أثار التصنيف الأخير للمنتخبات والذي أعلنه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) العديد من علامات الاستفهام والدهشة لدى جماهير الكرة المصرية إذ احتل منتخب مصر المركز ال29 عالميا متقدما ستة مراكز فقط ليحتل المركز الرابع إفريقيا رغم تتويجه بكأس الأمم. على الجانب الأخر تقدم منتخب غانا (ثالث إفريقيا) 29 مركزا ليحتل المركز ال14، وتقدمت الكاميرون (الوصيف) ثمانية مراكز لتحتل المركز ال17، فيما تقدم منتخب كوت ديفوار (صاحب المركز الرابع) 14 مركز ليحتل المركز ال24. وقد لاحظنا الاعتراض الكبير على هذه النقطة تحديدا من جانب أعضاء موقع FilGoal.com من خلال ردودهم الكثيرة التي وردت على خبر تصنيف الفيفا والذي نشره الموقع يوم الأربعاء الماضي، وتسائل الكثير منهم عن أسباب تقدم منتخبات غانا والكاميرون وكوت ديفوار أكثر من مصر ووجودهم في مراكز متقدمة عن مصر. ولذلك قررنا توضيح أسس وقواعد الطريقة التي يتم بها احتساب نقاط التصنيف ومن ثم ترتيب المنتخبات لإظهار الصورة بوضوح أمام أعضاء الموقع الأعزاء ، واليكم النتائج التي توصلت إليها : أولا: تصنيف الفيفا يعتمد على نتائج المباريات فقط وليس على الإنجازات ، فمثلا الحصول على بطولة أفريقيا أو حتى بطولة كأس العالم لا يمنح صاحبه نقاطا أكثر بسبب تحقيق اللقب ، ولكنه فقط يحصل على نقاط نتائج المباريات التي خاضها في تلك البطولة. ثانيا: تصنيف الفيفا يعتمد على نتائج السنوات الأربع الأخيرة وإذا كان منتخب مصر هو بالفعل بطل كأس أمم إفريقيا في المرتين السابقتين، إلا أن نتائجه في تصفيات كأس العالم 2006 وفي تصفيات كأس أمم إفريقيا 2008 لم تكن الأفضل. ففي تصفيات كأس العالم 2006 حصدت مصر 17 نقطة فقط مقابل 21 نقطة لكلا من الكاميرون وغانا و22 نقطة لكوت ديفوار، كما أن غانا وكوت ديفوار شاركا في كأس العالم وحققا فيه بعض الانتصارات. ثالثا: تحتسب نتائج المباريات الودية الدولية أيضا ومصر حققت نتائج متواضعة في المباريات الودية في السنوات الأربع الأخيرة فخسرت من تونس والبرتغال واليابان وجنوب إفريقيا وإسبانيا وأوروجواي وتعادلت مع الكويت وليبيا. رابعا: تحتسب نقاط المباريات بحسب البطولة التي تقام فيها وأيضا بحسب قوة المنافس ففوز مصر في مباراة في كأس أمم إفريقيا لا يساوي فوز غانا في مباراة في كأس العالم، وفوز مصر مثلا على منتخب مثل الكاميرون لا يساوي فوز غانا على منتخب بقوة التشيك. خامسا: الفيفا يحتسب نتائج السنوات الأربع السابقة بطريقة تراكمية إذ يقوم بضرب نقاط نتائج العام الأخير في 100، وضرب نتائج العام الذي يسبقه في 50، والعام الذي يسبقه في 30 ثم أخيرا العالم الذي يسبقه في 20. سادسا: التصنيف الشهري الجديد والذي صدر في منتصف فبراير لم يكن التغيير الوحيد فيه هو إضافة نقاط المباريات التي أقيمت من منتصف يناير إلى منتصف فبراير 2008 فقط ولكن حذف منه نقاط المباريات التي أقيمت من منتصف يناير إلى منتصف فبراير 2004. وتم تقليص عدد النقاط الخاصة بنتائج المباريات التي أقيمت من منتصف يناير إلى منتصف فبراير 2005 من 30% إلى 20% وتقليص عدد النقاط الخاصة بنتائج المباريات التي أقيمت من منتصف يناير إلى منتصف فبراير 2006 من 50% إلى 30% وتقليص عدد النقاط الخاصة بنتائج المباريات التي أقيمت من منتصف يناير إلى منتصف فبراير 2007 من 100% إلى 50%. وبسبب هذه الحسابات قد يتغير ترتيب العديد من المنتخبات في التصنيف في بعض الشهور رغم أنهم لم يكونوا خاضوا أي مباريات خلال هذا الشهر. سابعا: إذا كانت مصر قد أضافت لرصيدها العديد من النقاط في الشهر الماضي بسبب الانتصارات التي حققتها في "غانا 2008" ولكنها خسرت في هذا التصنيف العديد من النقاط التي حققتها في بطولتي "مصر 2006" و"تونس 2004". على العكس تماما من غانا وكوت ديفوار والكاميرون الذين حصدوا نقاطا كثيرة عن مشاركتهم في "غانا 2008" وإن كانت بالطبع أقل من نقاط مصر ولكنهم لم يفقدوا الكثير من النقاط عن المشاركة في "مصر 2006" أو "تونس 2004" لأن نتائجهما لم تكن مميزة في هاتين البطولتين فاستفادا أكثر وأصبح فارق النقاط في صالحهم. مثال توضيحي: مصر في بطولة 2006 حققت خمسة انتصارات وتعادل، وفي تونس 2004 حققت فوز وتعادل وهزيمة بإجمالي ستة انتصارات وتعادلين وهزيمة واحدة. أما كوت ديفوار في كأس الأمم 2006 حققت أربعة انتصارات وهزيمتين ولم تشارك من الأساس في تونس 2004، بينما حققت غانا في مصر 2006 فوز وحيد وهزيمتين ولم تشارك من الأساس في تونس 2004، والكاميرون في مصر 2006 حققت ثلاثة انتصارات وهزيمة وفي تونس 2004 حققت فوز واحد وتعادلين وهزيمة بإجمالي أربعة انتصارات وتعادلين وهزيمتين.
