بعادات تختلف عن باقي الأقاليم المصرية، يستقبل أصحاب المحافظة الصحراوية المطلة على البحر المتوسط، والمجاورة لليبيا، شهر رمضان، في كل عام، بما ورثوه عن أجدادهم منذ مئات السنين، وبالرغم من الزحف العمراني الذي يغزو صحراء مرسى مطروح، ومعالم التمدين التي تشكلت في السنوات الأخيرة، إلا أن البدو هناك يصرون على التمسك بما ورثوه من عادات في هذا الشهر الكريم. قبل بداية شهر رمضان لا زالت بعض القبائل تحرص على تحري بداية الشهر، خاصة في القرى البعيدة عن العمران، حيث يقوم شيخ القرية باصطحاب أحد الشباب المعروف بأمانته وقوة بصره، لاستطلاع هلال شهر رمضان. اعتاد البدو في رمضان على تناول ثلاثة وجبات، حيث يكون الإفطار عبارة عن مشروبات وعصائر وتمر ولبن رايب، ثم يذهبون للصلاة، وبعد التراويح يتناولون الوجبة الأساسية، التي تسمى عند بعض القبائل ب"الضحوية"، والتي لاتخلو من الأرز ولحم الضأن والشوربة المغربي، و"المجردق" وهو خبز يصنع سريعا من الدقيق والماء والملح فقط، وعند إضافته مع التمر والسمن يصبح اسمه"مفروكة" وهو من أشهر الحلويات عند البدو. ومن العادات التي يحافظ عليها بدو مطروح، ما يسمى ب"الذواقة" حيث يقوم كل بيت بتوزيع أنواع من الطعام التي تم طهيها إلى البيوت المجاورة، كنوع من التكافل والمحبة بين الجيران. لا تنتشر العادات السالف ذكرها بين سكان مدن محافظة مطروح، التي يسكنها مغتربون، نزح أغلبهم من الصعيد والقاهرة، ولذلك فإن رمضان في المدن لا يختلف كثيرا عن باقي الأقاليم المصرية، إلا في مشهد إزدحام المواطنين على الشواطئ بعد العصر، هروبا من درجات الحرارة المرتفعة.