انقلب الحال بكوم حمادة المدينة الهادئة، وتحول الشارع الرئيسى بها إلى ما يشبه «ساحة حرب»، وراح يعج بعمليات كر وفر لمدة 12 ساعة متواصلة، تم خلالها إغلاق الشارع تماماً أمام الحركة المرورية والمواطنين، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين للجوء إلى الشوارع الجانبية للعبور منها إلى منافذ المدينة، التى أصبح قلبها ملتهباً بالاشتباكات العنيفة والدامية، بين أعضاء وشباب جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، وبين المتظاهرين المعارضين للإعلان الدستورى والرئيس محمد مرسى. وبعد صلاة الجمعة أمس الأول انطلقت من ميدان التحرير بالمدينة، جابت شوارع كوم حمادة مروراً بشارع بنك مصر «المزلقان البحرى» الكائن به المصالح الحكومية بالمدينة مثل المحكمة والبنوك، وبه أيضاً سكن مأمور مركز الشرطة واستراحة رئيس المدينة، وبه كذلك مقر حزب الحرية والعدالة. وردد المشاركون فى المسيرة الهتافات المناهضة لجماعة الإخوان المسلمين والمرشد والرئيس محمد مرسى، أثارت هتافات المتظاهرين المعارضين ضد الجماعة والمرشد والرئيس مرسى، أعضاء وشباب الإخوان المرابطين أعلى سطح العمارة الكائن بها مقر الحرية والعدالة وبداخله لحمايته من الاقتحام، واندلعت شرارة الاشتباكات بين الطرفين من خلال تبادل تراشق الطوب والحجارة، حيث صعد عدد من المتظاهرين العمارة للاشتباك مع شباب الإخوان الذين خرجوا إليهم من مقر الحزب بالطابق الثالث وبادلوهم الاشتباكات، وقام أحد أعضاء الجماعة والحزب بإلقاء مادة كاوية عليهم من زجاجة كانت بحوزته لتصيب المحامى محمد الغنام، الذى تم نقله إلى المستشفى لتلقى العلاج اللازم. اشتعل الموقف والتهب الوضع بالشارع الرئيسى بمدينة كوم حمادة، وحاصر المتظاهرون مقر الحرية والعدالة وسط إصرار منهم على اقتحامه وإحراقه، والتعدى على مَن بداخله، وتمر الساعات والموقف يزداد اشتعالاً بين الطرفين، وتأتى 3 سيارات أمن مركزى برئاسة الرائد فتحى المنياوى، رئيس مباحث مركز كوم حمادة، ومعه عدد من الأفراد وأمناء الشرطة للفصل بين الجانبين، لكن المتظاهرين مصرون على اقتحام مقر الحرية والعدالة. تم إغلاق الشارع الذى يربط بين شطرى المدينة. فيما قبض الإخوان على أربعة من المتظاهرين، وقطع المتظاهرون خط السكة الحديد القاهرة - إيتاى البارود «المناشى» وإشعال النيران فى إطارات السيارات القديمة، لتتوقف حركة القطارات.