في غزة يندر وجود المسرح الحي ويندر أيضا الانتقاد العلني لحكام القطاع الإسلاميين، لذا لم يكن غريبا أن تحقق مسرحية تتيح متنفسا لشعور الفلسطينيين بالإحباط من زعمائهم نجاحا باهرا. تستهدف مسرحية "الحبل السري" التي بدأ عرضها في شهر مارس الحالي - بحضور ألف متفرج أو أكثر في المدرج الرئيسي في غزة - جميع الأحزاب المتصلة بالانقسامات المريرة أو الدامية التي عرقلت مساعي إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وتقدم المسرحية كثيرا من الفرص للتعبير عن السخط من حركة فتح وغيرها من الفصائل الفلسطينية التي يرى كثير من المواطنين العاديين أنها مسئولة عن الفوضى والفساد على مدى عقود. وتصيح إحدى شخصيات المسرحية في مجموعة من الزعماء السياسيين على خشبة المسرح قائلة "سمعناكم وعرفناكم وجربناكم وزهقناكم"، ويقول آخر "الناس بحكومة إحنا بحكومتين، بدل تلفزيون عندنا اتنين". وتكشف ألوان الحبال - التي تربط أكوام الأوراق البيروقراطية التي يحملها هؤلاء الزعماء بمموليهم الأجانب - عن انتماءاتهم الحزبية. فالحبل الأخضر لحماس التي تدعمها إيران الإسلامية والأصفر لفتح التي تتلقى دعما غربيا والأحمر لليساريين كالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والأسود لحركة الجهاد الإسلامي وحلفائها. تروي المسرحية قصة معلم في مدرسة أفقده الحزن صوابه بعدما أقدمت جماعة سياسية على قتل والده. في البداية روع المعلم جيرانه بكلامه الجريء ضد النظام ولكنه سرعان ما يفوز بتأييدهم حينما يدركون صدق ما يقوله.