عندما أطلق حكم لقاء تشيلسي وليفربول في دوري أبطال أوروبا صافرة النهاية خر المدرب الإسرائيلي راكعا ليتلو صلاة على روح جده الذي مات في معسكرات مذابح الهولوكوست. وعقب المباراة في المؤتمر الصحفي قال جرانت : "لم يكن يوما سهلا بالنسبة لي، إنه يوم ذكرى الهولوكوست وكنت أفكر في أبي الذي دفن جدي بيديه، وأنا فخور جدا بما فعله". وكان هذا التصريح واحدا من تعليقات مثيرة أطلقها المدرب الإسرائيلي عقب مباراة ليفربول ليكشف عن جوانب هامة في شخصيته لم يتطرق إليها من قبل ربما لعدم تحقيقه أي إنجاز يذكر مع تشيلسي حتى ما قبل بلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا فاتحا المجال لعشرات التساؤلات حول غموض شخصيته ومحاولاته استدرار تعاطف الآخرين بما فيهم لاعبي تشيلسي. وأضاف جرانت : "أدين بكثير من الفضل لأبواي ، لقد نجا والدي من الموت وأجبر على دفن الكثير من أفراد العائلة لكنه في رأيي أشجع رجل عرفته في حياتي". وعكست لهجة جرانت في المؤتمر الصحفي الذي حضره باعتباره المدير الفني الفائز رغبة في التعبير عن حاجته لمزيد من التقدير من قبل وسائل الإعلام الإنجليزية، بالإضافة لكسب مشاعر التعاطف التي يبرع أبناء بلاده في اكتسابها خصوصا في دول أوروبا الغربية. ويتفق ذلك مع قاله قبل المباراة بخمسة أيام عندما اتهم وسائل الإعلام الإنجليزية بالتقليل من شأنه بسبب جنسيته الإسرائيلية وقال الأسبوع الماضي : "الناس هنا لا تتقبل أن يأتي مدير فني من بلد صغير مثل بلدي ويثبت قدرته على النجاح بطريقته الخاصة". شبح مورينيو وبعيدا عن وتر الجنسية والديانة يعاني جرانت منذ توليه مسئولية تشيلسي من شبح البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني السابق الذي تركت طريقة رحيله أثرا سلبيا لدى جماهير كرة القدم ورجال الإعلام بسبب الطريقة التي تعامل بها معه مالك النادي الروسي رومان أبراموفيتش. ولذلك فقد حرص في مرات عدة كان أخرها المؤتمر الصحفي يوم الأربعاء الماضي على ترديد جملة (I am not the special one) وهو لقب مورينيو الذي أطلقه على نفسه. لكن غياب مورينيو لا يمكن تجاهله حتى عند تحقيق انتصار استراتيجي على حساب مانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي مؤخرا، إذ شهد اللقاء مشادة علنية بين مهاجم الفريق الإيفواري ديدييه دروجبا والألماني مايكل بالاك بسبب رغبة كل منهما في التصدي لركلة حرة مباشرة.
شبح مورينيو يطارد جرانت وتحولت المشادة إلى نقاش غير ودي بين دروجبا ومساعد جرانت خارج الخطوط في مشهد لم يكن حدوثه ممكنا في عهد المدرب البرتغالي. كانت قدرة مورينيو على الهيمنة على لاعبيه أي كانت نجوميتهم من العوامل التي ساعدته على تحقيق النجاح مع تشيلسي وضبط إيقاع الفريق كما سبق له معاقبة أكثر من لاعب مثل ويليام جالاس وأريين روبين وهو ما يفتقده جرانت تماما. وعلى المستوى الفني نجح جرانت في قيادة تشيلسي للفوز في مباريات عدة لكن الزرق مازالوا يفتقدون قدرتهم المطلقة في السيطرة على وسط الملعب من خلال عنصر الاستحواذ على الكرة وهو أهم أسلوب كان مورينيو يفضل استخدامه للسيطرة على أي لقاء منذ كان مدربا لبورتو البرتغالي. وشهد المؤتمر الصحفي أيضا تصريحات لجرانت يساند فيها لامبارد المتأثر بوفاة والدته وهو مؤشر يعكس رغبة المدرب الإسرائيلي في كسب ود لاعبيه بكل الصور، كما يسعى دائما لإيجاد حوار خاص مع قائد فريقه جون تيري صاحب الشخصية الأبرز في الفريق. أما العنصر الأهم في فكر جرانت فهو حرصه على علاقته مع أبراموفيتش مالك النادي وهي النقطة التي أهملها مورينيو تماما. وقال المدرب عقب الفوز على ليفربول : "لا أريد ترديد كلمة أنا كثيرا لأن رومان (أبراموفيتش) صنع هذا الفريق وجاء بي وبالمساعدين والطاقم الفني". وفي كافة مؤتمرات مورينيو الصحفية كان الأخير يحرص على نفي دور أبراموفيتش في اختيار اللاعبين أو القرارات الفنية وكان دوما ما يباهي بقدراته الشخصية صانعا "مانشيتات" الصحف الرياضية بتصريحاته المستفزة. ومن المثير أيضا معرفة أن أبراموفيتش تلقى تقارير من مساعديه خلال صيف عام 2007 تؤكد أن شخصية مورينيو تحرض عشاق كرة القدم ضد النادي وهو ما يصيب عملية التسويق بأضرار مالية بالغة وذلك حسب تقرير لمجلة "ورلد سوكر" نشر في أغسطس الماضي، وهو الدرس الذي وعاه جرانت جيدا من خلال علاقته الشخصية بأبراموفيتش. صداقة جاء تعارف جرانت وأبراموفيتش منذ ثلاث سنوات عن طريق وكيل أعمال اللاعبين الإسرائيلي الشهير بيني زاهافي عندما كان جرانت يشغل منصب المدير الفني لمنتخب إسرائيل. وفي عام 2006 استعان المليونير ألكسندر جايدماك مالك نادي بورتسموث بخدمات جرانت ك