لقد عاد الفارس الأبيض راكبا حصانه محذرا جميع خصومه من الاقتراب نحو المجد الذي ابتعد فترة طويلة تصل إلى عقد من الزمان. عاد الزمالك للدور نصف النهائي، متى؟ بعد 10 سنوات من الغياب. تأهل رجال القلعة البيضاء للدور نصف النهائي، استعادوا صدارة المجموعة بتحقيق ثاني فوز لهم في التاريخ بتونس الخضراء وسيتعرفون على منافسهم المقبل في الأيام القادمة. وما بين زمالك 2005 الذي وصل لنصف نهائي دوري أبطال إفريقيا قبل أن يودع أمام جاره الأهلي، وزمالك 2015 الذي يتزعم الكرة المصرية بالتتويج بأطول مسابقة دوري محلي عبر التاريخ، العديد من الاختلافات الجوهرية. يستعرضها FilGoal.com في التقرير التالي. الإدارة إذا كان الأساس سليما ومستقرا فبالتأكيد الناتج سيكون فعالا وجميلا. الزمالك عام 2005 كان يعيش تخبطا إداريا لا مثيل له، الفوضى كانت سيدة الموقف. فبعد أن تم انتخاب مرتضى منصور رئيسا للنادي تم حل مجلسه بعد أشهر قليلة قبل أن يعود لمنصبه بحكم المحكمة. أما الآن فالفريق يعيش حالة من الاستقرار لم يشهدها منذ سنوات طويلة، فالاستقرار الإداري والقدرة على تسيير الأمور بشكل مثالي هي التي منحت الزمالك لاعبين رائعين آخرهم الثنائي الزائر للشباك أمام الصفاقسي أحمد حمودي ومحمود كهربا. المدرب الاستقرار الإداري يتبعه بالضرورة الاستقرار الفني. نفس الأمر للزمالك على الصعيد الجهاز الفني، ففي 2005 تولى قيادة الفريق 5 مدربين. أعاد الزمالك مدربه الفائز معه بآخر لقب في دوري أبطال إفريقيا كارلوس كابرال مع أواخر عام 2004، أقيل ثم جيء بثيو بوكير، أقيل ثم تولى محمد صلاح المهمة مؤقتا، تم تعيين فاروق جعفر الذي قاد الفريق لنهاية رحلته بدوري الأبطال، قبل أن يتم انتداب البرتغالي مانويل كاجودا. أما الآن، فالزمالك يمتلك البروفيسور جوزفالدو فيريرا الذي قاده للتتويج بالدوري، نصف نهائي الكأس، تصدر المجموعة بالكونفدرالية، وإلى جانب هذا جدد النادي تعاقده معه عام إضافي. الزعامة في 2005، عندما تنظر إلى عدد بطولات الأندية الإفريقية الكبيرة، ستجد أن الزمالك هو الزعيم دون منازع ب9 ألقاب منها 5 في دوري الأبطال. تغير الحال الآن، فلم يعد الزمالك هو الزعيم، بل أطاح به خصمه التقليدي الأهلي من على العرش بحصده 11 لقبا قاريا في العقد الأخير منها 5 في دوري الأبطال. البطل عام 2005، الزمالك كان صاحب المركز السادس في الدوري بعد حصده للقب العام السابق، هل تصدق؟ فكان يسبقه في الترتيب كل من الأهلي، إنبي، حرس الحدود، الإسماعيلي وأسمنت السويس. الأمور تغيرت بالكلية، فزمالك 2015 نجح في التتويج بأطول مسابقة دوري على الإطلاق في تاريخ الكرة المصرية وتحطيم العديد من الأرقام القياسية التي تثبت قدومه بقوة نحو استعادة أمجاده. الصدارة عام 2005، الزمالك احتل وصافة مجموعته بدوري الأبطال خلف النجم الساحلي بفوزين يتيمين و3 تعادلات وضعته في طريق الأهلي المنتشي مع مانويل جوزيه في الدور نصف النهائي. الآن، الزمالك على القمة، حقق 4 انتصارات خارج ملعبه في مسابقة قارية بعام واحد لأول مرة في تاريخه. هزم قراصنة أورلاندو في عقر دارهم وقسى على الصفاقسي بثلاثية، ولم يعد بينه وبين الصدارة سوى نقطة واحدة. اختلافات كبيرة وكثيرة في القلعة البيضاء حدثت في السنوات العشر الأخيرة عاد معها الفارس الأبيض أقوى من ذي قبل. فهل يستمر الزمالك في صحوته ويتوج بالكونفدرالية والكأس معيدا للأذهان ذكريات جيل العميد حسام حسن والثعلب حازم إمام؟