مقاطعة اللحوم بسبب ارتفاع أسعارها، مقاطعة الإنترنت بسبب استغلال شركات الاتصال، مقاطعة التاكسى الأبيض بسبب عدم تشغيل العداد، بخلاف دعوات مقاطعة الصحف والمنتجات الإخوانية والتركية، هكذا صارت المقاطعة سلاحاً يلجأ إليه المواطنون لإعلان رفضهم للاستغلال الذى يمارس ضدهم، حتى لو كان من الحكومة نفسها، مثلما حدث مع ما أسماه الشباب ب«ثورة الإنترنت».رفاعى محمد، أحد مؤسسى حملة «بلاها لحمة» بسوهاج، يرى أن سلاح المقاطعة بشكل عام هو الحل الأمثل والوحيد أمام المواطنين، لاقتناص حقوقهم، بالإضافة إلى أن المقاطعة تعد جرس إنذار للحكومة لمواجهة كل من يستغل حاجة الناس: «حملات المقاطعة عاملة زى الزن على الودان، وأكبر دليل على نجاحها إنها سمعت من جنوب مصر لشمالها، كان لازم نعمل حملة عشان نعيد الأمور لنصابها الطبيعى».استمرار الحملة هو ما يضمن نجاحها بحسب «رفاعى»، حتى لا تصبح كغيرها من الحملات السابقة، لجأ إلى مراقبة أسعار اللحوم داخل سوهاج ومتابعة باقى حملات المقاطعة على مستوى الجمهورية لمعرفة نتائج الحملة: «إحنا عملنا مقاطعة شهر لو مفيش نتيجة هنكمل لحين ميسرة، مش لازم ناكل اللحمة اللى هتخرب بيوتنا»، لافتاً إلى أن حملات المقاطعة دائماً ما تؤتى ثمارها بين أبناء الطبقة المتعلمة، إذ أن غالبيتها موظفون ولا يقدرون على ارتفاع الأسعار. من الإنترنت إلى اللحمة.. مروراً بالتاكسى الأبيض والصحف إسلام خالد، أحد مستخدمى سلاح المقاطعة، هو صاحب الدعوة لمقاطعة الإنترنت، أشعل على مواقع التواصل الاجتماعى ما سمى ب«ثورة الإنترنت»، لمحاربة استغلال وجشع شركات الاتصالات، حيث الخدمة السيئة والانقطاع المتكرر وضعف الإنترنت، ما دفعه إلى استخدام المقاطعة من خلال حملة «يلا نوقع شبكتنا»: «كل حملة من حملاتنا لقت صدى كبير حوالى 8 ملايين مقاطع، طبعاً الشركات وقتها خسرت كتير وهو ده الهدف من حملاتنا، كنا عايزينهم يفوقوا ويعرفوا إننا كتير». لافتاً إلى أن حملات المقاطعة سلاح ذو حدين، يجب على من يدعو لها أن يكون على دراية بالجمهور الذى يدعوه للمقاطعة: «لازم تعرف الجمهور هيستجيب ولا هتبقى دعوة شو إعلامى وخلاص».الدكتور عبدالخالق فاروق، الخبير الاقتصادى، قال إن حملات المقاطعة بشكل عام لا تجدى فى مصر، لأن نتائجها محدودة سواء كانت من الداعين لها أو المستهلكين، فكل منهم يفتقد سياسة الاستمرارية، بالإضافة إلى أن تلك المقاطعات لا تلقى الدعم الكافى من قبل منظمات المجتمع المدنى لضمان نجاحها: «مصر لا تعرف المعنى الحقيقى للمقاطعات، وليس هناك قوى سياسية أو حزبية أو حتى نقابات مستقلة بتدعم المقاطعات والحكومة واقعة فى جماعات المصالح ولذلك هى لا تدعم ولا تتحرك فى دعم المقاطعات».لا بد من دراسة المقاطعة من جميع جوانبها قبل الدعوة إليها، حسب «فاروق»، لمعرفة التوقيت المناسب لها، بالإضافة إلى وضع خطط بديلة فى حالة فشلها: «المقاطعة لازم تضغط على الحكومات مش شركة اتصالات ولا جزارين ولازم جمعيات حماية المستهلك تدعم المقاطعات أكتر من كده».