«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الحليم: التنظيم الدولى للإخوان يقود الإرهاب من لندن
نشر في أكتوبر يوم 23 - 03 - 2014

«أمريكا دعمت الإخوان لتحقيق مصالحها فى المنطقة وضمان استقرار إسرائيل» هذا ما أكده الخبير الاستراتيجى اللواء أحمد عبد الحليم عضو المجلس المصرى الخارجى، مشددًا على أن وصول الإخوان للحكم كان خطوة فى طريق تحقيق «إسرائيل الكبرى» من النيل إلى الفرات، ولذلك تعمل أمريكا وبشدة لعودتهم للحكم مرة أخرى، مشيرًا إلى أن التنظيم الدولى هو الذى يقود العمليات الإرهابية من لندن لتعطيل خارطة الطريق، واصفاً الموافقة الساحقة للشعب المصرى على الدستور بأنها ضربة قاصمة للإخوان.
* بعد الحوادث الإرهابية التى شهدتها مصر مؤخرًا.. هل نحن على أبواب موجة جديدة من إرهاب التسعينيات؟
** الإرهاب يقل تدريجيًا.. لكنه سيظل موجودًا ولن ينتهى بصورة مطلقة، لأنه حدث تغيير فيما يتعلق بالشكل التنظيمى للتنظيمات الإرهابية.. فبعد أحداث 11 سبتمبر، ودخول أمريكا أفغانستان، والقبض على قيادات القاعدة، وتتبع الآخرين فى كل مكان فى العالم.. تغير شكل التنظيم الإرهابى من تنظيم هيكلى ذات قيادات متتالية فوق بعضها.. إلى تنظيم عنقودى.. بمعنى مجموعات إرهابية يطلق عليها «الخلايا النائمة» هذه المجموعات ليست بالكبيرة ولا بالصغيرة، ولكن بأعداد مقبولة تستطيع أن تقوم ببعض العمليات الخاصة ويتم السيطرة عليها من الخارج، ولا يعرف أعضاء أية مجموعة أفراد المجموعات الأخرى، وبالتالى فالصعوبة هنا أنه إذا قمت بالقبض على خلية من هذه الخلايا فإنك لن تنهى الإرهاب تماماً، لأن الخلايا الأخرى مازالت موجودة وتعمل، لذلك فإن مواجهة الإرهاب فى هذه الحالة تتم من خلال عدد من المحاور المتوازية، مثلما حدث مؤخرًا عندما تم سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من قطر وإعلان جماعة الإخوان هناك جماعة إرهابية.. وهو ما يعنى أن هناك رصدا للتنظيم العالمى للإخوان المسلمين الذى يقود كل هذه العمليات الإرهابية.. وبمعنى آخر فإن مواجهة الإرهاب لا يكون داخلياً فقط.. لأن هذا لا يكفى.. ففى الداخل كل ما تستطيع أن تقوم به هو القبض على البؤر الإرهابية.. لكن المواجهة الفعالة يجب أن تكون فى كل الاتجاهات.. عموماً لا يوجد جهاز أمنى يستطيع إنهاء العمليات الإرهابية تماماً ولا حتى فى الولايات المتحدة أو أى مكان فى العالم.. فلا يوجد أمن مطلق.. لذلك أهم نقطة عند مواجهة الإرهاب أن تكون الأرضية غير مناسبة لظهوره من خلال توعية الشعب.
العودة للحكم
* هل يعتقد الإخوان أنهم سيعودون للحكم بعد كل هذا الإرهاب.. أم أنهم يتبعون سياسة الأرض المحروقة؟
** بالطبع مازال لديهم أمل فى حكم مصر.. وتذكر تهديدات البلتاجى وصفوت حجازى (إن كل هذا سوف يتوقف فى اللحظة التى يعود فيها مرسى).. وإن لم يكن حكم مصر فعلى الأقل عدم انتقال محاربتهم من مصر إلى مناطق أخرى حول العالم.. العملية كلها يقودها التنظيم العالمى للإخوان.. ومكانه فى لندن، وجزء منه انتقل لدول أخرى فى أوروبا.. وتنظيم لندن لا يدير فقط العمليات ولكنه يتولى أيضاً الدعاية والاتصال بالولايات المتحدة الأمريكية والشعب الأمريكى.
* ما هو مخطط الإخوان فى المرحلة المقبلة؟
** تحقيق هدفين أساسيين.. أولهما على المدى البعيد وهو عودة التنظيم الدولى للإخوان مرة أخرى ليكون فى المقطم كما كان وليقود العملية فى إطار ما يعرف بدولة الخلافة.
والثانى على المدى القريب وهو إما عودة مرسى وإما شخص آخر من الإخوان رئيساً للبلاد مرة أخرى، وهم مازال لديهم أمل فى ذلك.. وللأسف الشديد فإن الشباب الذى يخرج فى المظاهرات مغيب.. أو لديه مفاهيم خاطئة، أو يتلقى مقابل لهذه العمليات.. والإخوان لديهم مبالغ طائلة يصرفون منها.. لكن فى كل الأحوال العملية سوف تقل وإذا وصلنا لشهر يوليو وتم انتخاب رئيس الجمهورية ومجلس نواب بشكل سليم فسوف يؤثر ذلك على حركة الإخوان داخل مصر.
* هل تعنى أنه إذا تم المضى قدماً فى خارطة الطريق سينتهى الإرهاب؟
** بالطبع، والدليل على ذلك الحوادث التى تقع الآن لأن موعد انتخابات الرئاسة اقترب، وبعدها ستهدأ العملية حتى تقترب انتخابات مجلس النواب ووقتها سيحاولون القيام بأحداث أخرى هنا وهناك لتعطيلها.. ولكن كل هذه عمليات متناثرة وليست منظمة.
* ولكن هناك من يتوقع ازدياد الأعمال الإرهابية مع المضى قدماً فى خارطة الطريق؟
** لا، الإخوان فى إطار الهدفين المراد تحقيقهما سواء عودة التنظيم الدولى للمقطم أو عودتهم للحكم مرة أخرى يقومون بهذه العمليات لتعطيل خارطة الطريق.. أخطر مرحلة فى هذه الخريطة كانت الاستفتاء على الدستور فى يناير الماضى، وخروج الشعب بهذا الحجم الرهيب والموافقة الساحقة على الدستور كانت ضربة قاصمة للإخوان.. لذلك هدأت بعدها العمليات.. تبقى بعد ذلك من خارطة الطريق مرحلتان.. انتخابات الرئاسة وانتخابات مجلس النواب.. ولأن انتخابات الرئاسة قد اقتربت فالإخوان يقومون بإثارة العملية مرة أخرى بالأحداث التى نراها حالياً، ولكنها كما قلنا أحداث فردية لن تجعلنا نتردد أو نتراجع عن خارطة الطريق.. والفترة القادمة ستكون فترة مواجهة حاسمة وضرورية، خاصة بعد أن أغلقنا منافذ الإخوان الموجودة فى سيناء.
* كيف رأيت حكم الإخوان؟
** كانوا مستعجلين.. يرغبون فى إنجاز قضية دولة الخلافة.. وفى إطار هذه الدولة وقعت مجموعة من الأحداث الخطيرة.. منها التنازل عن جزء من سيناء لإقامة الدولة الفلسطينية، كذلك التنازل عن حلايب وشلاتين مرة أخرى للسودان.. لم يكن لهم حرص على أن تكون خدماتهم للشعب.. حكم غير طبيعى.. عبارة عن مجموعه صغيرة جداً لا تمثل أكثر من 6% من الشعب المصرى وتحكم لصالح الجماعة فقط دون مراعاة لمصالح الشعب المصرى.. حتى وعود مرسى وتعهداته بإنجاز أهداف محددة فى مائة يوم لم تتحقق.. حكم الإخوان كان لصالح الجماعة ومشروع دولة الخلافة.. وهو ما أدى لدخول أطراف أجنبية فى مصر.. فمن أخطر ما حدث فى هذه الفترة كان منح الجنسية المصرية لعدد كبير من غير المصريين، جزء منهم غزاويون وغيرهم، أما خطورة ذلك فإنه يرجع إلى أن قانون تملك الأراضى فى سيناء يقصر ذلك على المصريين من أبوين مصريين فقط، وبالتالى عندما أمنح الجنسية لأشخاص غير مصريين وليسوا فقط فلسطينيين فأنا أمام مشروع على مرحلتين، مرحلة مباشرة وهى محاولة اقتطاع جزء من سيناء لإقامة الدولة الفلسطينية، وهذا بالطبع مؤيد من قبل إسرائيل وأمريكا لأن ذلك يعنى أنه لن يوجد من يطالب إسرائيل بعد ذلك بالانسحاب من الأراضى التى تحتلها.. والمرحلة الثانية بعيدة المدى أنه حتى ولو كان من أخذوا الجنسية المصرية اليوم ليسوا من أبوين مصريين، ولا يحق لهم تملك الأراضى حالياً فإن أولادهم سيحصلون على هذا الحق، وبالتالى وعلى المدى الطويل ستضيع سيناء بنفس الطريقة التى ضاعت بها فلسطين، وبنفس خطة الصهيونية العالمية طبقاً لمؤتمر بازل 1897.. كيف تم إنشاء دولة إسرائيل؟ موجات من الهجرة المتتالية بعد مؤتمر بازل وخلال العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضى إلى أن تم إعلان الدولة.. الإخوان حاولوا تطبيق نفس العملية فى سيناء.. أولاً بمنح غزة جزءا من سيناء وثانياً عن طريق توطين غير المصريين فى المنطقة وفى الوقت المناسب يدعون أن سيناء بعيدة عن مصر، وهكذا.
* كيف يمكن حل هذه المشكلة؟
** يجب أن تكون هناك مراجعة لملفات من حصلوا على الجنسية المصرية خلال هذه الفترة وسحب الجنسيات منهم، وهذا سوف يتم بالفعل فى الوقت المناسب.. لكن الحل أكبر من ذلك، فالمفروض بعد أن تنتهى القوات المسلحة من عملية القضاء على البؤر الإرهابية فى سيناء، وتدمير الأنفاق بالكامل وتأمين سيناء يجب أن يستتبع ذلك مباشرة تعمير سيناء، والتعمير ليس فقط بالمشروعات، ولكنه يتضمن أيضًا نقل جزء من السكان من الوادى إلى سيناء، ولا نعتمد فقط على الموجودين هناك مع كامل الاعتراف بوطنية القبائل هناك، ولكنه أمر حيوى لتأمين السيطرة على سيناء.
* ما رأيك فى الدعوات التى يطرحها البعض من وقت لآخر للمصالحة مع الإخوان؟
** لا يمكن.. لا توجد دولة فى العالم تتصالح مع جزء من دولة.. هل الإخوان دولة؟ مصر دولة حينما تتفاوض يكون ذلك مع دولة مثلها.. هم مصريون.. أهلا وسهلا.. لهم أن يتواءموا مع المتغيرات التى تحدث.. إذا قاموا بذلك خير وبركة.. لم يتواءموا أصبحوا مجرمين وإرهابيين ويطبق عليهم قانون الإرهاب.
الفوضى الخلاقة
* هل ما تعيشه المنطقة منذ 3 سنوات هى حالة الفوضى الخلاقة التى تحدثت عنها كونداليزا رايس قبل سنوات؟
** هناك بعدان فى هذا الموضوع.. البعد الأول أنه حينما نزل الشباب إلى ميدان التحرير لم يتصوروا أنهم سيسقطون النظام.. كانوا متصورين أنهم سيطالبون بإصلاحات ويعملون تغييرات.. فوجئوا أن النظام سقط ولم يكونوا مستعدين لذلك، بعد 12 فبراير الإخوان سيطروا على العملية.. وكانت السنة التى حكموا فيها.. بعد أى عملية تغيير بهذا الحجم الشديد جداً من الضرورى أن يكون هناك اضطرابات داخل الدولة، وموجات صعود وهبوط إلى أن تستقر الأمور وهذا يعود للشعب بالدرجة الأولى.. فرنسا استمرت 17 سنة فى حالة اضطراب بعد الثورة حتى استقرت الأمور..
أما البعد الثانى.. الفوضى الخلاقة ومنطقة الشرق الأوسط .. كان هناك مجموعة من المهام والأهداف الدولية والإقليمية التى لابد من تحقيقها فى المنطقة.. ووصلت المفاوضات والاتفاقيات لتحقيق ذلك وحل مشاكل المنطقة لطريق مسدود.. ولا يوجد تقدم فى علاقات إسرائيل بالدول المحيطة بها حتى التى تقيم علاقات معها.. المنطقة مضطربة.. ما هى الفوضى الخلاقة؟ ببساطة تفجير المنطقة من الداخل وإعادة ترتيبها بما يحقق مصالح الدول الكبرى فى المنطقة.. توازى مع ذلك تغييرات فى المنطقة وأخرى على قمة العالم.. الولايات المتحدة مستمرة على قمة العالم ولكنها ليست أمريكا ما بعد الحرب العالمية الثانية التى كانت تنفق الأموال وتسيطر على العالم.. لديها مشاكل داخلية.. هناك الأزمة المالية الطاحنة التى قصمت ظهر أمريكا.. لاحظ أن كل التهديدات التى أطلقتها أمريكا على لسان أوباما مؤخراً لم تتحقق.. وكان هذا واضحاً عندما قال سأضرب سوريا.. ولم يستطع ومن أعطاه المخرج هى روسيا التى حلت المشكلة، روسيا أيضاً على قمة العالم ولكنها ليست الاتحاد السوفيتى السابق.. هناك أيضاً الاتحاد الأوروبى ولكنه اتحاد اقتصادى وليس له رأى سياسى أو عسكرى، وهناك أيضاً الدول الثلاث الآسيوية الشهيرة الصين والهند واليابان، لو أتينا لانعكاس هذا على المستوى الاقليمى هناك تغييرات فى توازنات القوى بين الدول المختلفة داخل الشرق الأوسط.. ثم هناك ما أطلق عليه الربيع العربى بدأ فى تونس وانتقل إلى مصر ثم اليمن وليبيا وسوريا.
الربيع العربى
* هل الربيع العربى هو الفوضى الخلاقة؟
** جزء من العملية.. عندما تغير النظام فى الدول، وتأتى بالإخوان للحكم وهم موالون لأمريكا فإن ذلك يأتى فى إطار الفكرة.. عندما كان مرسى فى الحكم لم يمانع فى الاتصال بإسرائيل، وحل مشاكل لهم لم يكن أحد يستطيع أن يتكلم فيها من قبل، وبالتالى هذا يحقق مصالحهم سواء اطلقت على الأمر لفظ الفوضى الخلاقة أم لا.. فإن التغييرات التى حدثت فى المنطقة كانت لصالح النظام الدولى الجديد ولصالح بعض الدول فى المنطقة، وبمعنى آخر لصالح أمريكا عالميا وإسرائيل فى منطقة الشرق الأوسط.. ولكنهم الآن يشعرون بالخطر بعد إنهاء حكم الإخوان فى مصر الأمر الذى أدى إلى نتائج عكسية على خططهم.
* هل لهذا دعمت أمريكا – ومازالت – الإخوان؟
** بالطبع، لتحقيق مصالحها فى منطقة الشرق الأوسط، ولاستقرار دولة إسرائيل والاتفاق على توسعاتها.. فإذا كانت هناك دولة خلافة فلا مانع أن يكون إلى جوارها دولة إسرائيل الكبرى.. توسعات دولة إسرائيل توقفت بعد عمليات حرب 1967، وقتها ضمت أجزاء من المنطقة واستولت على كل فلسطين القديمة.. ولكن مازالت عبارة من النيل إلى الفرات وهى الخريطة المرسومة داخل الكنيست لم تتحقق.. كان المطلوب تمهيد الأرض لتحرك إسرائيل فى مرحلة تالية حتى تتحقق فى النهاية دولة إسرائيل الكبرى.. لأنه حتى اليوم فإنه بحسابات القوة الشاملة فهى ضعيفة ومكشوفة.. لماذا؟ لأن الكتله الحرجة لديها – وهى العلاقة بين الأرض والسكان – فى خطر.. جغرافيا محدودة.. عدد السكان قليل.. وهذا عنصر رئيسى من عناصر القوة.. ومازالت القوة الاقتصادية والعسكرية مدعومة من أمريكا، ولو توقف هذا الدعم فى أى مرحلة فمعنى ذلك «ضياع إسرائيل»، وبالتالى كان المطلوب توسيع المساحة وزيادة عدد السكان.
* هل الإخوان كانوا سيحققون ذلك؟
** نعم للأسف الشديد.
* هل الربيع العربى كان يهدف لتحقيق إسرائيل الكبرى؟
** نستطيع أن نقول إن من آثار ما يحدث هو تمهيد إسرائيل لمرحلة جديدة فى استكمال بناء إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.
مناورات أمريكية
* كيف رأيت تصريح جون كيرى فى الكونجرس أنه لم يحن الوقت بعد للإفراج عن المعونات الأمريكية لمصر؟
** العملية كلها فى أمريكا متضاربة.. فعندما كان هناك هجوم على مصر جاء وفد من مجلسى النواب والكونجرس وكان من ضمنه من كان يهاجم مصر ويطالب بإيقاف المعونات .. ولكن عندما جاءوا بدأوا يتكلمون عن عودة العلاقات لطبيعتها.. ونفس الامر عندما كان اوباما ومستشاروه يهاجمون مصر جاء كيرى وقابل وزير الخارجية نبيل فهمى وخرج بتصريحات فى سياق.. مصر حبيبتنا.. المعونة وقوة مصر.. هذا الكلام كله عبارة عن مراوغات سياسية.. واليوم عندما ظهر أن مصر تسير فى طريقها الذى رسمته ومصرة عليه.. بدأ يظهر كيرى على حقيقته.. وهذا أحد الأسباب التى دفعت مصر لتعدد صلاتها الدولية وتجديد علاقاتها بروسيا والصين حتى لا يكون لطرف دولى قدرة على السيطرة الشاملة على مصر.
* هل يعنى هذا أن السياسة الأمريكية تجاه مصر متضاربة؟
** ليست متضاربة.. قد تظهر لنا كذلك.. ولكن رغبتهم الحقيقية واضحة وهى عودة الإخوان لحكم مصر.. ولكن فى نفس الوقت هم يتحسبون لاحتمال عدم قدرتهم على تحقيق ذلك.. وبالتالى كل فترة يخرج كيرى بكلام لطيف.. ولكن كل هذه مناورات ونحن نفهم ذلك جيدًا ولدينا وزير خارجية ممتاز يستطيع أن يناور بطريقة لطيفة أيضًا.
* كيف ترى الوضع الأمنى فى سيناء حالياً؟
** ممتاز وأحسن بكثير من الأوقات السابقة.. واتصور أنه عند حلول احتفالاتنا بتحرير سيناء فى أبريل القادم ستكون العملية هناك انتهت.
سحب السفراء
* كيف تصف دور كل من قطر وتركيا وحماس فى إشعال الأوضاع فى مصر؟
** قطر مخلب إسرائيل وأمريكا فى المنطقة، ولكن ما تفعله سيعود عليها بالخراب فى النهاية.. تركيا تحكمها رغبتها فى إعادة الامبراطورية العثمانية مرة أخرى وإن لم تستطع فعلى الأقل تسيطر على منطقة الشرق الأوسط، كما أن ما يحدث فى مصر وسقوط الإخوان يهدد نظام الحكم الدينى الموجود فى تركيا والدليل مظاهرات ميدان «تقسيم».. وبالنسبة لحماس فعندما تحدث البعض عن محاولة حل للمشاكل السياسية والأمنية مع حماس قلت بوضوح أولا ليس لدينا مشاكل سياسية مع أى طرف لا حماس ولا غيرها.. ثانيا مشكلتنا الحالية أمنية ونحن نقوم بحلها بأنفسنا وليس عن طريق أى طرف آخر.. وأخيرًا لا يمكن أن نضع رأس مصر برأس حماس.. المقارنة مستحيلة.
* كيف رأيت الموقف السعودى الإماراتى البحرينى من سحب سفرائهم من قطر؟
** موقف شريف ونبيل وسوف يقابل من جهة مصر بأنها ستزيد من حمايتها لمنطقة الخليج.
* ولكن ما تأثير ذلك على الموقف القطرى؟
** قطر مازالت تقاوم وتؤكد أنها لن تغير سياستها.. ولكن هم فى انعزال كامل.. لا تستطيع التحرك كما سبق.. خاصة أنهم كانوا يعتمدون على مجموعة من التنظيمات السرية الموجودة فى السعودية والإمارات ودول أخرى فى الخليج.. الإمارات منذ فترة قامت بالقبض على المجموعة التى لديها والسعودية تقوم بذلك الآن.. عمومًا من يحكم قطر ليس أميرها ولكنها الشيخة موزة.. فهى الحاكم بأمره فى قطر.. هى التى حرضت زوجها على والده.. ثم حرضت ابنها على والده الذى هو زوجها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.