تتميز محافظة مطروح بعادات وتقاليد خاصة بها عن غيرها من محافظات مصر، فيتجمع أهالى مطروح خاصة المقيمين فى الصحراء فى الخيمة البدوية ويجلسون مع بعض طوال الشهر الكريم، من أجل عودة ترابط الأسرة فى شهر رمضان عن غيره من الأشهر الأخرى، وتناوب طعام الإفطار الذى يميز مطروح من أطعمة وأصناف «بدوية» خاصة يومياً بين الأهل والأصدقاء فى رمضان. يقول العمدة عبدالمنعم إسرافيل، عمدة قبيلة السراحنة فى مطروح، إن هناك مأكولات بدوية شهيرة فى مطروح نتناولها على مدار شهر رمضان، ومن أهم هذه المأكولات التى تتميز بها مطروح وأبناء الصحراء الغربية «الأرز الأحمر واللحمة الضأن» وهو أهم ما يميز السفرة المطروحية، على الإفطار يومياً طوال شهر رمضان، خاصة أنه يطهى بأسلوب معين، وهو الرز الأحمر بالطماطم والفلفل الأخضر ولحم الضأن من النوع البرقى الذى تتميز به مطروح وتشتهر به عالمياً، ويعد من أجود أنواع اللحوم داخل وخارج مصر، من خلال تسوية اللحم مع الأرز أو لوحده بأسلوب معين، وهناك أكلات أخرى وهى «الأرز على لبن وسمن» وهى أكلة شهيرة لعرب مطروح كما يحكى العمدة منعم إسرافيل، وهى عبارة عن أرز يوضع عليه لبن وسمن من الماعز أو الضأن التى تربى عندنا فى الصحراء ويبقى مميزاً لا تجده سوى فى مطروح، إضافة إلى أكلة بدوية شهيرة، هى «أرز مبوخ» وهو أرز يطيب على بخار المياه مثل الكسكسى، وأكلة «المكمور» وهى عبارة عن طاجن خضار، تقطع فيه الخضراوات شرائح ولا تقلب حتى تتم تسويتها ويقدم كما هو مثلما وضع مع قطع لحم بقرى أو ضأن. ويضيف العمدة إدريس السويطية، رئيس مجلس عمد ومشايخ مطروح، أن هناك أكلات لا تجدها سوى فى مطروح، وهى مثل «المفروكة» بلبن فهى كانت أساساً ولا تزال هى الطبق الحلو والمميز فى مطروح قبل أن يعرف أحد الكنافة والقطايف فهى على مر الزمان طبق الحلو فى البيت البدوى بمطروح، وهى عبارة عن المجردق وهو عبارة عن عيش دون خميرة تتم تسويته ويقطع ويوضع عليه تمر وسمن بلدى، ويفرك، لذلك تسمى المفروكة ويوضع بجوارها حليب «لبن مخضوض» وغالباً ما تؤكل فى رمضان بعد صلاة التراويح. ويقول العمدة سعيد مصطفى، عمدة قبيلة عميرة بمطروح، إن الناس يعودون إلى الخيمة البدوية فى شهر رمضان لأسباب عديدة، أهمها أن أهالى مطروح يحبون الحياة فى الصحراء والخلوة، وهذا ما يشعرون به وهم داخل الخيمة التى تعد ملتقى اجتماعياً وثقافياً لأهل مطروح يتحدثون فيه عن الشأن العام فى المحافظة، ويتجمع فيه الكبار والصغار والشباب فى أجواء الصحراء بعيداً عن البيوت والخراسانات، ويضيف الشيخ قدورة عمر، شيخ قبيلة الشراصات بمدينة سيدى برانى، إن بيت العرب أو الخيمة البدوية طوال شهر رمضان هى تجمع للمحبة والترابط والألفة بين أهالى مطروح، ويبتعد فيه أبناء القبائل عن أى شىء يعكر الصفو العام، حيث إن الخيمة البدوية هى حياة كاملة خاصة يتجمع بها رجال القبيلة ويستضيفون فيها أبناء القبائل الأخرى من الأصدقاء وأبناء العمومة، يأكلون بها ويشربون ويجلسون فيها ويعقدون فيها الصفقات فى التجارة، ويقرأون فيها القرآن، فهى ملتقى ثقافى واجتماعى وتجارى وروحانى فى شهر رمضان.