يأمل لويز فيليبي سكولاري المدير الفني للبرتغال في دخول التاريخ الكروي من بابه الواسع عندما يقود فريقه أمام فرنسا في مباراة الدور قبل النهائي في كأس العالم 2006 يوم الأربعاء في ميونيخ. سكولاري يدرك جيدا أن فوز فريقه على الديوك الفرنسية سيجعله أول مدرب في تاريخ كأس العالم يصل للمباراة النهائية مرتين متتاليتين مع فريقين مختلفين إذ قاد البرازيل للفوز بكأس العالم 2002 في كوريا واليابان بعد الفوز على ألمانيا في المباراة النهائية. ليس هذا فحسب ، ولكن المدرب البرازيلي بات أيضا قاب قوسين أو أدنى من أن يصبح المدرب الأول الذي يحقق 13 فوزا متتاليا في كأس العالم ، كما أن نجاحه في إقصاء فرنسا سيجعله بطلا شعبيا في البرتغال التي لم تتأهل مطلقا إلى المباراة النهائية لهذه البطولة المرموقة. وأكد سكولاري على هذا المعنى عندما قال قبل المباراة إن التأهل إلى النهائي هو الذي سيؤكد نجاح البرتغال في هذه البطولة ، مضيفا لصحيفة "مايش فوتبول" البرتغالية أن فريقه أصبح واحدا من أفضل أربعة فرق في العالم "وهذا يعطينا الحق في الحلم بأن نكمل مشوارنا حتى النهاية". يعتمد سكولاري على صانع الألعاب الموهوب ديكو ، الذي يعود لتشكيلة الفريق الأساسية بعد غيابه عن مباراة إنجلترا في دور الثماينة بداعي الإيقاف كما سيكون في وسع لاعب الارتكاز الصلد كوشتينيا أيضا المشاركة في اللقاء. ولكن لا تزال هناك شكوك حول قدرة لويس فيجو ، قائد الفريق وجناح إنتر ميلان الإيطالي ، وكريستيانو رونالدو على الدخول في التشكيل الأساسي بعدما اكتفى كل منهما بمران منفرد يوم الثلاثاء. ويلعب سكولاري بطريقته المعتادة 4-5-1 والتي يلعب فيها بدرو باوليتا مهاجما وحيدا وينتظر المساندة من خط المنتصف عن طريق فيجو ورونالدو ، أو بديليهما ، وديكو ونونو مانيتش. إلا أن طموح سكولاري وفريقه سيصطدم بعقبة منتخب فرنسا الذي كان له اليد الطولي في تاريخ المواجهات السابقة بين الفريقين.
زيدان لعب مباراة أسطورية أمام البرازيل بطلة العالم في دور الثمانية فرنسا فازت في 15 مباراة سابقة على البرتغال فيما خسرت خمس مواجهات وانتهت مباراة واحدة بالتعادل ولكن الأكثر إثارة للاهتمام أن الفريقين إلتقيا مرتين فقط في مباريات رسمية وكانا أيضا في دور نصف النهائي ولكن في كأس الأمم الأوروبية. ففي عام 1984 ، فازت فرنسا على البرتغال 3-2 بعد وقت إضافي في مباراة أحرز هدف الفوز فيها الأسطورة الفرنسية ميشيل بلاتيني ، فيما كانت المواجهة الثانية في قبل النهائي في "يورو 2000" وكان الانتصار أيضا حليفا للفريق الفرنسي الذي عبر للنهائي بنتيجة 2-1 بعد مباراة رائعة من قائد الفريق الفرنسي حاليا زين الدين زيدان الذي سجل هدفا ذهبيا من ركلة جزاء. وعلى الرغم من هذا التفوق الواضح ، إلا أن ريمون دومينيك المدير الفني لفرنسا رفض أن يضع في اعتباره تاريخ مواجهات الفريقين في إطار استعدادات فريقه للمباراة. وتساءل دومينيك في سياق حوار طويل نشرته صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية في وقت سابق من الأسبوع الجاري : "إذا كان كأس العالم يعترف بالتاريخ ، لماذا لم تفز أوروجواي بكل كئوس العالم عقب انتزاعها لقب المونديال الأول؟" ولا تحتاج فرنسا إلى حسابات تاريخية حتى يكون لها فرصة في الفوز على البرتغال والتأهل إلى النهائي ، ولكن ما تحتاجه فعليا هو أداء متميزا من قائد الفريق وصانع ألعابه زيدان ، لاعب الارتكاز العملاق باتريك فييرا والمهاجم القناص تييري هنري. ولعب هذا الثلاثي دور البطولة في مباريات فرنسا الخمس حتى الآن إذ سجل هنري ثلاثة أهداف ، وأضاف فييرا إلى مجهوده الدفاعي الواضح هدفين آخرين فيما أحرز زيدان هدفا واحدا ولكنه لعب دور الملهم في المواجهات الصعبة ضد إسبانيا والبرازيل. زيدان كان سببا في الفوز على الماتادور الإسباني 3-1 بأداء راق في منتصف الملعب وهدف قاتل في الثاني الأخيرة كما كان كابوسا مزعجا للبرازيليين وصنع هدف المباراة الوحيد لهنري. ويسعى زيدان ، الذي أعلن أن كأس العالم 2006 سيكون مسك ختام لمشواره الحافل مع كرة القدم ، إلى المضي قدما في مغامرته الأخيرة حتى المباراة النهائية في محاولة لانتزاع ميدالية ذهبية ثانية في كأس العالم بعدما كان عنصرا أساسيا في الفريق الفرنسي الذي فاز بالبطولة عام 1998. تدخل فرنسا المباراة بصفوف مكتملة وهو ما يدعم الاعتقاد بأن دومينيك سيلعب بطريقته المعتادة 4-2-3-1 ، بالاعتماد على فرانك ريبيري في اليمين ، زيدان في الوسط ، فلورين مالودا في اليسار ، وهنري في الأمام كمهاجم وحيد ، فيما يضطلع فييرا وكلود مكاليلي بالمهام الدفاعية في وسط الملعب.