«مأساة نص الليل».. وفاة أم وابنتها وإصابة أولادها ال 3 انقلبت بهم السيارة في ترعة بالبحيرة (أسماء)    الهلال الأحمر يعلن رفع قدرات تشغيل المراكز اللوجيستية لأعلى مستوياتها    نتنياهو يتحدث عن وكيل إيراني آخر وإبادة إسرائيل.. ما القصة؟    طلاق مكلف وتعويض قضية ينقذه، كم تبلغ ثروة أسطورة المصارعة هالك هوجان؟    رسميا.. قائمة بالجامعات الأهلية والخاصة 2025 في مصر (الشروط والمصاريف ونظام التقسيط)    هل الجوافة تسبب الإمساك؟ الحقيقة بين الفوائد والأضرار    لحماية نفسك من فقر الدم.. 6 نصائح فعالة للوقاية من الأنيميا    تدهور الحالة الصحية للكاتب صنع الله إبراهيم من جديد ودخوله الرعاية المركزة    بعد عمي تعبان.. فتوح يوضح حقيقة جديدة مثيرة للجدل "فرح أختي"    أكبر من برج بيزا، كويكب يقترب بسرعة من الأرض، وناسا تكشف تأثيره    نقابة التشكيليين تؤكد استمرار شرعية المجلس والنقيب المنتخب    خالد الغندور يكشف مفاجأة بخصوص انتقال مصطفى محمد إلى الأهلي    الأوقاف تفتتح اليوم الجمعة 8 مساجد في 7 محافظات    إحباط محاولة تهريب 8000 لتر سولار لبيعهم في السوق السوداء بدمياط    "الجبهة الوطنية" ينظم مؤتمراً جماهيرياً حاشداً لدعم مرشحيه في انتخابات الشيوخ بالجيزة    استمرار استقبال طلاب الثانوية العامة لاختبارات العلوم الرياضية بالعريش    حفل تخرج دفعة جديدة من طلاب كلية العلوم الصحية بجامعة المنوفية.. صور    وزارة الصحة تنظم اجتماعًا لمراجعة حركة النيابات وتحسين بيئة عمل الأطباء    طريقة عمل الآيس كوفي على طريقة الكافيهات    مصدر للبروتين.. 4 أسباب تدفعك لتناول بيضة على الإفطار يوميًا    سليمان وهدان: المستأجر الأصلي خط أحمر.. وقانون الإيجار القديم لم ينصف المواطن    العظمى في القاهرة 40 مئوية.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم الجمعة 25 يوليو 2025    جوجل تعوّض رجلًا التقط عاريًا على "ستريت فيو"    القبض على طرفي مشاجرة بالأسلحة البيضاء في الجيزة    تنسيق الجامعات 2025، شروط الالتحاق ببعض البرامج المميزة للعام الجامعي 2025/2026    أحمد سعد: ألبوم عمرو دياب مختلف و"قررت أشتغل في حتة لوحدي"    «هتفرج عليه للمرة الرابعة».. مي عز الدين تشيد بمسلسل «وتقابل حبيب»    ميريهان حسين على البحر وابنة عمرو دياب مع صديقها .. لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    "صيفي لسه بيبدأ".. 18 صورة ل محمد رمضان على البحر وبصحبة ابنته    سعاد صالح: القوامة ليست تشريفًا أو سيطرة وإذلال ويمكن أن تنتقل للمرأة    الخارجية الأردنية: نرحب بإعلان الرئيس الفرنسي عزمه الاعتراف بالدولة الفلسطينية    بعد تغيبه عن مباراة وي.. تصرف مفاجئ من حامد حمدان بسبب الزمالك    بعد ارتباطه بالانتقال ل الزمالك.. الرجاء المغربي يعلن تعاقده مع بلال ولد الشيخ    ترامب ينعي المصارع هوجان بعد وفاته: "صديقًا عزيزًا"    ارتفاع حصيلة القتلى ل 14 شخصا على الأقل في اشتباك حدودي بين تايلاند وكمبوديا    ادى لوفاة طفل وإصابة 4 آخرين.. النيابة تتسلم نتيجة تحليل المخدرات للمتهمة في واقعة «جيت سكي» الساحل الشمالي    إصابة 6 أفراد في مشاجرتين بالعريش والشيخ زويد    سعر المانجو والموز والفاكهة بالأسواق اليوم الجمعة 25 يوليو 2025    سعر الدولار اليوم أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية الجمعة 25 يوليو 2025    ما هي عقوبة مزاولة نشاط تمويل المشروعات الصغيرة بدون ترخيص؟.. القانون يجيب    «كان سهل منمشهوش».. تعليق مثير من خالد بيبو بشأن تصرف الأهلي مع وسام أبو علي    «العمر مجرد رقم».. نجم الزمالك السابق يوجه رسالة ل عبد الله السعيد    بدأت بفحوصات بسيطة وتطورت ل«الموضوع محتاج صبر».. ملامح من أزمة أنغام الصحية    4 أبراج «بيشتغلوا على نفسهم».. منضبطون يهتمون بالتفاصيل ويسعون دائما للنجاح    الثقافة المصرية تضيء مسارح جرش.. ووزير الثقافة يشيد بروح سيناء (صور)    الخارجية الأمريكية توافق على مبيعات عسكرية لمصر ب4.67 مليار دولار (محدث)    «دعاء يوم الجمعة» للرزق وتفريج الهم وتيسير الحال.. كلمات تشرح القلب وتريح البال    دعاء يوم الجمعة.. كلمات مستجابة تفتح لك أبواب الرحمة    داليا عبدالرحيم تنعى أسامة رسلان متحدث «الأوقاف» في وفاة نجل شقيقته    وكيل النواب السابق: المستأجر الأصلي خط أحمر.. وقانون الإيجار القديم لم ينصف المواطن    فلكيا.. مولد المولد النبوي الشريف 2025 في مصر و3 أيام إجازة رسمية للموظفين (تفاصيل)    محمود محيي الدين: مصر خرجت من غرفة الإنعاش    "كنت فرحان ب94%".. صدمة طالب بالفيوم بعد اختفاء درجاته في يوم واحد    أخبار كفر الشيخ اليوم.. مدرس يهدي طالبتين من أوائل الجمهورية بالثانوية سبيكة ذهبية عيار 24    نتنياهو يزعم أن إعلان فرنسا اعترافها بدولة فلسطين «يكافئ الإرهاب»    وزير الطيران المدني يشارك في فعاليات مؤتمر "CIAT 2025" بكوريا الجنوبية    هل لمبروك عطية حق الفتوى؟.. د. سعد الهلالي: هؤلاء هم المتخصصون فقط    خالد الجندي: مساعدة الناس عبادة.. والدنيا ثمَن للآخرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس «استطلاع المخابرات الحربية» الأسبق: أمريكا تحاول ضرب مصر في إيران
نشر في الوطن يوم 23 - 08 - 2015

الإرهابيون يجبرون أهالى سيناء على الأكل والشرب من طعامهم.. ويستخدمون طريقة «حزب الله» فى الاختباء عبر أنفاق تحت بيوت «الشيخ زويد»
سألت المراسل الذى أعلن سقوط 70 شهيداً عن مصدر معلوماته فقال: المخابرات.. فرددت عليه : «على أساس أنى من البلدية!»
الإسرائيليون عرضوا على «مبارك» استبدال أراضى سيناء عامى 2004 و2010 و«مرسى» بدأ فى التنفيذ.. ولكن رفضنا جعلهم يشعلون الإرهاب فيها
كتب: محمد مجدى وهدى محمد
تصوير: عبدالله صقر
قال اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن العمليات الإرهابية فى سيناء تقع فى جزء مساحته ألف كيلومتر من أصل مليون كيلومتر مربع هى مساحة مصر، مؤكداً أن العناصر الإرهابية تستخدم طريقة «حزب الله» اللبنانى فى الاختباء من جنود أجهزتنا الأمنية أسفل منازل مدينة الشيخ زويد عبر «خنادق وأنفاق» محفورة أسفلها.
أضاف «سالم»، فى حوار خاص ل«الوطن»، أن أعداد الإرهابيين تقل كل يوم عن سابقه، وأن السيناوية بدأوا فى الاستقواء عليهم بسبب ضربات أجهزتنا الأمنية الناجحة، إلا أنه طالب بالحذر بسبب دعم أجهزة مخابراتية ودول كبرى لهم، وإلى نص الحوار:
■ مواقف متعددة أخذها الغرب ضدنا.. ما سر تحول تعاملهم معنا؟
- بعد ثورة «30 يونيو» بدأت بعض الدول معاملتنا كنظام «غير شرعى»، وظهر ذاك الاتجاه فى أمريكا ثم أوروبا حتى «بيت العائلة فى أفريقيا»، وترتب على ذلك وفقاً لقوانينهم إيقاف أى تعاون رسمى معنا، لكن شعب مصر من أعادهم إلى نصابهم حينما أثبت للعالم أجمع أنه صاحب حق فى كل ما اتخذه من إجراءات؛ فما يريده العالم هو وجود رئيس منتخب، وبرلمان، ودستور.
وبالفعل تحركت مصر حتى أصبح لدينا دستور «زى الكتاب ما بيقول»، وكان هناك استحقاق مجلس النواب، وخرجت القوى السياسية لتقول إنهم لم يستعدوا ولابد أن نبدأ بانتخابات الرئاسة؛ فتم انتخاب رئيس جمهورية برقابة عالمية ليتبقى استحقاق مجلس النواب الذى سيتم قبل نهاية العام الحالى.
■ لكن الحكومة متهمة بأنها غير راغبة فى وجود برلمان حالياً..
- يقاطع: هذا الحديث غير صحيح؛ فلا يوجد أى نوع من أنواع الحظر أو التأخير من جانب الحكومة، ولكن من القوى السياسية التى ترى أنها غير مستعدة لإجراء الانتخابات.
■ يرى البعض أن الرئيس «السيسى» نجح فى إخراج مصر إلى بر الأمان، فيما يعارض آخرون.. فإلى أى الرأيين تميل؟
- هناك مبدأ يقول «اعرف قدر نفسك جيداً حتى يعرفه الآخرون»، ومصر نجحت فى معرفة قدر نفسها جيداً، وأعلنت عن مشاريع قومية شهد لها العالم أجمع؛ لذا فحينما عرفنا قدرنا بدأ العالم أجمعه يعرف حجم مصر.
■ تحدث كثيرون عن أن هناك مؤامرة ضد مصر ودول المنطقة لتقسيمها.. وقل الحديث عن ذلك ثم عاد ليطفو على السطح مرة أخرى.. ما تحليلك لهذا الأمر؟
- بالفعل هناك مخطط يستهدف تقسيم مصر والمنطقة، لكن حينما تستقر مصر وتتحرك فى إقليمها فإن الأوضاع تقل؛ فمثلاً فى المسألة الليبية كان هناك ارتفاع مطرد فى الإرهاب، واتجاه لتصبح مثل سوريا والعراق حالياً، لكن المنطقة الشرقية المتاخمة لنا مستقرة إلى حد ما، فيما أن المشكلة فى المنطقة الغربية الموجود بها ميليشيات فجر ليبيا وداعش وأكثر من ألف تنظيم موجود هناك، كما أن هناك مؤامرة تستهدفنا فى عمقنا الأفريقى، ولو كنا نسير فى نفس الاتجاه الذى أراده الإخوان وبفكر «مؤتمر التهريج العالمى اللى كانت عملاه باكينام الشرقاوى» لاشتعلت خطورة الأمر، كما أننا حينما تدخلنا فى المسألة اليمنية كان تدخلنا ب«حكمة» للحفاظ على أمن اليمنيين، والمنطقة العربية، ولحماية مصالحنا فى مضيق باب المندب.
■ وهل العالم يعى مدى دور مصر فى المنطقة؟
- دول العالم أجمع تعلم أن مصر «صمام أمان» المنطقة، ولكننا عدنا لمكانتنا بعد ثورة «30 يونيو»، ولو لم تقم تلك الثورة، ولم يقدم الرئيس عبدالفتاح السيسى للحكم لأصبحنا صورة مكررة من سوريا والعراق وليبيا، ولديهم حالياً البترول «مالوش صاحب وبيستغله الإرهابيين وبينهبوا ثروات البلاد والعباد هناك».
■ إلى أين تتجه مصر حالياً؟
- مصر تسعى ل«لملمة أوراقها» سواء اقتصادياً أو اجتماعياً أو سياسياً، ولم تنكفئ الدولة المصرية على الولايات المتحدة رغم وجود نظرية أن لديها «99% من أوراق حل أزماتنا»، لكننا اخترنا الانفتاح على العالم، والتوجه لروسيا والصين؛ فأخطر شىء هو أن يخضع تسليحك لإرادة دولة أخرى؛ فمعناه أنك لن تحارب عدواً لك، ولن تدافع عن نفسك لو لم يكن ذلك إرادة تلك الدولة.
■ معنى حديثك أننا نستعد لحرب مقبلة فى المنطقة؟
- مصر دولة لا تسعى للاعتداء على الغير أو للحرب، ولكن هناك من يفكر فى الاعتداء علىّ، وهناك مهمتان لأى جيش فى العالم؛ أولاهما صد أى عدوان أو اعتداء يستهدف الدولة، وثانيتها أن تصبح لديك قوة تخيف أى عدو يفكر فى الاعتداء عليك لتحقق الردع، والردع لا يتحقق وأنا ضعيف؛ لذا فعلينا أن نواصل تقوية أنفسنا.
■ وهل الدعوة للقوة العربية المشتركة أحد عوامل الردع؟
- نعم؛ فمنذ وصول السيسى للحكم، ونحن ندعو لتكوين قوة عربية مشتركة تتدخل باسم العرب ضد أى تهديد فى المنطقة، إلا أن أمريكا أصبح لها وجود فى المنطقة، ولا تريد أن «تشيل رجلها من المنطقة»؛ لذا فإنها تعمل على إضعافنا لأننا «طول ماحنا ضعاف هنحتاجلهم، لكن لو قوينا مش هنحتاج لحد».
■ وهل هذا هدف أمريكا الذى تسعى لتحقيقه؟
- علينا فى بداية الأمر أن نوضح أن أمريكا لا تتحرك بخطوات مفاجئة فى أساس تحركها، ولكن وفقاً لاستراتيجية ممنهجة؛ فبسقوط الاتحاد السوفيتى فى تسعينات القرن الماضى أعلنت مراكز الدراسات هناك تحقيق الهدف الاستراتيجى للدولة الذى حدده الرئيس الأمريكى ترومان فى خمسينات القرن الماضى؛ فبعد الحرب العالمية الثانية أصبح هناك قطبان، وخططت أمريكا لإسقاط الاتحاد السوفيتى ونجحت فى تحقيق ذلك.
وعقب تربعهم على عرش العالم، اجتمعت مراكز التفكير والدراسات لديهم ليختاروا هدفاً استراتيجياً آخر؛ فأجمعوا على أن يكون القرن ال21 هو القرن الذى تسود فيه أمريكا العالم، وحينما بحثوا عن التهديد الرئيسى الذى يواجههم وجدوه ممثلاً فى روسيا والصين والهند ودول المحور الآسيوى، وبدأوا فى التحرك هناك ثم أعطوا أوروبا منطقة غرب أفريقا وهى منطقة غنية بالثروات لكن يوجد فيها صراعات، لتتبقى منطقة الشرق الأوسط المكونة من 22 دولة عربية، و4 دول آسيوية.
■ وماذا تريد أمريكا من العالم العربى حالياً؟
- أمريكا لم تعد تريدنا فى استيراد البترول بعد ظهور الغاز الصخرى لديها، وهم سيصدرونه للعالم ولم يعودوا يحتاجوننا؛ فيريدون أن تسيطر إسرائيل على المنطقة، لكن هناك دول أقوى منها مثل مصر والعراق والسعودية؛ فيجب أن يكونوا أضعف منها ليتحقق المراد؛ فهم يتخوفون من الدول العربية لأنها تمتلك مقومات الوحدة والتقدم إذا ما اتحدوا؛ ليلجأوا إلى حروب الجيل الرابع، وهى الحرب بأقل مجهود دون أن تتكلف شيئاً أو تكون فى صورة الأحداث من الأساس.
■ وما سبيلهم لتحقيق ما يرغبونه فى المنطقة؟
- يتحقق ذلك عبر الفتنة الطائفية والإثنية، فالأولى مثل الصراع بين «السنة والشيعة»، والثانية بين «النوبى والقاهرى»، وهم وجدوا أن الإخوان القادرة على قيادة هذا الأمر فى مصر؛ فمنذ عدة أشهر خرج الدكتور محمد حبيب، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية سابقاً، قال إن الأمريكان خاطبوهم ليوصلوهم للحكم مقابل بعض الأشياء مع إسرائيل مثل تبادل أراضٍ فى سيناء، وكان ذلك مقترحاً عرض على الرئيس مبارك عام 2004، ورفض، ثم تكرر عام 2010 فرفض؛ فجاءوا بالإخوان للحكم لتفتيت مصر.
■ وماذا حدث بعدها؟
- ننتقل للحديث هنا إلى ثورة 30 يونيو، وبعدها ظهر داعش بشكل مفاجئ، وهنا أتساءل كيف يظهر تنظيم فجأة، ومساحته مثل دولة موريتانيا؟ فكل شىء كان مجهزاً لتفتيت المنطقة، وكانت «داعش» من أدواتهم فى المنطقة، إلا أن أبوبكر البغدادى، زعيم داعش، بعدما جاء به الأمريكان ومكنوه بدأ فى تنفيذ أهداف له دون الرجوع إليهم؛ فبدأوا فى تنفيذ استراتيجية تُسمى ب«الاحتواء المزدوج».
■ وماذا يعنى «الاحتواء المزدوج»؟
- معنى تلك الاستراتيجية أنه بدلاً من معاداتك فهو يحرك طرفين ل«يضربوا فى بعض» فى حين يكون هو وسيطاً بينهما.
■ وما تلك القوتان فى الواقع حالياً؟
- هما «إيران» من جانب، و«مصر والدول العربية» من جانب آخر.
■ هل ذلك سر اجتماع الرئيس الأمريكى باراك أوباما بالقادة الخليجيين فى «كامب ديفيد»؟
- الرئيس الأمريكى أكد للقادة الخليجيين أنهم يحمونهم من إيران، لكن الولايات المتحدة منذ قبل اتفاقهم مع «طهران»، والذى يعلنها دولة نووية، وهم يضغطون على السعودية ودولة الإمارات لكى تنضما لمنظومة الدرع الصاروخية، وذلك لمواجهة الصواريخ العابرة للقارات حال إطلاق صواريخ عليهم من روسيا أو الصين أو كوريا، وهنا نشير إلى أن أوروبا بأكملها، وأمريكا، وإسرائيل عليها تلك المنظومة، إلا أنهم يريدون نشرها بدول الخليج أيضاً رغم أنها ستوضع على الأرض دون أن تعرف الدولة الموضوعة عليها ما بها أو كيفية التحكم بها، لأنها تعمل من قلب الولايات المتحدة الأمريكية من ولاية كولارادو، وتوجه بالأقمار الصناعية دفاعاً عن الولايات المتحدة.
وحينما نُشرت تلك المنظومة فى إسرائيل تحملوا هم نفقاتها، إلا أنها حينما ستنشر لدى العرب، لو تم ذلك؛ فإن العرب من سيتحملونها أنفسهم.
■ وكيف تلعب أمريكا على الطرفين؟
- هى تفتح الباب ل«طهران» لمزيد من التقدم، وتؤكد للعرب أنها تدعمهم؛ لكنها «بتقوّم الاتنين على بعض»، وبالفعل إيران لها أطماعها، ولن ننتظرها لكى تزيد لكل الدول العربية؛ فأى مكان يظهر فيه شيعة تجد الحرس الثورى الإيرانى موجوداً هناك ويمدهم بالأموال والدعم اللازم لهم؛ فهم يعملون على نشر فكرهم المتطرف بالمنطقة.
■ وكيف تقيِّم إعلان «طهران» أن المصريين يدخلونها بدون تأشيرة؟
- تلك الخطوة تستهدف العمال والبسطاء من المصريين والعرب، وهم الأقل ثقافة الذين سيذهبون بحثاً على الرزق، ثم تعمل الأجهزة الإيرانية بشكل غير مباشر على عمل «غسيل مخ» لهم، ونشر بعض أفكار الفكر الشيعى المتطرف فى أذهانهم ليبدأوا فتنة طائفية تتحول إلى حرب أهلية حينما يعودون لبلدانهم.
■ وكيف نواجه هذا التحرك ضدنا؟
- هذا ما بدأنا فيه بالفعل منذ إعلان القاهرة الموقع بيننا وبين المملكة العربية السعودية؛ فالاتفاق ليس على التعاون العسكرى فقط بين الدولتين الشقيقتين، ولكنه تعاون ثقافى إعلامى لمنع وصول هذا الفكر المريض إلينا، كما أنه لمحاربة الإعلام الذى يستهدفنا سواء من الغرب أو من قطر؛ فالاتفاق ثنائى قد تنضم له دول عربية أخرى، وما لا يدرك كله لا يترك كله؛ فحينما سيكون العرب مع بعضهم البعض «محدش هيطمع فينا.. فنشكل عامل ردع قوياً لمنع من يفكر أن يعتدى علينا».
■ وما موقع إسرائيل مما يحدث فى المنطقة حالياً؟
- لن أرد فى هذا الأمر بتحليل، ولكن بالتقرير الاستراتيجى الإسرائيلى للعام الماضى، الذى تعده المخابرات الإسرائيلية، حينما يقول إن التهديد الوحيد لإسرائيل فى المنطقة هو إيران فقط، وليس القضية الفلسطينية أو مصر لأنهم مشغولون فى أكثر من أمر، وهم يعملون على تغذية الإرهاب كما لم يغذه أحد من قبل؛ فعلم اليقين إسرائيل ضالعة فى الإرهاب الموجود فى مصر.
■ تحدث المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى أفيخاى أدرعى عن «ولاية سيناء» وليس عن أرض مصرية.. ما دلالة ذلك فى رأيك؟
- «ده كلام إحنا فاهمينه كويس»؛ فهو يتحدث «وبراءة الأطفال فى عينيه» أنهم ليس لهم علاقة بالإرهاب فى سيناء بل إنهم متخوفون منهم، على الرغم من أنهم من يساعدون الإرهاب لصالح عملية تبادل الأراضى لتكون سيناء الوطن البديل للفلسطينيين لتحل مشكلة فلسطين ويهودية دولة إسرائيل على حساب مصر؛ فلو أعلنت «ولاية سيناء» كدولة ستكون «تل أبيب» و«واشنطن» أول المعترفين بها، وذلك لأنه سيكون هناك اعتراف بدولة إسلامية لتعلن دولة إسرائيل يهوديتها ليتم طرد 2 مليون مواطن لديهم من غير اليهود ليوزعوا فى دول عربية مثل سوريا والأردن، وبعضهم يأتى لسيناء؛ فالإسرائيليون ضالعون بدون شك فى دعم العناصر الإرهابية فى سيناء.
■ وكيف ترى الإرهاب فى سيناء حالياً؟
- الإرهاب الموجود فى سيناء غير الإرهاب الموجود فى «وادى النيل»؛ فسيناء مساحتها 61 كيلومتراً مربعاً، والإرهاب كله محصور فى منطقة لا تتعدى ألف كيلومتر مربع فقط، وهى المنطقة التى وعد «مرسى» الإسرائيليين وحماس بالحصول عليها لإقامة دولة غزة الكبرى، وللعلم هو كان بدأ فى تمهيد الأرض لذلك مع أخذ إجراءات لتنضم الأرض لقطاع غزة، ومنها مثلاً وضع الإخوان لمادة فى الدستور أنه من حق رئيس الدولة تعديل الحدود بشريطة موافقة ثلثى أعضاء مجلس الشعب، وهى مادة أزلناها من الدستور، لكن مصر أزالت هذا الحلم الذى ترى أمريكا أنها حلت مشكلة منطقة الشرق الأوسط به، لكنهم يظنون أن الضغط على مصر سيجعلها توافق على تبادل الأراضى؛ فكل ما يحدث هو تمويل وفكر أمريكى وإسرائيلى بتنفيذ من خارجين على القانون، والمجرمين من الجماعات الإسلامية المتطرفة، وبعض المغرر بهم من أبناء قبائل سيناء وهم ليسوا بكثيرين، وبعض الفلسطينيين.
■ ولماذا لا تتعامل معهم الدولة المصرية إذاً؟!
- لأنهم ليسوا ظاهرين على الأرض أو لهم معسكرات تستهدفهم، لكنهم موجودون «تحت البيوت».
■ كيف ذلك؟!
- هم يستخدمون أسلوب أشبه بالأسلوب الذى يستخدمه «حزب الله» اللبنانى؛ فالشيخ زويد بعيدة عن الحدود بنحو 20 كيلومتراً، إلا أنه يوجد أسفلها أنفاق وخنادق أسفل البيوت يعملون على الاختباء بها، ولو هاجمت أحد المنازل يفجرونها بمن فيها، ونحن لا نريد أن يكون هناك خسائر بين صفوف المدنيين المصريين هناك؛ لذا فإننا نعمل على إخراجهم ب«عمليات جراحية دقيقة».
■ ولماذا لا تقضى مصر عليهم سريعاً إذاً؟
- «لو عايزين ننهى فى أسبوع هنبدأ تنفيذ (الأرض المحروقة) وسنهجر الأهالى وننهى كل ما يحدث هناك فى أسبوع واحد»، لكننا لا نريد أن «نيجى على أهالينا فى سيناء»؛ فنحن ذاهبون للدفاع عن الأرض ومن عليها من مواطنينا ولسنا دولة احتلال سنهجرهم، ولكنى أؤكد لك أن كل يوم الإرهابيون يقلون، ولا تزيد أعدادهم، كما أن إمكانياتهم تقل، حتى إن السيناوية بدأوا «يستقوون عليهم» بسبب تأثير عملياتنا وضربتنا ضدهم، كما أن من اشنضم لهم من المغرر بهم بدأوا فى «الكفر بأفكارهم»، إلا أن علينا الحذر لأنهم يأخذون دعماً على أعلى مستوى من دول وأجهزة مخابرات كبرى.
■ وما عوامل قوة العناصر الإرهابية فى سيناء ضدنا؟
- عوامل قوة العناصر الإرهابية هى نفس نقاط ضعفنا، وهى مثلاً وجود كتلة بشرية يختبئون وسطها؛ فأنت بالتأكيد لن تمنع «الأكل والشرب» عن مواطنيك فى سيناء؛ لذا فإنهم يندسون بينهم ويأخذون الطعام منهم، بالإضافة لعدة عوامل أخرى، إلا أننى أؤكد أنهم بدأوا فى التناقص بشكل كبير.
■ وما رأيك فى عملية «الأربعاء الأسود» التى تمت بأغلب العناصر الإرهابية فى سيناء؟
- «عملية 1 يوليو» تمثيلية كبيرة؛ فمثلاً هى بدأت فى السابعة إلا خمس دقائق صباحاً ثم وجدت اتصالاً بى من أحد القنوات العربية، وكانت القنوات المصرية «فى سبات عميق»، ولم تمر نصف ساعة على بدأت العملية ليخرج المراسل الخاص بهم ليعلن سقوط «70 قتيلاً»؛ فقلت لهم مستحيل أن نحصر خسائرنا والاشتباكات لا تزال جارية، لكن مراسل تلك الشبكة الإعلامية الكبيرة هو صديق للقيادى الإخوانى محمد البلتاجى، وطالبتهم بأن يعتمدوا على المتحدث العسكرى كمصدر للأخبار، وقلت لهم إن سيناء «شغلى ومنطقتى وممكن أوصفهالك بيت بيت وأنا هنا»، وسألته عن مصدره فى الخبر؛ فقال لى بعد تكرار السؤال إن مصدر المعلومة هو «المخابرات»؛ فرددت عليه «على أساس إنى من البلدية يعنى!»، لكن الله كشف كذبهم، وأعلن المتحدث العسكرى سقوط 17 شهيداً فقط، لكن الكارثة هنا أن من نقل عدد الشهداء فى بداية الأمر كان نقلاً عن تلك القناة، وماينفعش القناة «تسيب دقنها لواحد إخوانى»، فما قاله من معلومات تشعر أنه معد قبل حدوث الحدث من الأساس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.