اليوم.. «صحة النواب» تناقش موازنة الوزارة للعام المالي 2024-2025    إطلاق مبادرة «اعرف معاملاتك وأنت في مكانك» لخدمة المواطنين بسفاجا    تباين أسعار العملات الأجنبية في بداية تعاملات اليوم    تعرف على أسعار الدواجن اليوم 14 مايو    "إكسترا نيوز" تعرض تقريرا عن تفاصيل مشروع الدلتا الجديدة    أسعار اللحوم فى الأسواق اليوم الثلاثاء 14 مايو 2024    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الثلاثاء 14 مايو 2024    سعر طن الحديد اليوم الثلاثاء 14-5-2024 في مصر.. كم يبلغ الآن؟    أسعار الدواجن والبيض اليوم الثلاثاء فى المزرعة.. والبيض ب 119 جنيها    صحيفة: بلينكن سيزور أوكرانيا قريبا    البيت الأبيض: بايدن يوقع قانونا يحظر استيراد اليورانيوم المخصب من روسيا    مصرع 12 شخصا وإصابة 60 آخرين بسقوط لوحة إعلانية ضخمة بالهند.. فيديو    الزمالك يستأنف تدريباته اليوم استعداداً لموقعة الحسم أمام نهضة بركان    مواعيد مباريات اليوم.. السيتي يصارع على الصدارة.. و«ديربي سكندري» في الدوري    «الأرصاد» تحذر المواطنين من الشبورة المائية.. ونصائح لتفادي خطورتها    تفاصيل ضبط سائق حاول التعدي على سيدة بالقاهرة    مليون طالب بالدقهلية يؤدون امتحانات النقل    استراتيجيات الإجابة الصحيحة على أسئلة الاختيار من متعدد لطلاب الثانوية العامة في العام 2024    تعرف على الحالة المرورية في شوارع وميادين القليوبية.. اليوم    اللمسات النهائية قبل افتتاح الدورة 77 من مهرجان كان السينمائي الدولي    توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج الفلكية.. الثلاثاء 14 مايو    وزير الصحة يبحث مع نظيرته الأرمينية التعاون في مجال الصيدلة وصناعة الدواء    رئيس جامعة القاهرة: زيادة قيمة العلاج الشهري لأعضاء هيئة التدريس والعاملين    طائرات مسيّرة إسرائيلية تطلق النار في حي الجنينة شرقي رفح    جامعة حلوان تستقبل وفدًا من الجامعة الأمريكية بالقاهرة لبحث سبل التعاون    "تعليم الفيوم" تحصد مركز أول وتاسع جمهورية في مسابقة "التصميم الفني"    تعرف على ترتيب هدافي دوري روشن السعودي قبل الجولة 32    تجديد حبس عنصر إجرامي ضبط بحوزته مخدرات بمدينة بدر    المستشار الألماني يثبط التوقعات بشأن مؤتمر السلام لأوكرانيا    الأمم المتحدة: نحو 360 ألف شخص فروا من رفح منذ صدور أوامر الإخلاء    للأطفال الرضع.. الصيادلة: سحب تشغيلتين من هذا الدواء تمهيدا لإعدامهما    نائب وزير الخارجية الأمريكي: نؤمن بحل سياسي في غزة يحترم حقوق الفلسطينيين    «يهدد بحرب أوسع».. ضابط استخبارات أمريكي يستقيل احتجاجا على دعم بلاده لإسرائيل.. عاجل    ما مواقيت الحج الزمانية؟.. «البحوث الإسلامية» يوضح    ما سبب الشعور بالصداع بعد تناول الأسماك؟.. ليس مصادفة    طريقة التقديم في معهد معاوني الأمن 2024.. الموعد والشروط اللازمة ومزايا المقبولين    حكم الشرع في زيارة الأضرحة وهل الأمر بدعة.. أزهري يجيب    عمرو أديب ل عالم أزهري: هل ينفع نأخد ديننا من إبراهيم عيسى؟    غرفة صناعة الدواء: نقص الأدوية بالسوق سينتهي خلال 3 أسابيع    ما حكم عدم الوفاء بالنذر؟.. دار الإفتاء تجيب    إبراهيم حسن: صلاح سيتواجد في المعسكر القادم.. وهذا موقف الشناوي    هل يجوز للزوجة الحج حتى لو زوجها رافض؟ الإفتاء تجيب    سيات ليون تنطلق بتجهيزات إضافية ومنظومة هجينة جديدة    إجازة كبيرة للموظفين.. عدد أيام إجازة عيد الأضحى المبارك في مصر بعد ضم وقفة عرفات    «زي النهارده».. وفاة الفنان أنور وجدى 14 مايو 1955    في عيد استشهادهم .. تعرف علي سيرة الأم دولاجي وأولادها الأربعة    لطفي لبيب: عادل إمام لن يتكرر مرة أخرى    "الناس مرعوبة".. عمرو أديب عن محاولة إعتداء سائق أوبر على سيدة التجمع    وزارة العمل توضح أبرز نتائج الجلسة الأولى لمناقشة مشروع القانون    إبراهيم حسن يكشف حقيقة تصريحات شقيقه بأن الدوري لايوجد به لاعب يصلح للمنتخب    تفحم 4 سيارات فى حريق جراج محرم بك وسط الإسكندرية    سلوى محمد علي تكشف نتائج تقديمها شخصية الخالة خيرية ب«عالم سمسم»    «محبطة وغير مقبولة».. نجم الأهلي السابق ينتقد تصريحات حسام حسن    عاجل.. حسام حسن يفجر مفاجأة ل "الشناوي" ويورط صلاح أمام الجماهير    ميدو: هذا الشخص يستطيع حل أزمة الشحات والشيبي    دعاء في جوف الليل: اللهم إنا نسألك يوماً يتجلى فيه لطفك ويتسع فيه رزقك وتمتد فيه عافيتك    الخميس.. تقديم أعمال محمد عبدالوهاب ووردة على مسرح أوبرا دمنهور    الأوبرا تختتم عروض "الجمال النائم" على المسرح الكبير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.




نشر في الوطن يوم 20 - 12 - 2015

لم أرتح لمسمى «التحالف الإسلامى»، الذى أعلنته الرياض مؤخراً بدعوى محاربة الإرهاب فى الدول الإسلامية، استناداً إلى بنود منظمة التعاون الإسلامى، بينما الجامعة العربية، ومنذ قمتها فى شهر مارس الماضى، فشلت فى إقرار القوة العربية المشتركة، التى اقترحتها مصر دفاعاً عن مصير العالم العربى، وعلى الرغم من عدم اقتناعى بفكرة القوة العربية المشتركة لتضارب المصالح العربية ذاتها، فإننى، وبحكم التاريخ، قد أتقبل المشروع العربى عن المشروع الدينى، فالدين يا سادة لله، فلِمَ إقحامه فى السياسة والصراعات والمتغيرات اليومية، التى تفرضها مصالح البلاد والعباد؟
تأملت فى التاريخ، فوجدت أن الغرب خسر الكثير، حينما غزا بلادنا تحت مسمى الحروب الصليبية، التى رفع فيها الصليب عنواناً لغزواته، بينما دافع الحروب كان نهب الثروات واستعمار المنطقة العربية واستعباد العرب، فبدا للأوروبيين الذين كانوا يعانون نقص المال والظلم السياسى وقتها أن تلك الحروب منفذ لإنقاذ كل شىء لديهم، الأمر الذى لم يحدث، وتأملت فى التاريخ القريب فوجدت تحالفاً بنفس الاسم سعت السعودية للترويج له فى العام 1957 بإيعاز من الرئيس الأمريكى «أيزينهاور» لمواجهة صعود مصر بعد استقلالها الذى حصلت عليه عام 1956، وسعت بعده لنشر مبدئه بين شعوب العالم العربى والعالم النامى، فوجدت أن فكرة التحالف الإسلامى لا تعنى إلا تقسيم العالم العربى لا دعم وحدته.
وتأملت فى التحالف الإسلامى المزعوم من الرياض المُعلن على لسان ولى ولى عهدها -لا ملكها ولا ولى عهدها الأول- فوجدته قراراً متسرعاً من شاب لم يخبر الحياة، ولا يسعى إلا للحكم المدعوم زوراً من واشنطن، حتى لو كان على أنقاض المملكة ذاتها. واستسلمت للتساؤلات التى فرضت نفسها عن هذا التحالف المثير للريبة، على سبيل المثال ما تعريف الإرهاب الذى سيحاربه؟ فهل رموز السلفية الجهادية التى تمولها السعودية فى كل العالم العربى من بين هذا الإرهاب؟ وهل جماعة الإخوان المسلمين الموصومة بالإرهاب فى مصر ومسموح بنشاطها فى تونس والمغرب والسودان، بينما قطر وتركيا أكبر معاقلها، من ضمن هذا الإرهاب؟ وهل تدخل ميليشيات التكفير، مثل: «جيش أحرار الشام» الموصوف من سوريا والأردن وروسيا وإيران كجماعة إرهابية، وسمحت له السعودية بحضور مؤتمر المعارضة السورية ضمن هذا الإرهاب؟ ثم ماذا عن حزب الله فى لبنان والحوثيين فى اليمن؟ وماذا عن إيران؟ ألا تعد هى الأخرى من الدول الإسلامية؟ أم أن التحالف سنى يستبعد الشيعة؟ ثم ماذا عن المسيحيين، وهم جزء لا يتجزأ من نسيج أمتى العربية لا يمكن إهانته بالتجاهل أو التمييز؟
ولذا أدركت يا سادة أن هذا التحالف جزء من تغيير الخطط الذى يستلزمه التعامل مع ظروف المنطقة، التى لم ينتهِ منها الغرب بعد، وأدركت أن ما بُنى على باطل، فهو باطل تماماً كزواج عتريس من فؤادة مهما كانت المبررات الممنوحة للترويج لهذا المسمى الفاسد الذى هو جزء من استغلال الدين واستخدام السُّذج لمفهوم الإسلام.
وزاد تأملى، فنظرت حولى لتكتلات تزيد أصحابها قوة وتمنحهم صلابة فى مواجهة نفوذ الغرب المتوحش وتعتمد جميعها على مبدأ الاقتصاد المستقل المتوحد، فوجدت تكتل دول «البريكس» الذى أُنشِئ عام 2001 بتجمع خمس دول، هى: روسيا، والصين، والبرازيل، والهند، وجنوب أفريقيا، وبلغ حجم ناتجه الاقتصادى السنوى وفقاً لبيانات البنك الدولى 16.5 تريليون دولار، بينما بلغت احتياطاته من العملة المشتركة 4 تريليونات دولار، فتلك الدول الخمس لا يربطها -مثلنا فى عالمنا العربى- وحدة جغرافيا أو تاريخ أو لغة، ولكن يربطها وحدة مصير مشترك يهدف لحماية شعوبها من سيطرة غرب أدمن الاستعمار بأساليب متعددة، من خلال تحقيق تكامل يكمل كل منهم فيه الآخر، ولذا تجمعت فى ذلك التكتل، ليزداد إصرارهم كل عام على تطوير اتحادهم، ومواجهة ما يستجد من تحديات عالمية على أساس أن الاقتصاد القوى المستقل هو أساس حرية القرار السياسى. إلى الحد الذى دفعهم لتأسيس بنك التنمية الجديد عام 2014، ليكون بديلاً ومنافساً لبنك وصندوق النقد الدوليين.
أدركت من تأملاتى الفوارق الضخمة بين فكر يسعى للاستقلال وحماية الشعوب بالاتحاد الواعى، وفكر أدمن الخنوع للاستعمار لحماية العروش بالتحالفات المتآمرة.. وشتان بين الاثنين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.