ثنائي غير تاريخ كرة القدم الحديثة سويا، سيطر على عالم الساحرة المستديرة وكسر أرقاما ظلت صامدة للعديد والعديد من السنوات الطويلة، ليغير تاريخ اللعبة في وقتنا الحالي. "كنت أريده أن يصبح أفضل لاعب في العالم، فانتهى به المطاف بأن جعلني هو أفضل مدرب في العالم" هكذا تحدث بيب جوارديولا المدير الفني الحالي لبايرن ميونيخ عن ليونيل ميسي لاعب برشلونة. FilGoal.com يستعرض حكاية ذلك التصريح، في إطار سلسلة من تلك التصريحات التي غيرت وجه الكرة في العالم. "جوارديولا أخرج الوحش الكامن بداخل ميسي" عندما أعلن برشلونة عن تعيين مدرب فريق الرديف بيب جوارديولا مديرا فنيا لنظيره الأول خلفا لفرانك ريكارد في عام 2008، كان ميسي آنذاك مازال شابا يبلغ من العمر 21 عاما، وكان لاعبا موهوبا تدرج في مختلف الفرق السنية للبلوجرانا، ولكن الأفضل منه لم يأت بعد. أثناء إعداد برشلونة للموسم الجديد، شهدت صيف ذلك العام أزمة بين ميسي وبرشلونة لرغبته في أن ينضم لمنتخب بلاده في أوليمبياد بكين، ولكن إدارة النادي الكتالوني وقفت حائلا أمامه لتمنعه. أصدر الفيفا قرارا آنذاك بإلزام كل الأندية التي تمتلك لاعبين أقل من 23 عاما أن تتركهم لمنتخبات بلادهم، ولكن برشلونة لجأ للمحكمة الرياضية، فاز باستئنافه ضد قرار الاتحاد الدولي ليبقى ميسي مع الفريق، لكن بالرغم من ذلك قرر جوارديولا أن يمنحه فرصة الانضمام للتانجو مفسرا ذلك في أحد المرات بأنه لاعب كرة قدم ويعرف أن اللاعب لن يقدم ما عنده طالما يشعر بالغضب وعدم الراحة، لذا فقد تركه حتى يكون سعيدا. سافر ميسي إلى الصين وساهم في تتويج بلاده باللقب للمرة الثانية في تاريخها بالميدالية الذهبية، وعاد إلى برشلونة ليتحول إلى أحد أهم لاعبي العالم ويبدأ رحلته الاستثنائية ويكافئ مدربه جوارديولا. وعن تلك الفترة علق أحد الصحفيين في مرة قائلا:"جوارديولا عرف جيدا كيف يخرج الوحش الكامن داخل ميسي". سداسية تاريخية مع بداية الموسم المحلي، تعرض برشلونة لهزيمة مفاجئة أمام الصاعد حديثا نومانسيا بهدف نظيف، ثم تعادل بهدف لمثله مع راسينج سانتاندير، ثم سار بعد ذلك يكتسح بالسداسيات، حتى وصل للكلاسيكو الأول له في الكامب نو، وفاز الفريق الكتالوني بهدفين نظيفين، سجل ميسي أحدهما. وواصل الفريق مشواره الناجح حتى الكلاسيكو الثاني في سانتياجو برنابيو، وسحق برشلونة مضيفه ريال مدريد آنذاك بستة أهداف لهدفين، سجل منهما ميسي هدفين، حتى فاز برشلونة في النهاية بلقب الدوري، وكان قد توج قبله بعدة أيام بلقب كأس الملك. وفي دوري أبطال أوروبا وصل الفريق إلى المباراة النهائية ليواجه مانشستر يونايتد الذي يظهر للعام الثاني على التوالي في ذلك الدور بعد أن فاز بها في 2008، ولكن هدفين من صامويل إيتو، ورأسية من ميسي كفلا للبلوجرانا أن يكون أول فريق إسباني يظفر بالثلاثية التاريخية، قبل أن يكملها سداسية بعد الفوز بالسوبر الإسباني، الأوروبي، وكأس العالم للأندية. ميسي أنهى ذلك الموسم هداف لدوري الأبطال، ووصيف لهدافي كأس الملك، ورابعا في جدول هدافي الدوري، وتوج بجائزة الكرة الذهبية عن ذلك الموسم للمرة الأولى في تاريخه. الأفضل في العالم استمر التعاون الناجح بين جوارديولا وميسي طوال أربع سنوات هي كل المدة التي أشرف فيها جوارديولا على تولي مهمة الإدارة الفنية لبرشلونة، واستمر فيها ميسي في كسر الأرقام القياسية الواحد تلو الآخر. ففي عام 2012 حينما أصبح ميسي الهداف التاريخي لبرشلونة وهو مازال بعمر ال24، تحدث جوارديولا قائلا:"ليو دخل التاريخ، نحن نشاهد أفضل لاعب يقوم بعمل كل شيء في الكرة، وهو يقوم بذلك كل ثلاثة أيام". وأضاف"هو لا يسجل الأهداف فقط، هو يسجل أهداف عظيمة، كل هدف أفضل من سابقه". وأكمل"أشعر بالأسف لكل من يحاول إنزاله من عرشه، لكن ذلك الفتى مختلف جدا". جوارديولا مع برشلونة قاد الفريق إلى الفوز بثلاثة ألقاب للدوري، وبالمثل في السوبر الإسباني، وبطولتين للكأس، ومثلهما لدوري الأبطال، والسوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية، وكل تلك الإنجازات كان ميسي أحد أهم الركائز الأساسية التي ساهمت في الفوز بكل تلك البطولات. فترة تعاون ميسي وجوارديولا شهدت فوز الأول بأربع كرات ذهبية، والثاني بجائزة أفضل مدرب في العالم ثلاث مرات، ويصنعا سويا تاريخا جديدا في كرة القدم، ليقول المدرب الإسباني عن ذلك الأمر"كنت أريده أن يصبح أفضل لاعب في العالم، فانتهى به المطاف بأن جعلني هو أفضل مدرب في العالم". جوارديولا عن ميسي "عندما تروا ليوا في مساحة خالية في الملعب، لا تترددوا أعطوه الكرة مباشرة". "لا تكتبوا عنه، لا تحاولوا وصفه، فقط شاهدوه". "يوما ما سأذكر لأحفادي بإني دربت ليونيل ميسي".