فى عام 1978، كان المستشار حسن حسنين، رئيس محكمة جنايات شمال القاهرة السابق، وكيلاً لنيابة الأحوال الشخصية، يقول المستشار «حسنين»: «عام 1979 كنت وكيلاً لنيابة الأحوال الشخصية، وفى أحد الأيام أثناء مباشرة عملى داخل النيابة، فوجئت بسيدة تدعى ليلى حضرت إلى المكتب بسراى النيابة، وطلبت أن ترفع دعوى ضد زوجها ويدعى ماجد، وقالت فى دعواها إن زوجها مسيحى، وإنها مسلمة، وأنجبت منه 3 أطفال مسلمين، وترغب فى الحصول على الطلاق منه، بعد فشل المحاولات الودية بينهما، واستحالة العيش بينهما، ولكون ذلك مخالفاً للشريعة». ويتابع «بدأت مباشرة التحقيقات فى الواقعة المريبة، وبدأت باستدعاء الزوج، الذى قدم لى شهادات ميلاد لأطفاله مُثبت بها أنهم مسيحيون، وأن زوجته أيضاً مسيحية. وواجهت الزوجة بما قدمه الزوج، وفوجئت بها تقدم لى شهادات ميلاد لأطفالها، مُثبت بها أنهم مسلمون، وأصرت على أنهم مسلمون». بدأت فى مناقشة كل منهما على حدة، حتى تتضح حقيقة الأمور، فشبهة التزوير باتت مُثبتة على كل من الزوج والزوجة، وتكشف من التحقيقات أنهما تزوجا وكل منهما على علم بديانة الآخر، وبما لا يتفق مع الشريعة، أو التقاليد والأعراف فى مجتمع شرقى، وكانت مفاجأة أخرى. المفاجأة الجديدة التى كشفت عنها التحقيقات، وبعد تضييق الخناق عليهما، كانت أنهما تزوجا بعد تحرير عقدى زواج رسميين، أحدهما لدى مأذون شرعى مُثبت به أن كلا الزوجين مسلم، وعقد آخر مُحرر بالكنيسة مُثبت به أنهما مسيحيان، وأن العقدين تم تحريرهما فى نفس اليوم، كما أن شهادات الميلاد الخاصة بالأطفال، تم استخراجها فى ذات اليوم، 3 منها تفيد أنهم مسيحيون، و3 أخرى تفيد أنهم مسلمون. بمناقشة الزوج، بما كشفت عنه التحقيقات، تبين أنه اتفق مع زوجته على تحرير العقدين فى نفس اليوم، خشية أن يغدر أحدهما بالآخر، فتوجها إلى المأذون وحررا العقد بموجب أوراق مزورة تفيد بأنهما مسلمان، وتوجها إلى الكنيسة فى مساء اليوم ذاته، وحررا عقد زواج يفيد بأنهما مسيحيان. ويضيف المستشار «حسنين»، أن نيابة الأحوال الشخصية، يتوقف عملها عند هذا الحد، ومن ثم قررت إرسال أوراق القضية برمتها، إلى النيابة العامة، التى اتخذت شئونها وبدأت فى التحقيق فى القضية، وقررت إحالتهما إلى محكمة الجنايات، التى أصدرت حكمها بمعاقبة كل منهما بالسجن 5 سنوات، عما أُسند إليهما من تهم التزوير، وتبين فى النهاية أن الأطفال على ديانة والدهم المسيحية، وليسوا مسلمين كما ادعت والدتهم المسلمة.