قلة الإمكانيات لم تمنعه من فعل الخير، فحاجة أحمد سعيد، مصرى مقيم بالخارج، للتبرع لمرضى سرطان الأطفال دفعته لقص خصلات شعره، وإرسالها إلى مستشفى 57357 بمصر، لصناعة «باروكة»، يرتديها طفل من الذين فقدوا شعورهم بسبب العلاج الكيماوى. «الفكرة بدأت لما ماكنش معايا فلوس أعمل خير فكرت إيه اللى أقدر أضحى بيه وعرفت إن مستشفى سرطان الأطفال بتقبل التبرع بالشعر عشان تعمل بيه بواريك، وتبرعى بشعرى مش هيكون زى إنك تتنازل عن كلية أو حتة من الكبد، على الأقل الشعر هيطلع تانى»، قالها «أحمد». رغم المحاولات المستميتة من الجميع لإقناع «أحمد» بالعدول عن قراره، بعد توافر مبلغ من المال يكفى للتبرع، لم تؤت ثمارها، إذ أصر الشاب الثلاثينى على أن يفعل شيئاً مختلفاً، بالإضافة لمحاولته تغيير الصورة النمطية عن الشباب الذى يطلق شعره: «أصحابى نصحونى أتراجع عن الفكرة بس أنا صممت عليها عشان الناس تعرف إن المختلف مش شاذ، وإن مش لازم اللى يطول شعره يبقى أكيد مش راجل، أنا بشعرى أقدر أرسم البسمة على وش مريض لو ركب على رأسه شعرى فى يوم من الأيام». لم يتمسك «أحمد» بشعره الطويل، الذى تسبب فى فصله من وظيفته كمهندس بإحدى الشركات داخل مصر قبل سفره لأوروبا: «لما رفضت أقص شعرى وقلت إن دى حرية شخصية قالولى إن حرية الفرد والكلام بتاع حقوق الإنسان دا ثرثرة فوق النيل، وزوجتى قالت لى إن دا لو كان حصلك فى أمريكا كان زمانا رفعنا قضية وكسبنا فلوس تقعدنا لآخر عمرنا من غير شغل». مضيفاً: «لما شعرى وصل للطول المناسب غسلته بالميّه والشامبو زى ما هما طالبين وسبته ينشف ولما جه الوقت إنه هيتقص خلاص كنت سعيد بكل حاجة حصلتلى طول رحلتى معاه».