سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الدمرداش».. الحضّانات «كامل العدد» والأهالى فى رحلة بحث لا تنقطع «يوسف»: الليلة فى الحضّانة الخاصة ب350 جنيهاً بخلاف الأدوية واللبن و«سارة»: تلقيت أسوأ معاملة من طقم التمريض
فى مستشفى النساء والولادة فى الدمرداش، يتجمع الأهالى أمام المبنى الضخم، يجلسون على الأرض، لا يأبهون لحرقة أشعة الشمس، فى محاولة للاطمئنان على أقاربهم بالداخل، خاصة أن مستشفى الولادة لا يسمح بوجود مرافقات يقضين الليل مع المرضى، ومواعيد الزيارة محددة تنتهى عند الخامسة، يبدأ الرعب يتسلل لقلوب الأهالى، بعد خبر وفاة 6 أطفال حديثى الولادة فى مستشفى الدمرداش. يتجمع عدد من الأهالى لزيارة ذويهم. يقول يوسف حمدان، الشاب الثلاثينى، إنه جاء لزيارة زوجته، التى وضعت مولودة أمس. الدقائق مرت ثقيلة عليه ومروعة بعدما سمع عن وفاة 6 أطفال حديثى الولادة، خاف أن تلقى ابنته مثل هذا المصير، ثم فوجئ بإحدى الممرضات تخبره أن المولودة تحتاج لدخول الحضانة على وجه السرعة، حاول أن يُدخل ابنته إحدى الحضانات بالمستشفى، لكنه وجد كل الأبواب موصدة أمامه. وأضاف «يوسف»: «إحنا جينا الدمرداش مخصوص علشان عارفين إن الطفل لو احتاج حضانة هنقدر ندخله، لكن يوم الولادة كان المستشفى زحمة جداً»، ثم اضطر أن ينتقل بابنته سريعاً باحثاً عن أى حضانات خاصة، تستقبلها، والحضانة الوحيدة التى استطاع التواصل معها كانت فى منطقة «الخصوص»، مقابل دفع 350 جنيهاً فى اليوم، إضافة إلى ما تطلبه منه الحضانة من متطلبات للمولودة وأدوية وألبان، وغيرها. بينما يهرول محمد السيد، الرجل الستينى، وراء أحد الأطباء، يحاول أن يسأله عن حالة ابنته التى وضعت ابنتها أمس، ورفض المستشفى أن يرافقها أى من أفراد العائلة وأخذوها إلى غرفة العمليات، ثم إلى عنبرها، كما أن الطفلة المولودة كانت تحتاج إلى حضانة فور ولادتها، وجاء رد المستشفى عليه قاطعاً بأنه لا يوجد أى أماكن فى الحضانات، وعليه أن يتكفل بالإجراءات المطلوبة لنقل المولودة. ويقول «محمد»: وقتها سألت أحد الآباء، الذى نقل طفلته، أخبرنى بأن هناك مكاناً فى إحدى الحضانات فى منطقة الخصوص، وهى حضانة خاصة بمبلغ 350 جنيهاً فى اليوم، فطلبت عربة إسعاف خاصة أيضاً، لنقل الطفلة المولودة، لم يكن فى الإمكان أن نخاطر بحياتها لنقلها فى سيارة غير مجهزة طبياً، ويكمل «محمد» كلامه غاضباً: «المسعف اللى جه ينقل المولودة، بعد ساعة كاملة من الولادة، قال لى الطفلة ما كانتش فى الحضانة، كانت بره فى غرفة الملاحظة، وكويس إننا قدرنا ننقلها بسرعة، وإلا كانت ماتت». ويكمل الجد متحدثاً عن معاناته اليومية، حيث يتحرك مسرعاً لزيارة ابنته فى مستشفى الدمرداش، ويحضر لها كل متطلباتها، بينما ينتقل بسرعة إلى منطقة الخصوص، حيث يطمئن على حفيدته، قائلاً: « كل دى مصاريف، ونفقات مكنّاش عاملين حسابنا عليها، كلنا هنا على باب الله، لو كان معانا فلوس، كنا هنولد بنتنا فى مستشفى حكومى ليه؟». وفى مستشفى الأطفال، تقول سارة محمد، مرافقة مع طفلها، الذى لم يكمل عامه الثانى، تجلس بجواره على السرير، تقول إنها تلقت أسوأ معاملة من طقم التمريض فى المستشفى، حيث تأتى الممرضة فى الصباح الباكر وتضع المحلول المحقون بالدواء الذى يتلقاه طفلها، وتخبرها: «ابقى حطى المحلول لابنك وقت ميعاد الدوا»، تقول «سارة» إن طفلها كاد يموت، عندما جاء ميعاد الدواء، ولم يجدوا أى ممرضة تقوم بإعطاء المحلول لابنها، مما دفع الأب إلى أن يوصل المحلول لابنه.