيفن، يسعى راجيفاتش المدير الفني إلى الحصول على خدمات آدم كوارازي حارس مرمى شباب النرويج ليكون بديلا مناسبا لحامي العرين الأساسي ريتشارد كينجسون أبرز عناصر الخبرة في الفريق.
وعلى الجانب الآخر، فقد انطلق رابح سعدان المدير الفني للجزائر في جولة استكشاف أوروبية في مارس الماضي للبحث عن اللاعبين الجزائريين الأصل المنتشرين في منتخبات فرنسا للشباب.

الجزائر تأمل في اكتشاف زيدان جديد قبل فوات الآوان
وكانت آخر استفادات الجزائر من اللاعبين "المغتربين" هي مراد مغني لاعب وسط لاتسيو الإيطالي الفرنسي المنشأ، وكذلك جمال عبدون لاعب منتخب شباب فرنسا السابق والذي شارك في بطولة إفريقيا كبديل.
فنجاح الاتحاد الجزائري برئاسة محمد روراوة في إقناع الفيفا بتغيير اللوائح خلال العام الماضي ليصبح من حق المنتخبات الدولية أن تضم لاعبيها الأصليين حتى في حالة اشتراكهم مع منتخبات الشباب لدول أخرى، دفع ثعالب الصحراء للبحث المستمر عن لاعبين قد يصبحون زين الدين زيدان أسطورة الكرة الفرنسية.
وعقب رواروة "ليس عدلا أن يحرم اللاعبون أصحاب الأصول الإفريقية من تمثيل المنتخبات الأولى للأبد، لمجرد انضمامهم إلى منتخبات الشباب في دول أخرى".
وأضاف "هدفنا كان منح الحرية للاعب لتحديد مصيره، سواء باللعب لمنتخب بلده الأصلي أو البلد التي نشأ بها".
ويعد ماريو بالوتيللي مهاجم إنتر ميلان الإيطالي أحد اللاعبين أصحاب الجذور الغانية، لكنه رفض الانضمام إلى منتخب غانا متمسكا بأمل المشاركة مع إيطاليا في وقت من الأوقات، ما يرفضه مارتشيللو ليبي المدير الفني للأتزوري في الفترة الحالية.
بدائل ضحايا الفراعنة
بدأ سعدان بمركز حراسة المرمى الذي يمثل أكبر مشاكل الفريق بعد قرار إيقاف فوزي شاوشي من أولى مباريات الجزائر في المونديال لتعديه بال"نطح" على حكم مباراة مصر كوفي كودجا، لتصبح الخيارات المتاحة في هذ المركز إلى جانب لوناس جواوي محدودة، للفريق العائد إلى كأس العالم منذ 24 عاما.

رابح سعدان
فطلب الشيخ سعدان ضم ميكائيل فابر حارس مرمى كليرمونت فوت الفرنسي، بالإضافة إلى متابعة وليد شرفا مدافع تراجونا الإسباني.
كما يسعى المدير الفني الوطني للجزائر إلى تعويض غياب نذير بلحاج المطرود في مباراة مصر أيضا بالاستعانة بجمال مصباح لاعب ليتشي الإيطالي، لكن سعدان أوضح فيما أبرزته صحيفة "الشروق" الجزائرية أن مستوى اللاعب لا يؤهله حاليا لشغل مكان أساسي.
والأهداف التسعة التي هزت شباك محاربي الصحراء خلال خمسة لقاءات في بطولة الأمم الإفريقية دفعت سعدان إلى التفكير في ضم حبيب بلعيد مدافع بولون الفرنسي ذي الأصل التونسي الجزائري واللاعب السابق في جميع منتخبات الشباب الفرنسية، ليجاور مجيد بوقرة في قلب دفاع الجزائر.
وكان روجيه لومير المدير الفني السابق لتونس قد حاول ضم بلعيد إلى صفوف الفريق قبل مونديال ألمانيا 2006، غير أن اللاعب رفض على أمل الانضمام إلى المنتخب الأول لفرنسا.
ويعلق الجزائريون الآمال على المواطنين الأصليين للتعمق في المونديال في مواجهة إنجلترا وسلوفينيا والولايات المتحدة.
يقول روراوة "الحصول على خدمات هؤلاء اللاعبين يجني فوائد عديدة للفرق الإفريقية، فمنذ عام 2003 تطور المنتخب الجزائري بصورة رهيبة بفضلهم، ما نتمنى تكراره في 2010".