تعليم الفيوم يحصد 5 مراكز متقدمة على مستوى الجمهورية فى المسابقة الثقافية    «مصادرة الآلة وإلغاء مادة الضبط».. إحالة 12 طالبًا ب«آداب وأعمال الإسكندرية» للتأديب بسبب الغش (صور)    استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري في أول أيام عمل البنوك    أسعار البيض والفراخ فى الأقصر اليوم الأحد 19 مايو 2024    الاحتلال الإسرائيلي يرتكب 9 مجازر في اليوم ال226 للعدوان على غزة    الدفاعات الجوية الروسية تدمر 61 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليلة الماضية    قبل زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا اليوم    اليوم.. الزمالك يسعى للفوز على نهضة بركان للتتويج بالكونفيدرالية للمرة الثانية في تاريخه    بعد نشرها على «شاومينج».. «التعليم» تكشف حقيقة تداول امتحان اللغة الأجنبية في الإسكندرية    مصرع 6 أشخاص وإصابة 13 آخرين في تصادم أتوبيس على الدائري بشبرا الخيمة    كشف تفاصيل صادمة في جريمة "طفل شبرا الخيمة": تورطه في تكليف سيدة بقتل ابنها وتنفيذ جرائم أخرى    الإثنين المقبل.. إذاعة الحوار الكامل لعادل أمام مع عمرو الليثي بمناسبة عيد ميلاده    دراسة طبية تكشف عن وجود مجموعة فرعية جديدة من متحورات كورونا    ترامب: فنزويلا ستصبح أكثر أمانًا من الولايات المتحدة قريبا    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأحد 19 مايو    حقيقة فيديو حركات إستعراضية بموكب زفاف بطريق إسماعيلية الصحراوى    ماس كهربائي وراء حريق أكشاك الخضار بشبرا الخيمة    الأهلي ينشر صورا من وصول الفريق إلى مطار القاهرة بعد التعادل السلبي أمام الترجي    الفنان سامح يسري يحتفل بزفاف ابنته ليلى | صور    حظك اليوم وتوقعات برجك 19 مايو 2024.. مفاجأة للجوزاء ونصائح مهمة للسرطان    جانتس يطالب نتنياهو بالالتزام برؤية متفق عليها للصراع في غزة    تعرف على سعر الدولار اليوم في البنوك    ظاهرة عالمية فنية اسمها ..عادل إمام    بأسعار مخفضة.. طرح سلع غذائية جديدة على البطاقات التموينية    انخفاض أسعار الفائدة في البنوك من %27 إلى 23%.. ما حقيقة الأمر؟    خبير اقتصادي: صفقة رأس الحكمة غيرت مسار الاقتصاد المصري    رامي جمال يتصدر تريند "يوتيوب" لهذا السبب    8 مصادر لتمويل الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وفقًا للقانون (تعرف عليهم)    استهداف قوات الاحتلال بعبوة ناسفة خلال اقتحامها بلدة جنوب جنين    الخارجية الروسية: مستقبل العالم بأسرة تحدده زيارة بوتين للصين    القومي للبحوث يوجه 9 نصائح للحماية من الموجة الحارة.. تجنب التدخين    "التنظيم والإدارة" يكشف عدد المتقدمين لمسابقة وظائف معلم مساعد مادة    بوجه شاحب وصوت يملأه الانهيار. من كانت تقصد بسمة وهبة في البث المباشر عبر صفحتها الشخصية؟    الحكم الشرعي لتوريث شقق الإيجار القديم.. دار الإفتاء حسمت الأمر    مدرب نهضة بركان: نستطيع التسجيل في القاهرة مثلما فعل الزمالك بالمغرب    بن حمودة: أشجع الأهلي دائما إلا ضد الترجي.. والشحات الأفضل في النادي    مع استمرار موجة الحر.. الصحة تنبه من مخاطر الإجهاد الحراري وتحذر هذه الفئات    عماد النحاس: وسام أبو علي قدم مجهود متميز.. ولم نشعر بغياب علي معلول    باسم سمرة يكشف عن صور من كواليس شخصيته في فيلم «اللعب مع العيال»    تعزيزات عسكرية مصرية تزامنا مع اجتياح الاحتلال لمدينة رفح    رضا حجازي: التعليم قضية أمن قومي وخط الدفاع الأول عن الوطن    باقي كام يوم على الإجازة؟.. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    شافها في مقطع إباحي.. تفاصيل اتهام سائق لزوجته بالزنا مع عاطل بكرداسة    "التصنيع الدوائي" تكشف سبب أزمة اختفاء الأدوية في مصر    إجراء من «كاف» ضد اثنين من لاعبي الأهلي عقب مباراة الترجي    وظائف خالية ب وزارة المالية (المستندات والشروط)    رقصة على ضفاف النيل تنتهي بجثة طالب في المياه بالجيزة    أخذتُ ابني الصبي معي في الحج فهل يصح حجُّه؟.. الإفتاء تُجيب    مدافع الترجي: حظوظنا قائمة في التتويج بدوري أبطال أفريقيا أمام الأهلي    دييجو إلياس يتوج ببطولة العالم للاسكواش بعد الفوز على مصطفى عسل    نقيب الصحفيين: قرار الأوقاف بمنع تصوير الجنازات يعتدي على الدستور والقانون    اليوم السابع يحتفى بفيلم رفعت عينى للسما وصناعه المشارك فى مهرجان كان    بذور للأكل للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    وزير روسي: التبادلات السياحية مع كوريا الشمالية تكتسب شعبية أكبر    الأزهر يوضح أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة    تعرف علي حكم وشروط الأضحية 2024.. تفاصيل    هل يعني قرار محكمة النقض براءة «أبوتريكة» من دعم الإرهاب؟ (فيديو)    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عادل الفايدي: ليبيا لن تتحول إلى "دمية" في يد الأتراك وقطر
رئيس اللجنة التحضيرية لملتقى القبائل الليبية ل«الوطن»: نرفض «وصاية» الإسلاميين
نشر في الوطن يوم 15 - 05 - 2015

أعلنت الخارجية المصرية، أنها ستستضيف الملتقى الموسع لزعماء وممثلى القبائل الليبية، نهاية الشهر الحالى، فى إطار المساعى المصرية لإيجاد حل سياسى للأزمة الليبية، والتقت «الوطن» الشيخ عادل الفايدى، رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى، الذى أكد أن المؤتمر الوطنى انسحب من الحوار ورفض ما تم التوصل إليه فى حوار الصخيرات، وأضاف «الفايدى» أن «الدعوة وُجهت لكل القبائل والأعراق فى ليبيا وسيدرسون فى لقائهم المرتقب الاتفاق على رؤية مستقبلية لثوابت بناء الدولة». وحذر «الفايدى» من أن عدم توحد الليبيين ودخول بلادهم فى الفوضى يعنى مصيراً مجهولاً يستتبع تدخلاً دولياً عسكرياً لحماية منابع النفط والمصالح، وليس من أجل عيون الليبيين.
■ فى البداية كيف بدأت فكرة الملتقى؟ وكيف جرت عملية التنسيق له؟
- فكرة الملتقى فى حد ذاتها جاءت عندما فشل السياسيون فى إيجاد حلول للأزمة الليبية، خاصة بعد أن تخلت بعض الدول المهتمة بالشأن الليبى إبان فترة الثورة عن استكمال دورها، وبالتالى تركت ليبيا عرضة للمتغيرات السلبية الناتجة عن التقلص السياسى الذى مرت به مصر خلال أربعة أعوام أو ما يزيد، كما أن بعض الدول كانت لها أطماع فى ليبيا بحكم موقعها الجغرافى وتأثيرها السياسى فى أفريقيا، الأمر الذى جعل القبائل، التى دائماً وأبداً ما تنأى بنفسها عن الدخول فى المعترك السياسى، تدرس كل التطورات وكل ملفات الأزمة، ووجدت أن الجميع لهم أجندتهم وأهدافهم التى يسعون من أجلها، باستثناء الدور القبلى.
■ وما الذى يمكن أن تقدمه القبائل فى إطار مساعى التوصل إلى حل للأزمة الليبية؟
- نحن الآن فى ليبيا نتمتع بفضل الله بمنظومة قيم كبيرة جداً وعريقة، وفى بعض الأحيان تكون أقوى من القانون وأقل من الشرع، وبالتالى كان لا بد من استخدام هذه المنظومة لمحاولة خلق توازن فى المعادلة الليبية، من هنا انطلق العمل على حشد التأييد للقاء زعماء القبائل الفعالين ومشايخ وأعيان المناطق والمدن، إيماناً منا بأن أى مبادرات أو أعمال تدار سواء فى الداخل أو فى الخارج لا يمكن أن يكتب لها النجاح أو الفشل إلا إذا تهيأت لها الظروف، والقبيلة هى الجسم الأقوى الذى سيدعم هذا الأمر ويسانده.
■ هل تشمل الدعوات جميع مكونات المجتمع الليبى؟
- بالفعل فلم نغفل الجانب الآخر وهو الأعراق، أو الأقليات كما يحب البعض أن يسميها، فكلنا شركاء فى الوطن من الأمازيغ ومن التبو ومن الطوارق، وكان مهماً أن نجمع كل هذه الأطياف فى نسق اجتماعى عرفى، وبدأنا بطرح هذه الرؤى على بعض الشخصيات، وانتظرنا دورهم فى تحقيق الاستقرار فى البلاد بعد أربع سنوات كافية لإنهاء معالمها، فليبيا تمر بأزمة كبيرة الآن، فالسيادة على الدولة شبه معدومة ونحن نود أن نعيش فى وطن له سيادة مطلقة على أرضه وقراره، وبالتالى لا بد أن نتكاتف جميعاً، وهذا المفهوم يجب أن يصل للجميع، فالأوطان تستحق من أبنائها أن يتصدقوا عليها بطموحاتهم ورغباتهم الشخصية حتى تتم إعادة بنائها من جديد، وتمر من أزماتها وهذه هى رسالتنا التى نعممها على الكل، ليبيا تحتاج منا ذلك الآن.
■ هل تقصد بكلامك أن الحوار الدائر تحت رعاية الأمم المتحدة فشل فى حل الأزمة؟
- الحوار الليبى ربما سيكون فاشلاً إذا لم يجد أرضية، أو ظهيراً يدعمه، لكن إذا وصل الحوار إلى ما نوده أو نطمح إليه سنكون داعمين له مائة بالمائة.
■ وما الذى تطمحون إليه من الحوار الليبى الذى ترعاه الأمم المتحدة؟
- نتمنى أن يكون هناك الدعم والاحترام لاختيار الشعب الليبى لممثليه فى مجلس النواب، وهو أمر طبيعى، لأن المجلس جرى اختياره بإرادة حرة وعبر انتخابات نزيهة شهد بها العالم، وهو الممثل الشرعى للشعب الليبى، وكذلك احترام الحكومة المنبثقة عنه بصرف النظر عن أنها تلبى طموحات الشعب أم لا، ولكنها منبثقة عن جسم شرعى نحن ارتضيناه، وبالتالى نحن نرتضيها أيضاً، وربما نطمح إلى تعديلات فيها ولكن لا مساس بها فى الوقت الحالى حتى لا نفتح جبهات عديدة نحن فى غنى عنها الآن.
■ وماذا عن المواجهة مع الجماعات الإرهابية؟
- نحن نحارب الإرهاب نيابة عن المجتمع الدولى كافة، ونيابة عن دول الجوار، ونقدم كل يوم من أبنائنا العديد من الشهداء الذين يبذلون أرواحهم لأجل هذا الوطن، ونريد أن نوقف هذا الطوفان من هؤلاء الرجال الذين يضيعون كل يوم، ونود أن تكون هناك مساهمة فاعلة ومشاركة حقيقية بيننا وبين الاتحاد الأوروبى، الذى هو الآن فى حالة هلع كبير من الأعداد التى تصل إلى أوروبا عبر الشواطئ الليبية من خلال الهجرة غير الشرعية، وهى سياسة يتبعها من يسيطرون على «طرابلس»، للضغط على أوروبا لتحقيق بعض المكاسب السياسية ونحن لا نرى هذا مجدياً.
■ فى حال توصل الحوار فى مدينة «الصخيرات» المغربية إلى ما تطمحون إليه، ما الذى يمكن أن تقدموه لإنجاحه؟
- نعتقد أن التعديل على المسودة الأخيرة للحوار شىء مرضٍ لجميع الأطراف، ونحن ندعمه، وتحدثت مع المبعوث الأممى إلى ليبيا، برناردينو ليون، كثيراً، ونتفق فى مبادئ عديدة، أهمها أنه إذا لم تحظ مخرجات «الصخيرات» بدعم القبائل، فإنه لن يكتب لها النجاح، بالتالى نحن نود أن نضغط فى اتجاه الحلول التى يعرضها البرلمان، ليس دعماً للبرلمان فى حد ذاته وإنما تحقيقاً للشرعية، وهذه معادلة لا بد من الفصل فيها حتى لا تكون عقبة فى المستقبل.
■ هذا عن دوركم.. لكن ماذا عن دور المجتمع الدولى تجاه مخرجات الحوار الوطنى؟
- نريد ضمانات من المجتمع الدولى إذا كانت هناك مخرجات لحوار الصخيرات، والسؤال هنا من الضامن للالتزام بهذه المخرجات؟ إذا كانت القبائل هى الضامنة لنتائج الحوار على المستوى الداخلى فمن هم الضامنون لها على المستوى الخارجى؟ وهل نرتضى بهم نحن كضامنين؟ وهذه نقطة جوهرية، نحن لا نريد أشخاصاً يقولون نحن ضامنون له، نعم هناك الأمم المتحدة ونحن نحترم قراراتها ولكننا نريد ضمانات من الاتحاد الأوروبى، أو الولايات المتحدة، والجميع يعرفون من يدعم الإرهاب فى ليبيا، ونريد من المجتمع الدولى أن يضغط على هذه الدول، ولا بد من تطبيق المخرجات التى خرج بها وزراء خارجية دول الجوار خلال ملتقاهم الأول فى مصر، وأهم بنوده للقضاء على منابع الإرهاب فى ليبيا وتجفيفها وحتى الآن لم يتم هذا الأمر.
■ كيف جرى التنسيق بينكم وبين الخارجية المصرية؟
- فى أكتوبر الماضى كان اللقاء الأول لزعماء القبائل الليبية وبدأنا العمل لاستيعاب هذه الأزمة، خاصة ونحن نمر الآن أو على مشارف أزمة حقيقية، لن تكون ليبيا ضحيتها بل ستطال دول الجوار والاتحاد الأوروبى. والخارجية المصرية رعت الملتقى الأول وكان يرعاه مركز القاهرة للتدريب على تسوية المنازعات وحفظ السلام فى أفريقيا، وهو مركز تابع لها وتشرف عليه، وكان هناك بيان ختامى فى الملتقى الأول، حضره 58 شخصاً، وكان هناك تفاعل على المستويين الداخلى والخارجى، والتقينا بعدد من السفراء وسفراء الدول الكبرى مثل سفير بريطانيا لدى ليبيا والتقينا معه هنا فى القاهرة، وكذلك الأمين العام للجامعة العربية، والسفير الروسى والعديد من الشخصيات المهمة حول الرؤية المستقبلية للدولة الليبية، وإمكانيات الدعم الفعلية لحل الأزمة، ونحن نجمع كل تلك الرؤى ونقيّم مدى جدية هذه الدول فى نوع المساعدات التى تقدمها أو مدى تعاطيها مع الأزمة، ما إذا كانت أدت إلى استقرار ونجاحات أو أدت إلى ازدياد التدهور للأوضاع فى ليبيا.
■ ما الذى سيتم طرحه أو نقاشه فى اللقاء المقبل؟
- هذا اللقاء مصيرى، وأكرر وأؤكد أنه إذا لم يستطع الليبيون الخروج من هذا الملتقى برأى موحد، فلن تقوم لهم قائمة إلا بعد فترات كبيرة جداً، ونحن الآن نعمل على توحيد الجهود فى سبيل إقامة الدولة وتحقيق السيادة والاستقرار.
■ هل هناك ورقة متفق عليها أم أن كلاً من المجتمعين سيطرح وجهة نظره للنقاش خلال الملتقى؟
- نحن بالأساس نحاول الاتفاق على ثوابت إقامة الدولة، التى تتمثل فى وحدة التراب الليبى والهوية الليبية وشرعية البرلمان والحكومة، كشرعية متفق عليها وتم اختيارها بإرادة حرة الآن ومستقبلاً، بصرف النظر عن من يديرها، ولا نريد فرضاً لرؤى أو سياسات بالقوة.
■ لكن هناك بعض القبائل ترفض فكرة الاجتماع فى مصر ومنهم الشيخ صالح الأطيوش شيخ قبيلة المغاربة.. ما تعليقك؟
- أولاً أنا أثنى على الشيخ صالح، فهو يمتلك من الخبرات ما لا يملكه شخص مثلى، وله من الحظوة فى ليبيا ما لم أصل إليه، ولكن هنا أود أن أسأله خاصة أن أبناءه مختطفون لدى تنظيم «أنصار الشريعة»: هل استطاع أن يؤمن أبناءه فى بيته؟ بالتأكيد لم يستطع، إذن فكيف أؤمن شيوخ القبائل الليبية أثناء اجتماعهم بمكان واحد وهذا أمر خطير جداً؟ أيضاً هناك أمر آخر فإن اجتماع القبائل فى أى منطقة بليبيا سيتأثر بفكر هذه المنطقة ورغباتها وثقافتها، وبالتالى يجب أن نخرج من هذه النقطة بأن نكون أحراراً نفكر فى مصلحة الوطن لا مصالح شخصية أو جهوية، وبالتالى دعينا إلى مكان خارج ليبيا نلتقى فيه، وبدأنا نفاضل بين الدول، واخترنا مصر.
■ هل يمكن القول إن مصر ترعى حوار القبائل سعياً لتوافقهم على مخرجات حوار الأمم المتحدة ودعمه؟
- هذه المعادلة صحيحة، لكن الصياغة الصحيحة هى أننا سندعم أى رؤية أو فكر أو مبادرة قادرة على تحقيق الاستقرار فى ليبيا، وفق الثوابت المتفق عليها التى تحدثنا عنها فى البداية، بصرف النظر عما إذا كانت قادمة من الأمم المتحدة أو من دول الجوار، أو من مجلس التعاون الخليجى، أو منظمات المجتمع الأهلية.
■ كيف ترى رفض ممثلى المؤتمر الوطنى المنتهية ولايته المسودة الأخيرة لحوار «الصخيرات» فى المغرب؟
- اعتراض المؤتمر الوطنى المنتهية ولايته يعيدنا إلى النقطة صفر، ونعتبر أن حوار الصخيرات فشل والآن ننظر إلى حوار القاهرة وملتقى القبائل الليبية ونتحدث عنه. على أن المجتمع الدولى من الممكن أن يحييه مرة أخرى. لكن نرى فى لقاء القاهرة فرصة لطرح رؤية جديدة على الجميع يتبناها المجتمع الدولى ونستطيع تحقيقها، ولا بد من إيجاد آلية لإحياء حوار الصخيرات.
■ فى حال التوصل لحل بإقامة حكومة وحدة وطنية، هل تقبلون بقوة دولية لحمايتها؟
- لا هذا أمر مرفوض تماماً، لا قوة دولية تحمى حكومة ليبية، الشعب الليبى هو من يحميها إذا كان راضياً عنها. أما إذا كانت الحكومة لا ترضى الشعب الليبى فلا تستطيع أى سلطة فى العالم حمايتها.
■ برأيك من الدول التى من المفترض أن تقدم لكم ضمانات كافية؟- نحن لا نريد إقحام دول بعينها، لكننا نرى أنه لا بد أن بعض الدول التى ترى فى نفسها القدرة على ضمان مثل هذه الأشياء أن تتقدم بضمانات، ونحن لا نقبل بضامن بعينه.
■ ألا تريدون تحديد دولة بعينها؟
- تحديد دولة بعينها كأنه اعتراف أننا تحت وصايتها، والشعب الليبى لن يكون فى يوم من الأيام تحت وصاية أحد.
■ هل مصر هى حلقة الوصل بينكم وبين الأمم المتحدة؟
- قررنا وبالإجماع، سواء على مستوى الملتقى السابق، أو اللجنة التحضيرية لهذا الملتقى أن مصر لا بد أن تكون على طاولة أى حوار يخص ليبيا، فبيننا وبين مصر قواسم مشتركة كثيرة، فلا يمكن أن تزج مصر بليبيا فى أى صفقة من صفقاتها، ومصر ستكون حريصة على مصالح ليبيا، لأن كل مصالح ليبيا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمصالح مصر، سواء على المستوى الشعبى أو السياسى أو العسكرى أو الاقتصادى، وبالتالى فإن مصر تمتاز هنا بأشياء أخرى وهى أنها الدولة الأكبر فى الوطن العربى ومنارة الإسلام والعلم، والقادرة على بناء العواصم العربية.
■ هل سيكون هناك ممثلون عن قبائل «طرابلس» فى الملتقى؟
- وجهنا الدعوة لكل المناطق والقبائل فى أقصى مدن ليبيا، حتى مصراتة التى نختلف معها اختلافاً فى الأسس دعوناهم، فنحن نرى فيهم خصوماً وليسوا أعداء، وإنما أعداؤنا هم الإرهابيون والدواعش.
■ كيف كانت الاستجابة لدعواتكم؟
- حتى هذه اللحظة لم نعرض أو نقدم دعوة لقبيلة أو منطقة إلا وقوبلت بالرد الإيجابى السريع وبمنتهى الدقة والترحيب، وحتى الآن لدينا صور جوازات سفر الأشخاص المشاركين، حتى نستطيع تنسيق السفر وحجز التذاكر والإقامة، وهو دليل قاطع على أن الكل سيشارك.
■ هل سيكون هناك ممثلون عن دول أخرى يحضرون اللقاء؟
- نسعى لدعوة كل ممثلى الدول المهتمة بالشأن الليبى فى مصر، وسيكون ذلك فى الحفل الختامى حتى نرى ما رؤيتهم فيما خرج به الشعب الليبى، هل سيؤيدون هذا العمل؟ هل سيدعمونه؟ أم أنهم سيكتفون فقط بالحضور؟ أيضاً مصر ستعمل على هذا العمل ونحن نستبشر خيراً بوجودنا فى مصر، وأنها ستدعم هذا العمل على المستوى الدولى، وسيستخدمون قوتهم الناعمة لحشد تأييد لهذه المخرجات، وأؤكد فى هذه النقطة أن مصر أكدت أن دورها سيقتصر فقط على الاستضافة، ووعدت بأنها ستدعم مخرجات الحوار بصرف النظر عن محتوى هذه المخرجات، فهى تدعم كل ما يتفق حوله الليبيون.
■ أشعر من كلامك أنه تم التوصل إلى حل بالفعل وأنتم فقط تجهزون الأرضية الملائمة له؟
- هذه حقيقة، لأن المارد تحرك أخيراً، وأقصد رجال وشيوخ القبائل، وهم أصحاب القوة الحقيقية على الأرض، وأى ميليشيا أياً كان نوعها أو تسليحها فهى لا تقوى على مواجهة الشعوب، وحتى تنجح هذه التيارات فلا بد من تطويع هذا الشعب، والشعب الليبى لا يمكن تطويعه لدعم «المتأسلمين» المتطرفين، ونحن نسعى لتحقيق دولة ذات سيادة تضمن الحقوق والحريات للمواطنين والمصالحة الوطنية، ودولة لا يوجد فيها مهجرون ونازحون وعددهم كبير وهذا أمر مهم جداً وسيتم طرحه فى الملتقى دون تمييز بين أحد، كما أننا لا نريد التمييز فى ذلك بين أتباع النظام السابق أو أتباع ثورة 17 فبراير، ونحن الآن أمام أزمة وطن ويجب أن نعمل جميعاً يداً بيد من أجل بناء هذه الدولة وبناء مؤسساتها.
■ هل ملت الأطراف الليبية الصراع ووصلت إلى ضرورة إنهائه بأى طريقة كانت؟
- لو كانت هذه المعادلة أو الفرضية حقيقة لترك المجتمع الدولى كثيراً من الصراعات حتى تنتهى من تلقاء نفسها، فلا يمكن أن ينتهى صراع من نفسه أو نتيجة ملل أطرافه، هذه حقيقة صعب تحقيقها، لأن من له فكر أو رؤية إذا لم يجد من يقاومه سواء بالحوار أو بالقوة، سيستمر فى صلفه وتعنته.
■ هل تمديد عمل مجلس النواب بعد انتهاء ولايته أمر مقبول، خاصة أنه من قبل كانت هناك معارضة شديدة لتمديد ولاية المؤتمر الوطنى؟
- مسألة التمديد دقيقة جداً، ولاية مجلس النواب ستنتهى بعد نحو 10 أشهر، وهذا سؤال جيد أحترمه. وكثيراً ما نناقش هذه النقطة، كيف لا نقبل تمديد ولاية المؤتمر الوطنى السابق، والآن نطالب بتمديد ولاية مجلس النواب؟! السؤال هنا من يمدد لمن؟ وهذه نقطة يجب أن نتوقف عندها، إذا اجتمع مجلس النواب الليبى ومدد لنفسه من تلقاء نفسه فتلك مغالطة قانونية وشرعية وعرفية بكل المقاييس، ولكن إذا خرج الشعب الليبى وأيد وطالب البرلمان بالاستمرار فى عمله فلا مناص من استمراره.
■ وكيف يكون ذلك، فى تظاهرات مؤيدة أم فى استفتاء؟
- هنا الفترة لا تسمح باستفتاء أو انتخابات، فالبلد فى حالة حرب، ولكن سنعتمد هنا على التمديد الشعبى. وهذا الاجتماع بمثابة اختبار أو اتفاق على رؤية المبادرة الدولية، فمن ضمنها التجديد للبرلمان الليبى، فهل يتفق الشارع الليبى بالكامل على التمديد؟ وإذا اتفق الليبيون سيتم التمديد رغم أنف الجميع، وإذا اتفقوا على عدم التمديد فلن يكون، وإنما سيكون هناك فشل ذريع.
■ تقصد إذا لم يحصل البرلمان على الدعم الشعبى للتمديد سنصل إلى مرحلة أن كل الأطراف سواسية، مجلس النواب والمؤتمر المنتهية ولايته.. أليس كذلك؟
- نعم وهنا سنكون هدفاً للوصاية الدولية، ولن تستطيع أى دولة صديقة، وأقصد هنا مصر، أن تقدم الحلول، فلم يعد هناك أى كيان شرعى فى الدولة، سواء تشريعى أو تنفيذى، وبالتالى فالمجتمع الدولى سيتدخل ويتحمل مسئوليته تحت بند حماية المدنيين.
■ إذا وصل الليبيون إلى هذا المصير المجهول، هل يحدث تدخل عسكرى فى ليبيا؟
- إذا وصلنا إلى هذه المرحلة فلن نملك من أمرنا شيئاً، سيتدخل الجميع فى ليبيا لحماية مصادر النفط التى يعملون من أجلها، ولن يهتم المجتمع الدولى بالليبيين الذين يموتون يومياً بالعشرات والمئات، فالمجتمع الدولى تهمه مصالحه فى ليبيا، النفط والغاز إلخ. لا بد أن نكون مدركين لذلك، وبالتالى إذا دخلت البلاد فى حالة فوضى، فسيتدخلون لحماية مصالحهم، ونتمنى أن نعمل وألا نحرج أنفسنا ونضع قادتنا فى هذا الاختبار الصعب الذى نعتبره اختباراً للرجولة والقيم والأخلاقيات. لكن أنا أستبشر بحلول قريبة وعاجلة ستكون ناجحة، وما يؤكد ذلك أن هذا العمل نعد له منذ نحو 7 أشهر من الإعداد والتواصل مع السياسيين، فلقد التقيت كل السياسيين وكل القادة البارزين فى ليبيا وتحدثت معهم ومع الشخصيات العامة، وهذا ليس نتاج عمل «عادل الفايدى» وإنما هو نتاج مجموعة كبيرة من الليبيين وأنا دورى لا يتخطى الدور التنظيمى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.