سنغافورة (رويترز) - في الماضي لم يكن غريبا على مدن أن تلجأ بشكل غير أخلاقي للرشوة لكسب الأصوات لمساعيها استضافة دورة الألعاب الاوليمبية. ولكن الآن ظهرت وسائل حديثة لخطب ود أعضاء اللجنة الأوليمبية الدولية .. الاستعانة بالمشاهير. ويشهد على هذه الفلسفة الجديدة التدفق غير المسبوق من زعماء العالم السياسيين والنجوم الرياضيين على سنغافورة قبل التصويت الذي تجريه اللجنة الأوليمبية الدولية لاختيار المدينة الفائزة بحق استضافة دورة الألعاب الأوليمبية لعام 2012 ، والذي سيجرى في المدينة يوم الأربعاء. وأبواب صالة كبار الزوار في مطار سنغافورة تتحرك بسرعة فائقة منذ أيام بعد أن تحولت مدينة سنغافورة الى مركز تجمع للمشاهير بشكل يماثل تدفق النجوم على حفلات الأوسكار أو مهرجان كان السينمائي. ولم تشهد أي حملة سابقة لاستضافة الأوليمبياد أي شيء يمكن مقارنته بالتنافس الجاري حاليا ، والذي يضع الرئيس الفرنسي جاك شيراك في مواجهة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ، أو بطل الملاكمة الأمريكي محمد علي كلاي في مواجهة قائد المنتخب الانجليزي لكرة القدم ديفيد بيكام. وبعد أن كان التسوق هو النشاط المحبب لسكان سنغافورة ، تحول الآن الى متابعة المشاهير . ولأول مرة تتنافس خمس مدن من أبرز مدن العالم على حق استضافة الألعاب وهي لندنومدريدوموسكوونيويورك وباريس. ورفعت لندن من المنافسة بين المدن الخمس على مستوى المشاهير عندما استعانت بالبطل الاوليمبي صاحب الميداليتين الذهبيتين سيباستيان كو رئيسا لعرض المدينة لاستضافة الألعاب ، كما اختارت بيكام "سفيرا" لعرضها.
وعندما أعلنت لندن أن بلير سيسافر لسنغافورة للمساعدة في الترويج لعرض مدينته في جلسة اللجنة الأوليمبية الدولية ، سارعت باريس للرد السريع بضم منافس بلير السياسي شيراك الى فريقها. أما نيويورك فكان ردها من الوزن الثقيل ، إذ استعانت بمحمد علي ، كما أضافت عضو مجلس الشيوخ هيلاري كلينتون زوجة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون . وتوجت مدريد فريقها بالملكة صوفيا ، أما موسكو فاختارت رئيس الوزراء الروسي ميخائيل فرادكوف. ولم تشهد الحملات السابقة لاستضافة الألعاب الأوليمبية مثل هذا من قبل ، رغم أن رئيس جنوب افريقيا السابق نلسون مانديلا ظهر منذ ثمانية أعوام في لوزان عندما وصل لحضور جلسة اللجنة الأوليمبية الدولية لمساندة عرض كيب تاون لاستضافة أول أوليمبياد في افريقيا ، إلا أن عرض بلاده فشل. وسيحضر الجلسة في سنغافورة رئيس دولة (شيراك) ، وثلاثة رؤساء وزراء (بلير وفرادكوف ورئيس الوزراء الاسباني خوزيه ثاباتيرو) ، وثلاثة من العائلات المالكة (الملكة صوفيا وعضوا اللجنة الأوليمبية الدولية الأميرة آن ابنة الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا وأمير موناكو البير). وسيضم وفد اسبانيا نجم كرة القدم الاسباني راؤول زميل بيكام في فريق ريال مدريد الاسباني ، وكذلك بطلة التنس السابقة أرانتشا سانشيز فيكاريو ، وبطل سباق فرنسا للدراجات خمس مرات ميجيل ايندوريان. أما وفد نيويورك فسيضم بطل الوثب الطويل السابق وحامل الرقم القياسي العالمي بوب بيمون ، كما حصل على تأييد بعض الرياضيين الاجانب وهم بطلة الجمباز السابقة ناديا كومانشي والسباح الاسترالي إيان ثورب وبطل الغطس الصيني جاو مين. ويضم وفد موسكو نجم التنس يفجيني كافلينيكوف ولاعبا الجمباز أليكسي نيموف ولاريسا لاتينينا ، بينما يضم وفد باريس لاعبة القوى ماري خوزيه بيريك ، وصاحب الذهبيات الثلاث في التزلج بالأوليمبياد جان كلود كيلي عضو اللجنة الأوليمبية الدولية. ولا تكتفي لندن بالاعتماد على بيكام ، وإنما ضمت ايضا نجم مانشستر يونايتد الانجليزي لكرة القدم السابق بوبي تشارلتون ، كما ضمت لاعبي القوى دالي تومسون وجوناثان ادواردز. واتخذت كل من نيويورك وباريس خطوة أبعد من ذلك ايضا ، فقد لجأتا على التوالي للمخرجين السينمائيين ستيفن سبيلبرج ولوك بيسون.