انتقدت مجموعة من الفنانين الفلسطينيين - في قطاع غزة الذي تحكمه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)- زعمائهم، خاصة من ينتمون منهم إلى حركة حماس ومنافستها حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وذلك في مسرحية لاقت إقبالا كبيرا من الجمهور في القطاع. وعرضت مسرحية "حبل سري" لأول مرة يوم الأحد (8 مارس) أمام جمهور قدر بنحو 1000 متفرج صفقوا وضحكوا بعد كل نقد وجهه الممثلون على المسرح تعبيرا عما يجيش في صدور كثير من الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية وما يتحدثون به في مجالسهم الخاصة. وتتناول المسرحية قضايا مثل الانقسام الداخلي بين فتح وحماس وعملية السلام المتوقفة مع إسرائيل. وقال حازم أبو حميد مخرج مسرحية (حبل سري): "تتحدث المسرحية عن واقع الشعب الفلسطيني وخاصة بعد حالة الانقسام وبعد الحرب الأخيرة على غزة، وتتحدث كمان عن الفجوة الواسعة والكبيرة ما بين القيادة وبين الشعب" وبينما لم يذكر الفنانون أسماء الفصائل الفلسطينية صراحة فقد وضع من مثل منهم شخصيات الزعماء السياسيين الفلسطينيين شارات حول معاصمهم باللون الأخضر الذي يرمز لحماس، والأصفر رمز فتح، والأحمر رمز فصائل اليسار، والأسود رمز حركة الجهاد الإسلامي. وأعد ديكور المسرحية ليماثل حيا في مخيم للاجئين الفلسطينيين بمنازله المتواضعة ومتاجره وجدرانه التي تغطيها عبارات تعبر عن الفصائل المختلفة. وأوضح إياد أبو شريعة مؤلف المسرحية أنه أراد أن يعبر عن شعور أهالي قطاع غزة والضفة الغربية وتوصيل رسالة واضحة للزعماء. وقال أبو شريعة "نحن أصبحنا شعب بلا هوية.. شعب ضائع.. شعب تائه. ويعود ذلك كله إلى أن هذه البرامج السياسية الموجودة على الساحة الفلسطينية لا تعبر عنا أبدا". وقال المشاركون في "حبل سري" إن زعماء حماس في غزة سمحوا بعرض المسرحية لكنهم لا يعرفون مضمونها الكامل. وتباينت ردود فعل كثير من المشاهدين بين البكاء والضحك مع مشاهد المسرحية التي عبرت عن مخاوف ومشاكل سكان غزة الذين يقولون أنهم سئموا من الخطب التي لا تنتهي والوعود الجوفاء لزعمائهم الذين أخفقوا على مدى أكثر من عامين في تسوية خلافاتهم ودفع عملية السلام إلى الأمام. والمسرحية دليل نادر على حرية التعبير التي تشكو جماعات حقوق الإنسان من تقييدها بدرجة كبيرة في غزة والضفة الغربية. وفي المشهد الأخير من المسرحية يثور فنانون يمثلون أدوار المواطنين العاديين على الزعماء ويدفعونهم ويقطعون شاراتهم الملونة.