أصبحتَ الآن تمتلك فرصة ذهبية لم تكن تحلم بها.. تلفت أنظار العديد من البشر أينما تحركت بعد أن كنت ضمن آحاد الناس.. ينقلك ذلك «الفانوس السحرى» إلى داخل «البيوت» دون استئذان.. فقد صرت نجماً تليفزيونياً تمتلك من «الهواء» ما يجعلك تطلق «رصاصات» ما تنطق به على من يخالفك الرأى..!! ميثاق شرف يعدّونه الآن ل«يُلزِموك» به، لا تشغل بالك به، فهو مجرد سطور يحتضنها عادة غلاف أنيق يلجأ إليها البعض وقتما يشاء ليدير بها معركته «الخاصة جداً» مع من يراه خصماً له دون أن يلتزم بها أو يحدد على ضوئها ما ينطق به أمام كاميرات التليفزيون.. خلفية ثقافية أو سياسية غير مطلوبة، فالمهم هو الشحن والمتاجرة بآلام «الغلابة»..!! اخرج «فاصل» وعُد أكثر سخونة وأكثر غوغائية، فمساحات «السبوبة» لا تزال لا تكفى العمولة المحترمة.. انصب مزاداً فسيدفعون أكثر.. قدّم مواطنى بلدك قرباناً لتضخّم ثروتك.. لا تهتم بمواطنيك أو بمصالحهم، فهم مجرد 90 مليوناً وأنت «الأوحد» من بينهم.. فالمهم فقط هو أنت.. والعزيز أيضاً هو أنت.. وأنت فقط من وجهة نظرك!! اخرج «فاصل» وعد اشحن النفوس.. زايد.. أشعلها نيراناً واستمتع بملايين الجنيهات، وكل ما ستتكلفه مقابل ذلك مجرد صرخة من خلف ميكروفون.. عروق تنفر حماساً أمام الكاميرات.. ادّع أنك مبعوث العناية الإلهية لإنقاذ المصالح الوطنية.. ارفع شعار أنك حامى حقوق بلدك فى مواجهة من يحاول الاعتداء عليها وسيصدقك مواطنوك.. ولا تنسَ فى هذه اللحظة أن تُصفّى حساباتك مع الغير أياً ما يكون هذا الغير!! اخرج «فاصل» وعُد وأجرِ اتصالات مع نفر تكون قد اتفقت معهم ليزوّروا لك الحقائق لمجرد أن يُشعروا المشاهد بأنهم فى الصورة حتى ولو كانت «زائفة».. وعندها ستنهال عليك مئات الآلاف من الجنيهات.. وإذا طمعت فى أكثر منها، وهو أمر اعتدت عليه، فكل ما عليك هو أن تزيد من حدة تزييفك وادعاءاتك وأن تترجم «خيالاتك المريضة» إلى سطور تقرأها أمام الكاميرا، ووقتها ستتضاعف مساحة الفاصل وتتكدس بالإعلانات، وعندها ستتحول لك الآلاف إلى ملايين الجنيهات!! اخرج «فاصل» وعُد.. لا يهمك ما يتغنون به من شعارات: المصداقية.. الحرفية.. قواعد المهنية.. القيم الأخلاقية.. أو حرمة الحياة الخاصة، ف«المعلنون» جاهزون رغم أن أغلبهم يعلمون أن تقاريرك مزيفة.. زايد وادّع أنك «الثورى المنتظر» الحريص على مكاسب المواطنين، أما غيرك فهم مجرد أدعياء!! الوطن كله أصبح مصلوباً، ومواطنوه جميعاً معتقلون ينتظرون كلمة السر لتنطلق فرق الاغتيالات المعنوية لتصفّى كل ما له قيمة..!! اخرج «فاصل» وعُد واشرخ حنجرتك، فهى أصبحت الآن كل مهاراتك بعد أن ألقت بك «الصدفة» أمام الكاميرات.. فليس أمامك الآن سوى أن تسكب مزيداً من البنزين على الرماد فربما يشتعل وينعكس ضوء لهيبه على وجهك فيراه المعلنون وربما يتذكرونك..!! اخرج «فاصل» وعُد وافتح ملفات «الردح والمعايرة».. ولا تنسَ أن تتشنج وتُكسب صوتك عمقاً، فالمهم هنا أن تلتف الجماهير حولك بعد أن يتوهموا فيك الصدق.. والأهم هو أنت وجماهيرتك ونجوميتك وشعبيتك ولا يهم أى شىء بعد ذلك..!! اخرج «فاصل» ولا تُعد.. فمتى يتحقق ذلك؟! ▪▪ السطور السابقة لا تستهدف أشخاصاً بعينهم، ولكنها محاولة لرصد واقع أصبح يعانى منه ملايين المشاهدين كل ليلة.. فعذراً إن كنت قد شغلت هذه المساحة بمن لا يستحق..!