رئيس مجلس الدولة يستقبل وزير الصناعة والنقل    ارتفاع عدد سكان مصر إلى 108 ملايين نسمة في الداخل.. تراجع المواليد في آخر 5 سنوات.. و5 محافظات بالصعيد تتصدر قائمة الأعلى في الزيادة السنوية    السيسي يوافق على ربط موازنة الجهاز المصرى للملكية الفكرية لعام 2025-2026    منال عوض: تطوير محمية وادي دجلة ضرورة لحماية مواردها    ماذا حدث في أوكرانيا خلال قمة ألاسكا بين بوتين وترامب؟    بحر الدم يرتفع، توفيق عكاشة: جيوش متعددة تضرب حزب الله وحرب أوكرانيا لن تنتهي    وزير الخارجية يتلقى اتصالًا هاتفيًا من وزير خارجية سنغافورة    رئيس قناة السويس يوافق على إقامة المباريات الجماهيرية للإسماعيلي بملعب الهيئة    ضبط متهمين في مشاجرة بأكتوبر بعد تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل    بعد تناول وجبات.. إصابة 9 أشخاص ب«اشتباه نزلة معوية» في الشرقية    الأمن الاقتصادي يضبط آلاف القضايا خلال 24 ساعة    هيكل وصنع الله إبراهيم.. ورامتان طه حسين!    بالتعاون بين الشركة المتحدة والأوقاف.. انطلاق أضخم مسابقة قرآنية تلفزيونية    فيلم درويش ل عمرو يوسف يحقق 8 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض بالسينمات    أحمد عاطف قطة: الظروف الصعبة سبب "كارثة" الأولمبياد.. وحزنت لضياع الدوري أكثر من كأس مصر    «السياحة» تبدأ مبكرًا في إجراءات الحج بتوقع عقد الضيافة وخدمة الحجاج بالمشاعر المقدسة    محافظ بورسعيد يعلن قبول جميع المتقدمين لمرحلة رياض الأطفال بنسبة 100%    الري: حصاد 315 ألف متر مكعب من مياه الأمطار بجنوب سيناء    تشييع جثمان شاب لقي مصرعه غرقا داخل حمام سباحة ببني سويف    بعد تأجيل الدراسة| الموعد الجديد لبدء العام الدراسي بمدارس الجزائر    معايير عمل لجان حصر وتقييم وحدات الإيجار القديم.. تفاصيل القانون الجديد    عودة الكهرباء بكامل طاقتها إلى إدفو بعد إعادة تشغيل محطة الحصايا (صور)    سيمينو ينفجر غضبا بسبب العنصرية.. والشرطة تحقق في الحادث    بالفيديو: عبيدة تطرح كليب «ضحكتك بالدنيا»    إجراء 20 عملية مياه بيضاء في يوم واحد بمستشفى نجع حمادي بقنا    علماء يلتقطون أول صور ثلاثية الأبعاد لزرع جنين داخل الرحم    خلال العطلات الرسمية....صحة الشرقية تنفذ أكثر من 37 ألف زيارة منزلية لتقديم الرعاية الصحية    رابطة الصحفيين أبناء الدقهلية: تصريحات نتنياهو تمثل استفزازًا صارخًا لمشاعر الشعوب العربية والإسلامية    آداب أسيوط تطرح برنامج الترجمة باللغة الفرنسية بنظام الساعات المعتمدة    إخلاء سبيل الشاب عبد الرحمن خالد، مصمم فيديو الترويج للمتحف المصري الكبير بالذكاء الاصطناعي    حلول عاجلة لتوصيل مياه الشرب لعدد من المناطق بجنوب بورسعيد    ذهبيتان وبرونزية لمصر بنهائي السيدات ببطولة العالم للخماسي الحديث تحت 15 عامًا    في صورة انتقال حر.. بيرسي تاو ينتقل إلى نام دينه الفيتنامي    موقف غير متوقع يختبر صبرك.. حظك اليوم ل مواليد برج الدلو 16 أغسطس    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ولتكن البداية بميزان العدل والحق!?    يسري جبر: يوضح حكم زيارة قبور أهل البيت والصحابة والدعاء عندها    موعد تقليل الاغتراب لطلاب تنسيق المرحلة الثالثة 2025    تنسيق المرحلة الثالثة 2025 علمي علوم.. قائمة كليات تقبل من 50%    لماذا يُستبعد الموظف من الترقية رغم استحقاقه؟.. 3 حالات يحددها قانون الخدمة المدنية    الصحة: تدريب أطباء الأسنان وتقديم خدمات مجانية ل86 مواطنًا    عمرو وهبة يحتفل بعيد ميلاد ابنه: «الحمد لله عدت بدعوات الناس » (فيديو)    18 قتيلا و24 مصابا فى حادث سقوط حافلة وسط العاصمة الجزائرية    محاكمة 6 متهمين في خلية «بولاق أبو العلا» الإرهابية| بعد قليل    أمين الفتوى يوضح حكم من تسبب في موت كلاب بغير قصد وحقيقة طهارتها    إنقاذ سائق وتباع بعد انقلاب سيارتهما أسفل كوبري أكتوبر| صور    فوز 4 من أبناء بني سويف في برلمان الطلائع على مستوى الجمهورية    خالد سليم يلتقي جمهور القلعة اليوم ضمن فعاليات الدورة 33 في هذا الموعد    وفاة والدة صبحي خليل وتشييع جثمانها بعد صلاة الظهر    مدير الرعاية الصحية بالأقصر يتفقد 5 مستشفيات بالمحافظة لمتابعة الخدمات    وزارة الأوقاف تحدد 15 نقطة لاستغلال وقت الفراغ والإجازة الصيفية.. اعرفها    مصرع وإصابة 15 شخصًا في حادث تصادم ميكروباص بسيارة نقل بالوادي الجديد    بدائل الثانوية العامة محاصرة بالشكاوى.. أزمات مدارس «ستيم» تثير مخاوف العباقرة    ترامب يغادر ألاسكا بعد قمته مع بوتين    بوتين يدعو كييف والقادة الأوروبيين إلى عدم عرقلة "التقدم الناشئ"    مفاجآت في قائمة الزمالك لمواجهة المقاولون العرب    بقيادة صلاح.. ليفربول يفوز بصعوبة على بورنموث برباعية في افتتاح البريميرليج    حاكم ألاسكا: لقاء بوتين وترامب يمثل يوما تاريخيا لولايتنا    وزير الأوقاف السابق: إذا سقطت مصر وقع الاستقرار.. وعلينا الدفاع عنها بأرواحنا (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في حوار حصري ل «البديل».. طلعت مسلم: ضرب سوريا من «إنجيرليك» التركية.. ولا نملك إلا الشجب
نشر في البديل يوم 06 - 09 - 2013


الخبير العسكري اللواء طلعت مسلم:
ضرب سوريا من «إنجيرليك» التركية ولا نملك إلا الشجب
الشعب المصري فوض السيسي وما زال يهتف باسمه
تتسارع الأحداث وتتصارع القوى، وخلف ذلك تتلاحق العقول بالتفكير والتحليل، في محاولة لاستكناه ما يمكن أن يحمل الغد من أحداث، وما يمكن أن تسفر عنه الصراعات والتطورات من نتائج…
هذا هو واقع الحال في المشهد المصري منذ الخامس والعشرين من يناير 2011، لكن هذا التصارع والتواتر في الأحداث لم يبق قاصرًا على المشهد الداخلي، فمن أحداث الشارع المصري بالعاصمة والمحافظات، إلى الأعمال الإرهابية الدائرة في سيناء، تتلاحق الأحداث على المستوى الخارجي، لتتفاقم الأزمة السورية، وتبدو في الأفق ضربة عسكرية ربما أمريكية وربما عالمية موجهة إلى سوريا.
وسط هذه الأحداث المتشابكة، التقت «البديل» بالخبير العسكري اللواء طلعت مسلم، لقراءة وتحليل هذه التدافعات المتواثبة للأحداث، وكان هذا الحوار…
** ما تقيمك للمشهد السياسى الحالى ؟
لدينا حكومة مؤقتة، ومسألة "التأقيت" بحد ذاتها، تؤثر سلبا على أداء أية حكومة وتصيبها بالضعف رغما عنها، بالإضافة إلى أن هناك عناصر خارجية متربصة بمصر، وتصر على رؤية وتفسير ما حدث بمصر فى 30 يونيو كانقلاب عسكرى، وتحاول الضغط على مصر بهدف الإفراج عن قيادات جماعة الإخوان، وعلى الإدارة الحالية سرعة حسم الأمور حتى يمكن الوصول بمؤشر الحالة المصرية إلى درجة الاستقرار.
** ما ردك على من يزعم أن ما حدث في 30 يونيو انقلاب عسكري؟
الانقلاب العسكرى تغيير رأس السلطة فقط، وتقوم به القوات المسلحة لتتولى السلطة، لكن 30 يونيو وما تلاه لم يأت بتلك المسلمات لكي يصنف ما حدث كانقلاب عسكري، والدلائل على نفي هذه المزاعم أننا نشهد الآن وجود رئيس مدني مؤقت، وحكومة مدنية مؤقتة، جاءت وفقاً للإرادة الشعبية بعد 30 يونيو، وما فعله الفريق عبد الفتاح السيسى هو الوقوف إلى صف الإرادة الشعبية ليس أكثر، وهذا الموقف تكرار لما فعله المشير طنطاوى فى يناير 2011، فلماذا لم يدع أحدهم آنذاك أن 25 يناير 2011 "انقلاب عسكري"؟! رغم أن هناك فارق مهم جدًا لا يجب إغفاله، فالقوات المسلحة هي من تولى وقتها السلطة كاملة، بينما يدير الأمور ويتولى السلطة الآن رئيس مدني وحكومة مدنية وفق خارطة مؤقتة بتوقيتات وأهداف لكل منها موعده المحدد ببرنامج معلن منذ لحظة عزل الرئيس السابق بإرادة شعبية صاغها جيش الشعب.
وأؤكد هنا أن الشعب هو من فوض الفريق عبد الفتاح السيسي، وما زال الشعب يهتف باسم السيسي حتى الآن، لأنه رأى وطنية هذا الرجل وتصديه لكل الأخطار من أجل مصر ومن أجل شعب مصر.
** أليست هناك شبهة أن يكون السيسي قد استغل كراهية الشعب للإخوان للانقلاب على الشرعية كما يزعم البعض؟
«عبد الفتاح السيسي» قائد الجيش المصري، والجيش المصري حمى مصر من غرور الإخوان وإرهابهم قبل أن تباع مصر بالقطعة تنفيذا للمخطط الأمريكي والإسرائيلي، ومن هنا فإن الرؤية الصحيحة أن السيسي دمر المخطط الأمريكي الإسرائيلي من أجل وطنه وشعبه، وكما ذكرت من قبل فالشعب أوكل له هذه المهمة بعدما أدرك خيوط هذا المخطط.
** وماذا عن الزعم بأن القوات المسلحة ومخابراتها حركت «تمرد» للإطاحه بمرسي بشكل سياسي مدني؟
هذا غير صحيح على الإطلاق، فسقوط مرسي سببه غباء جماعته وطمعها الذي كان سيؤدى بمصر إلى الهلاك والضياع.
** ألا يوجد احتمال لتعاطف الشعب مع الإخوان المسلمين مرة أخرى؟
أرى أن الكذب صفة متأصلة في جماعة الإخوان، ومردها أنهم يعجزون عن مواجهة الحقائق والواقع، ولأن الشعب اكتشف ذلك بالتجربة الفعلية، فقد صار أكبر من أن يكرر الخطأ ويتعاطف معهم، لاسيما إذا أضفنا إلى كذبهم خيانتهم واتجاههم لبيع الوطن.
** ماذا عن احتمالات اتجاه مصر إلى حرب أهلية؟
لا أعتقد أن مصر يمكن أن تسقط في حرب أهلية، فرغم وجود مسلحين وأسلحة بالجملة لدى مؤيدي الرئيس المعزول، لكنهم لا يقدرون على إشعال حرب أهلية.
** ما رأيك الآن فيما بدأ يتردد مؤخرًا أن «الجيش يعتبر كل من يختلف معه إرهابي»؟
هراء لا يجدي، فلو صح ذلك، لاعتبر الجيش حزب النور ضمن الإرهابيين؟ وبقول آخر أرى أن وجود حزب النور على الساحة ومشاركته في خارطة الطريق وتمثيله حاليا في لجنة الخمسين رد فعلي على هذه المهاترات.
وحقيقة الأمر أن بعض المتظاهرين يخالفون السلمية في التظاهر والاعتصام، وهؤلاء البعض يتسترون بحق التظاهر أو حق الاعتصام ويرتكبون أفعالا لا يمكن تصنيفها إلا على أنها أعمال إرهابية كإلقاء الزجاجات الحارقة على المنشآت، أو إطلاق طلقات الخرطوش وقطع الطرق وتعطيل المواصلات ومصالح الشعب، والتفويض الذي منحه الشعب للجيش والشرطة يؤكد حق الدولة في إيقاف هذه الممارسات وسحب صفة السلمية عن مرتكبيها.
** إذا انتقلنا إلى الفريق الآخر المؤيد ل «السيسي» نجده يقول إن «السيسي» هو «جمال عبد الناصر» فما رأيك؟
«عبد الناصر» لن يتكرر. «السيسي» رجل وقته وظروفه، ويخدم وطنه مصر من هذا المنظور، لكن «السيسي» لا يملك الآلية ولا الطاقم الذي ينفذ من خلالهم مشروعا لحكم مصر، وظني الشخصي أنه لو طلب منه أن يشكل وزارة فلن يستطيع.
** إذا انتقلنا إلى سيناء، ما تفسيرك لزيادة العمليات الإرهابية بها فى الوقت الحالي؟
الجماعات الإرهابية ظاهرة عالمية، ووجودها فى مصر امتداد لوجودها فى كل أنحاء العالم، خاصة أن الظروف الحالية تسمح بانتشارها، جغرافيا وطبوغرافيا فى سيناء ، فالمناطق واسعة، وطبيعة الأرض الصحراوية تجعل سيناء محطة تأوى الإرهاب.
** كم يقدر عدد التنظيمات الإرهابية وما هدفها من وجهة نظرك؟
التنظيمات المسلحة حوالى 17، وتهدف إلى إرهاب المنطقة دائما وبث الخوف على المجتمع بأكمله، محاولة فرض أهدافها، والتى منها إقامة إمارة إسلامية فى سيناء.
** من المستفيد من زعزعة الأمن فى سيناء؟
جهات داخلية وخارجية، فبعض الدول، مثل إسرائيل، ترى أن مصر منافس قوى لها، ومن ثم فمصلحتها أن تكون مصر ضعيفة، وأيضاً الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك عدد من الدول العربية منهم قطر التى تهدف إلى زعزعة الأمن فى سيناء بعد سقوط مرسى، لاسيما وأنها كانت الداعم الرئيس له فى الوطن العربى، وأيضا تونس والمغرب والإمارات، وكل الدول التى ترى أن مصر منافس لها على المستوى السياسى.
أما الجهات الداخلية، فمنها جماعة الإخوان وحلفاؤها، الذين ينتهجون العنف فى الشوارع، ويقومون بعمليات إرهابية فى سيناء بهدف زعزعة أمنها، لأن بقاء مصر قوية يهدد فكرة الخلافة الإسلامية التي يهدفون إليها، لذلك يسعون إلى إضعاف مصر ونظامها أملا فى عودتهم إلى المشهد السياسى، فالإخوان يرون في نظام مصري قوي خطرا على مشروعهم المزعوم، والسلفيين يقومون بالزج بعناصرهم فى سيناء أملاً فى الإخلال بالأمن العام خدمة لهذا المشروع أيضًا.
** ما رأيك فى الغارات التى يشنها الجيش على البؤر الإرهابية بسيناء ودور «حماس» في عمليات الإرهاب هناك؟
لا أميل للزج باسم حماس فى العمليات الإرهابية ، فلا شك أن هناك عناصر فلسطينية تشارك فى هجمات إرهابية مدمرة، ومنهم من ينتمى لحماس بالفعل، لكن هذا لم يحدث بتخطيط من حماس حتى ننسبه إليها، لأن قيادتها تحرص على توطيد علاقتها بمصر.
وبالنسبة إلى ما يقوم به الجيش المصري في سيناء فهو مطلوب تماما في هذه الفترة، ويبدو أنه بدأ يحقق بعض النتائج، رغم أنه لم يصل إلى المستوى.
وأرى من جانبي أنه لا يمكن التخلص تماما من الجماعات الإرهابية فى سيناء خلال الفترة المقبلة، لكن يمكن إضعاف جماعات الإرهاب هناك، وأعتقد أن هذا ما يفعله الجيش حاليا من خلال جمع المعلومات عن الجماعات الإرهابية، وأماكن تمركزهم، وأعدادهم، والأسلحة المتوفرة لديهم، وخططهم، ووفق هذا النهج الذي يسلكه الجيش، يمكن القضاء على الإرهابيين تدريجيا، وعلى الجيش استمرار وضع سيناء تحت النظر، بحيث يتم كشف العناصر المخربة، وبعدها يتم التعامل معها، ثم البدء فى تعمير سيناء.
** هل يتعامل الأمن مع بدو سيناء بصورة عنيفة؟ ولماذا تشهد منطقة سيناء من حين إلى آخر العديد من التوترات والمصادمات؟
عدد مرات الاشتباك مع قوات الأمن والبدو ضئيلة، فلم تزد فى السنوات الأخيرة على حادثين أو ثلاثة، والصورة ليست سيئة بالدرجة التى تصورها وسائل الإعلام، فما يحدث أن قوات الشرطة تتعامل دائما مع أية جريمة بنوع من الشك، سواء كان العنصر البشرى فى الجريمة بدوا أم غيرهم، ويمتاز البدو دائما بأنهم قريبون من الحدود ومصادر ثروتهم وحصولهم على الرزق غالبا ما تكون غير معروفة وبعضهم قد تكون مصادره مشبوهة وغير قانونية، وبالتالى تقوم الشرطة وفق طبيعة عملها الأمني لصالح الوطن بالتعامل بأساليب معينة من الضبط والحزم مع البدو مثلهم مثل غيرهم.
**هل يحق لإسرائيل الاعتراض على نشر قوات فى المنطقة؟
إسرائيل ترفض نشر قوات فى المنطقة وترى أن ذلك يؤثر على أمنها رغم أنها لا علاقة لها بالأمر، وإذا سمحت بذلك سيكون بشكل محدود.
** إذا انتقلنا إلى الشأن الخارجي، ما رأيك في الضربة الجوية التي تنوى أمريكا شنها ضد سوريا بدعوى «تأديب نظام بشار الأسد»؟
الولايات المتحدة الأمريكية عزمت على توجيه ضربة جوية لسوريا دون انتظار تقرير التحقيق حول الأسلحة الكيماوية.
ولا يقصد من هذه الضربة تغيير النظام السورى بقدر ما ترمي إلى تمهيد الأجواء لمشاركة المعارضة السورية في مؤتمر جنيف ووصولها لاتفاق مع وزير خارجية روسيا وأمريكا – كما تزعم أمريكا – فهذا ما أعلنه جون كيرى حين أكد أن الضربة ستكون محدودة ولن تشارك فيها القوات البرية، وإذا كان الاحتمال الأكبر أن هذا حقيقي، فقد يكون في الوقت نفسه من قبيل الخداع.
** لماذا تريد الولايات المتحدة ضرب الجيش السوري؟
الولايات المتحدة تدعم المعارضة خوفا من استمرار بشار في الحكم، لذا لا تريد انتظار تقرير لجنة التحقيق الدولية التي ذهبت ورأت ما حدث وكل ما يقوم به الرئيس الأمريكي بسبب شعوره بعدم امتلاكه الوقت، لأن النتيجة لن تكون في صالحه في سقوط بشار وتولي الفصيل الذي يريده لضمان مصالح إسرائيل، لذلك يسعي إلى أخذ التفويض من الكونجرس لكي يكسب ضربته المرتقبة المشروعية.
** وما الهدف الحقيقي لهذه الضربة وكيف ستتم؟
الهدف حتى الآن غير واضح، وإذا كان أوباما يخرج في الإعلام ويتحدث عن حقوق الإنسان وضرب العزل بأسلحة كيمائية، فمنذ متى كانت أمريكا يهمها الإنسان وحقوقه؟ لكن الأرجح أن هدف أوباما إكمال المخطط «الصهيوأمريكي» في رسم خريطة الشرق الأوسط كما فعلوا في العراق وليبيا
وسيتم استخدام القاعدة التركية «إنجيرليك» في توجيه الضربة الأمريكية، بالإضافة إلي الأسطول السادس المتواجد في البحر المتوسط.
** كيف تنظر إلى «اتفاقية الدفاع المشترك» بين مصر وسوريا حال ضرب سوريا؟
تفعيل مصر ل «اتفاقية الدفاع المشترك» مع سوريا حال تنفيذ دول الغرب تهديدهم بالتدخل العسكري في الأراضي السورية غير منطقى، بسبب الظروف الحالية التي تمر بها مصر، خاصة وأن الجيش المصري مُنهك في الشأن الداخلي ومحاربة العناصر الإرهابية في سيناء؛ وهو ما يجعله غير قادر على الدخول في عمليات عسكرية خارجية في الوقت الحالي.
وعلى المستوى السياسي والعسكري فإن هناك خطوات تسبق الحديث عن تفعيل الاتفاقية المُبرمة بين مصر وسوريا منذ عام 1966، فمن الضروري أولا أن يعاد تشكيل «مجلس الدفاع المشترك»، ووضع خطة مشتركة بين الجيشين واستعادة كل ذلك في الوقت الحالي يستغرق وقتًا طويلا خاصة وأن التعاون العسكري بين الدولتين يكاد يكون منعدمًا منذ عشرات السنين.
** وماذا سيكون موقف مصر من هذه الضربات؟
لن يتعدى موقف مصر مرحلة الشجب والإدانة حيال التدخل العسكري الغربي في سوريا، فمصر لا تستطيع استخدام قناة السويس كأداة ضغط تجاه الدول الأوروبية، حيث إن السلطات المصرية لا يمكنها منع عبور أية سفينة تابعة لأية دولة إلا إذا كانت تلك الدولة في حالة حرب مع مصر نفسها، إضافة إلى أن الأوضاع الصعبة الحالية بمصر تضطرها إلى المحافظة على علاقات جيدة بينها وبين كل الدول.
** وما رد الفعل المتوقع من قوات بشار الأسد؟
يقينا سيكون رد فعل دفاعي، ولو وجد جزء من قوات أمريكا في مرمى القوات السورية، ستقوم بضربها أو ستحاول أن تهدد دولة إسرائيل باعتبار أن أمن إسرائيل من أمن أمريكا، وهناك من يجزم أن إيران وحماس سيحاولان الرد عسكريا على الأسطول الأمريكي القريب من مرماهما.
** هل تخاطر إيران بمصالحها مع أمريكا من أجل الدفاع عن قوات الأسد؟
إيران مصالحها مع أمريكا قليلة، لذلك من الممكن أن يتطور الأمر إذا دخلت أمريكا الأراضي السورية، خوفا على مصيرها، ومن الممكن إذا حدث ذلك أن نرى استخدام إيران للقوات الخاصة أو الحرس الجمهوري، وقد نشاهد عمليات انتحارية مثلا في أمريكا أو استهداف بعض الجنود والرعايا الأمريكيين بالدول المختلفة، فتقوم عناصر إيرانية بتنفيذ هذه العمليات لكن دون الإعلان خوفا من الصدام المباشر مع أمريكا، وحتى لا تستطيع أمريكا إثبات أن إيران وراء هذه العمليات.
** هل بإمكان القوات السورية الوصول بصواريخها إلى أهداف حيوية داخل إسرائيل رغم وجود منظومة القبة الحديدية؟
نعم، فالقبة الحديدية الإسرائيلية كما هو معروف عنها لا تمنع الصواريخ قصيرة المدى، ومن ثم فإن القوات السورية بوسعها تهديد الأمن الإسرائيلي واستهداف مواقع حيوية بإسرائيل.
** إذا نفذت أمريكا تهديدها ووجهت تلك الضربة إلى سوريا، فما تأثير ذلك على مصر؟
خسارة مصر في هذه الحالة غير مباشرة، مصر لا تملك وقف الضربة، لكنها طبعا لا تريد أبدا أن تضيع سوريا كما ضاعت ليبيا والعراق، لأن منظومة الدفاع في المنطقة من المفترض أن يكون أساسها استقلال وقوة الدول العربية، وليس وقوعها تحت وصاية الغرب.
** كيف ترى العلاقات المصرية الأمريكية الآن؟
العلاقات الأمريكية المصرية تأثرت كثيرا بشكل سلبي، لأن مصر أربكت المخطط الأمريكي، الذي يعرف ب «الفوضى الخلاقة» أو مشروع «الشرق الأوسط الجديد»، وأضاعت "كرت" مهم، هو "كرت الإسلام السياسي" الذى كانت تستخدمه أمريكا للتدخل في شئون الدول والصفقات التي كانت تعقدها مع كثير من هؤلاء القيادات الذين سقطوا بفضل ثورة 30 يونيو، حيث كانت هذه القيادات تمثل داعما للمصالح الأمريكية والصهيونية، فمثلا إذا ذهبنا إلى مقارنة موقف أمريكا عند خلع مبارك، نجدها أيدت خلعه، لأنه «عنصر» يمكن أن يستبدل بسهولة، لكن الإخوان يشكلون منظومة في عدة دول، مثل ليبيا ومصر والأردن والجزائر وتونس والمغرب، لذلك كان رد فعلهم، لثورة 30 يونيو كما رأينا ووصفوها ب «الانقلاب العسكري».
** هل ترى خطورة في تعيين "روبرت فورد" سفيرًا لأمريكا بالقاهرة، خاصة بعد المعلومات التي تؤكد دوره في إنشاء ميليشيات لمحاربة الجيش السوري وإمكانية أن يكرر ذلك في مصر؟
سياسة أمريكا لا تختلف مهما باختلاف الأشخاص، فروبرت مثل باترسون، لكن التخوف من "فورد" الآن بسبب مهارته، لكن بإمكان القيادة المصرية اتخاذ إجراء احترازي باعتبار "فورد" شخصية غير مرغوب بها داخل مصر، لحماية أمنها، خاصة في هذا الوقت الذي تشهد فيه البلاد انفلاتا سياسيا وأمنيا يستدعي الاحتراز لأمنها ومصالحها الخاصة.
** ما رأيك في إلغاء المناورات العسكرية الأمريكية والتركية وهل توثر على مصر؟
المناورات المصرية التركية والأمريكية تعود بالنفع عليهم قبل أن تعود به علينا، فمناورة "النجم الساطع" خسرت أمريكا بإلغائها الكثير، فعندما تأتي لتعيش 3 أسابيع في جو وأرض غير التي اعتادتها، وفى نفس الوقت هذا المناخ من المحتمل أن يدير الأمريكان فيه عمليات عسكرية، فمن المؤكد أنهم خسروا.
ومن جانبنا، لا ننكر أهمية المناورات لنا، لكننا نستطيع تعويض هذه الخسارة بإرسال الفرق للتدريب على الأسلحة وطرق إدارة المعارك، كما أن خبرتنا بالحسابات وحسب التقارير والحروب التي خضناها أقوى، أما تركيا وإلغاءها للمناورة فهذه أزمة، وبعد أن تدرك تركيا أن مصلحتها مع مصر أبقي من مصلحتها مع التنظيم الدولي للإخوان ستتراجع.
** ما الضرورة الملحة الآن في رأيك لتغيير اليمين وحذف الولاء لرئيس الجمهورية منه؟
الإعلام هو من ضخم الأمر، فتغيير اليمين من عدمه واحد فقرار رئيس الجمهورية لا يغير من حلف السابقين كما يردد البعض أن السيسي فعل ذلك لحماية نفسه والعسكريين من الولاء لرئيس الجمهورية، لكنه سيوثر على القادمين الجدد.
وعموما النتيجة في النهاية واحدة، فهم أقسموا للملك وقاموا بإنزاله من عرشه.
** هل يُحدِث اليمين الجديد ازدواجية في الولاء، فنجد ولاء لمؤسستين في الدولة ومن ثم التناحر على السلطة؟
لا أرى ذلك مطلقا، فمن ينفذ القرارات رئيس الجمهورية، والقائد العام للقوات المسلحة بعد أن يستقروا علي ما فيه الصالح العام، فإذا كان الأمر يتعلق بالحرب فمن حق القائد العام أن يأخذ القرار بالاتفاق مع الرئيس، أما عن علاقة الضابط برئيسه القائد العام، فيجب عليه ألا يسمع إلا له نظرا لصعوبة وتعقد الأمور داخل الجيش فأحيانا تأتى لحظات لا يوجد وقت للمجادلة أو للنقاش أو للرجوع للرئيس.
** هل سيحدث في مصر صراع علي السلطة بوجود رئيس مدني؟ هل سيفكر قبل اتخاذ أي قرار خوفا من الإطاحة به من قبل العسكر؟
أي رئيس في العالم يقدر المؤسسة العسكرية بسبب ثقلها ولكن هذا لن يجعل الرئيس غير كامل الصلاحيات، فله كل الحق والأمور لا تقدر هكذا، نحن في بلد ديمقراطى عريق.
** كيف لم تكتشف المخابرات المصرية أن مرسي "عميل وجاسوس" إلا بعد 30 يونيو؟ هل يعقل أن يحلف رئيس المخابرات اليمين أمام جاسوس وهل مخابراتنا بهذا الضعف؟
نعم مرسي وتنظيم الإخوان كانوا بهذا الدهاء وتم تجنيدهم بخطه جهنمية جعلتهم يخدعون الشعب المصري كله بالتدين، ونعم تأثرت جميع مؤسساتنا، لأنها «نامت» لمدة 30 سنة لتستيقظ على ثورة.
** ما أبعاد الخطر الإيراني علي الأمن القومي العربي؟
إيران إحدي دول الجوار في الوطن العربي، ومن ثم فهي بالضرورة لها علاقة بالأمن القومي العربي، وفي الوقت الحالي استطاعت إيران أن تقوم بشد أطراف الوطن العربي باحتلالها الجزر الإماراتية ورفض التفاوض حيال هذه القضية، وأيضا هناك مناطق نزاع علي الحدود بين إيران والعراق، ومن ناحية أخري نجد أن إيران شاركت في حلف بغداد وهو حلف مضاد للأمن العربي، لأنه يدخل دولا أجنبية في أمن الدول العربية.
** من أي منفذ تستطيع إيران التسلل إلى مصر واختراقها؟
«الشيعة» القناة الإيرانية الوحيدة التي يمكن فتحها والتسلل منها إلى داخل مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.