- الفنان الزعيم يقبض مبلغ ثلاثة وعشرين مليون جنيه مصري نظير الظهور لعدة دقائق في إعلان تليفزيوني للترويج لواحدة من شركات التليفون المحمول!! - لاعب كرة القدم يقبض مبلغًا يقترب من العشرين مليون جنيه للتوقيع لأحد أكبر الأندية لعدد ثلاثة مواسم قادمة!! - الفنانة الواعدة تقبض مبلغاً يتعدي العشرة ملايين جنيه نظير القيام ببطولة مسلسل يعرض في شهر رمضان القادم وسيبدأ التصوير علي الفور للحاق بالعرض علي الشاشة الفضية خلال أيام الشهر الفضيل!! - إحدي الفنانات الشابات رفضت توقيع عقد مسلسل تليفزيوني لاعتراض جهة الإنتاج علي الأجر الذي طلبته والذي يتعدي مبلغ ثمانية ملايين جنيه للقيام ببطولة المسلسل!! - مذيع لامع علي شاشة تليفزيون الدولة "الحكومي" يتقاضي أجراً يتعدي السبعة ملايين جنيه سنوياً بواقع أكثر من ستمائة ألف جنيه شهرياً، بينما زميله الثاني في نفس البرنامج يتقاضي مائة وخمسين الف جنيه شهرياً، أما ثالثهما "الغلبان" فهو يقبض مائة وعشرين الف جنيه كل شهر!! - مذيعة لامعة علي شاشة تليفزيون الدولة "الحكومي" تقدم برنامجاً آخر تتقاضي عنه مبلغ مائتي ألف جنيه شهرياً!! - مذيع لاعب كرة قدم سابق كان يقدم أحد البرامج الرياضية علي شاشة تليفزيون الدولة "الحكومي" وبلغ اجره السنوي مبلغ اربعة ملايين جنيه سنويا!! - مدرب كرة قدم أجنبي لأشهر اندية كرة القدم المصرية في طريقه لتقاضي ما يقرب من ستمائة الف جنيه شهريا أي أكثر من سبعة ملايين جنيه سنوياً!! اسأل.. - هي العبقرية الفذة التي يتمتع بها كل اولئك من أصحاب الملايين تستحق ان يتقاضي كل منهم هذه الأرقام الاستفزازية؟ - من الذي اعتمد هذه المرتبات الفلكية فاصبحت قانوناً معمولاً به، وهادياً منيراً لمن يريد ان يعتلي منصة الإذاعة بعدهم؟ شركات الإعلان التي تتولي رعاية مثل هذه المسلسلات و البرامج تعتمد علي المساحات الاعلانية التي تبيعها للمعلنين أصحاب المنتجات الاستهلاكية التي يقبل علي استعمالها جمهور المشاهدين، وتضع اسعارها حسب مقتضيات التسعير في سوق الاعلان، هذه الأسعار تدفعها الشركات المنتجة، و التي بدورها تزيد من سعر السلعة لتعويض ما تدفعه نظير الحملات الاعلانية، وهكذا.. لن يدفع كل تلك الملايين الا نحن -المستهلكين المشاهدون - للمذيع في البرنامج، وللفنانة في المسلسل!! سوف يحصل كل الأفذاذ علي ملايينهم من الزيادة "البسيطة" غير المحسوسة التي يتحملها المواطن علي سعر تذكرة المباراة، وسعر كارت الشحن لهاتفه المحمول، وسعر السلعة المذاع اعلانها، زيادة بسيطة اتحملها أنا وأنت تجمل الملايين في المجموع العام، وهكذا، يقبضون الملايين و "الكل يطلع كسبان"، الا انا وأنت و هو وهي وهم وهن!! والآن، ما رأيك ان تكمل انت هذا المقال وتعقد مقارنة سريعة بين مرتبات الأفذاذ" ومرتب الأستاذ الجامعي الذي قضي أكثر من ربع قرن من حياته يدرس لمئات الآلاف من طلبة الجامعة في سبيل اعدادهم وتأهيلهم لحمل مشاعل انوار العلم والثقافة والحضارة، او اعقد مقارنة مع مرتب احد العلماء البارزين في مجاله والذي يشهد له العالم بعبقرية اكتشافاته بينما هو يصر علي العمل علي ارض الوطن ويرفض الخضوع لمغريات الهجرة إلي إحدي دول العالم الأول التي تسبق وطنه في التقدم العلمي. الوطن لا يحتاج إلي هذا الاستفزاز المعلن دون حياء او خجل او مراعاة لمشاعر مواطنين لا يعرف بعضهم هل سيجد ما يكفي طعامه لو اصبح عليه الغد ام لا، ومواطنون حاصلون علي شهادات الدراسة الجامعية العليا ويبحثون عن فرصة عمل لقاء ورقتين اثنتين فقط من فئة المائة جنيه. لن اشتري كارت الشحن، فانا لن اموت دون هاتف محمول، و لن اشتري تذكرة المباراة فلن اخسر حياتي لو لم اشاهد اللاعب "الفذ" وهو ينطح الكرة، افعل انت ايضاً مثلي، ولنفعل كلنا كذلك.. و هكذا لن يقبضوا الملايين التي تنتفخ بها جيوبهم، و يتركون جيوبنا نحن منتفخة بالهواء..