لم يكن من الغريب استغلال جيش الاحتلال الإسرائيلي لشهر رمضان الكريم، فالكيان الذي سعى منذ بداية وجوده فوق أرض فلسطين العربية، لم يفوت أي فرصة للمنفعة والاستغلال، وحرص منذ البداية على تطويع الدين في خدمة تحقيق أهداف سياسية وإنشاء دولة يهودية مزعومة، ك«شوكة» وسط البلاد العربية، ومريض عالج نفسه قبل أن ينقل العدوى إلى كل من حوله. «الاستغلال».. مبدأ اتبعه الاحتلال قبل تكوين الدولة، بدءا من استغلال الدين لتنظيم أول مؤتمر صهيوني في أواخر القرن التاسع عشر ب«بازل» في سويسرا، مرورًا بوعد «بلفور» من لا يملك لمن لا يستحق، انتهاءًا بممارساته الحالية في الأراضي المحتلة، حيث حرص الاحتلال الإسرائيلي على ضخ منتجاته التي تتعلق بالشهر الكريم، مدون عليها شعارات بالعربية تتعلق برمضان. يقول الشاب الفلسطيني زيادة ريادة ل«الوطن»، إن الاحتلال يفرض حصارًا اقتصاديًا حول القدس، ويمنع دخول أي منتجات أو طعام مع من يدخل المدينة، كي يشتروا من المنتجات الإسرائيلية. زجاجة امتلأت بلتر من سائل داكن اللون، غطاؤها أحمر، يتوسطها ملصق مكتوب عليه بالعربية «أهلًا رمضان»، وفي الأسفل تظهر بعض الكلمات العبرية التي تدل على أنها صناعة إسرائيلية، هو منتج من شركة «تبوزينا» الإسرائيلية للمشروبات، والذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية، كاشفين خطط الاحتلال الإسرائيلي في استغلال شهر رمضان. «משקה בטעם הענבים».. كلمات عبرية ظهرت أسفل الملصق، وتعني «مشروب بنكهة العنب» تكاد تكون مفهومة لبعض الفلسطينيين، وسعى الاحتلال من خلال كتابة عبارة «أهلًا رمضان» على المنتج باللغة العربية، للتحايل لشراء الفلسطينيين للمنتج، بعد المقاطعة الكبيرة التي تعرضت لها المنتجات الإسرائيلية. «الحرب الاقتصادية.. تسلل الاحتلال للأسواق الفلسطينية بعد مقاطعة منتجات الاحتلال.. أهلًا رمضان مطبوعة على علب عصير (التابوزينا) لتضليل العقول الركيكة التي تسمح بأن تملئ هذه المنتجات ثلاجاتهم.. ويدعموا الاحتلال بشكل مباشر».. بهذه الكلمات وصف الفلسطيني مجيد غنّام، محاولات الاحتلال لتضليل العقول الفلسطينية، في إطار الحرب الاقتصادية التي تعد جانبًا من الحرب الكاملة على فلسطين. «لازم نفهم».. كلمات وجهها غنام إلى الفلسطينيين، ناصحًا إياهم بفهم كل خطط الاحتلال التي يسعى من خلالها إلى الاستفادة بانتهاز الموقف، منبهًا الفلسطينيين عبر شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أنه مشروب إسرائيلي تخفى في رداء عربي كي يشتريه الفلسطينيون. لم يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عند المنتجات، بل كان هناك فرصة أخرى لاستغلال قدوم الشهر الكريم لادعاء التسامح «الإسرائيلي» تجاه المسلمين في أنحاء الوطن العربي، حيث نشر «أفيخاي أدرعي» المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي، مقطع فيديو على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، تضمن تهنئة للمسلمين بالشهر الكريم، مدعيًا «التسامح»، ناقلًا للعالم أجمع صورة مخالفة لما يفعله جيش الاحتلال من حروب يستشهد فيها آلاف الفلسطينيين، كان آخرها عملية «الجرف الصامد» على قطاع غزة في رمضان الماضي. «عشان تعرفوا أنه كثار كثار اللي بيستغلوا الدين.. ومش مصدوم أنا لما أشوف الاحتلال بيستغل الدين اللي صار مباح استغلاله أكثر من أي سلعة ثانية بتتروج فيكي يا هالبلد».. بهذه الكلمات علق «مجيد غنام» على مقطع الفيديو الذي نشره «أفيخاي» على صفحته، مؤكدًا استغلال الاحتلال للدين الإسلامي مثلما استغل أي سلعة يريد أن يروجها. «رمضان كريم.. وكل عام وأنتم بخير».. كلمات هنأ بها رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، موجهًا إياها للمسلمين على خطى أدرعي، وكأنهما اتفقا على «مخطط الظهور» مسبقًا، ما قوبل بالهجوم الشديد من نشطاء التواصل الاجتماعي، سواء على الصفحة الرسمية لأفيخاي، أو لمقطع الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل لنتنياهو، والذي سخر منه العديد من النشطاء.