أجرى "صدى البلد" حوارا مع علي الفايدي، رئيس لجنة الحوار المجتمعي للقبائل الليبية، للتعرف على ما تم اتخاذه من خطوات خلال الملتقي الأول للقبائل الليبية والذي استمر خلال الفترة من 18 وحتى 21 اكتوبر تحت رعاية مصرية. وتناول اللقاء عددا من القضايا من بينها ما أشيع عن توجيه مصر لضربة عسكرية ضد المسلحين في ليبيا، والخطوات المقبلة التي سيتخذونها في حالة فشل الحل السلمي.. وفيما يلي نص الحوار... - هل تم الاتفاق خلال اجتماع رؤساء القبائل على نزع الأسلحة؟ لم نتناول خلال حوارنا هذا الملف فجميع الليبيين يحملون أسلحة، ولكن العبرة ما إذا استخدم هذا السلاح ضد مصلحة الوطن.. ومن لا يستخدم السلاح ويأتي إلي طاولة الحوار فهو مرحب به دون شروط. - اتفقتم على عدة نقاط بينها دعم الجيش الليبي وتجنب رفع السلاح.. ما الإجراءات حال عدم التزام القبائل بذلك؟ أغلب القبائل الليبية على توافق تام ولا يوجد خلافات بينهم والدليل على ذلك ان 80% من القبائل الليبية قد مثلت في اجتماعات القاهرة، أما البقية التي لم تأت كانت بسبب عدم تمكننا من التواصل معهم نظرا لخطورة التنقل بين المدن الليبية ووجود الارهابيين الذين يبثون العنف في البلاد، وقد تسبب ذلك في إثناء بعض الشخصيات عن الحضور وأتمني أن يتفق رؤساء القبائل والمشايخ والأعيان جميعا علي بناء هذه الدولة. ونحن نملك مقومات الحوار وهو ما يؤهلنا للوصول إلي حلول سهلة، والتي تتمثل في أن جميع الليبيين مسلمون وأننا جميعا على مذهب الإمام مالك، وبالتالي فلا يوجد خلاف ديني بيننا. ونأمل أن يتمكن كل من لم يحضر الملتقى الأول أن يحضر الاجتماع القادم والذي سيكون في غضون شهر، بهدف اعطاء فرصة أخرى لمن لم يتمكن من الحضور. - مرت ثلاث سنوات على الثورة الليبية وحتى الآن لم يتمكن الحوار من حل الأزمة.. هل ستسلكون طريقا جديدا؟ الحوار في ليبيا لم يبدأ حتي هذه اللحظة، فكل ما حدث – وهذه هي المرة الأولي التي أعلنها أمام الجميع – هي جهود من أجل التهدئة فقط، فالحوار يجب ان يبدأ بالمصالحة وإعادة البناء وهذا يتطلب وقتا وجهدا ودولة منتظمة لديها مؤسسات مستقرة قادرة علي تأدية الخدمات بصورة جيدة ، ولم يسمح لنا الطرف الأخر بالوصول إلي هذا المستوي وبالتالي لم نستطع أن نخوض في حوار أو مصالحة حقيقية ولكن الآن عزمنا علي أن نطرق هذا الباب ونمضي في هذا الطريق. والله الموفق. - هناك الآن في ليبيا برلمانان وحكومتان مما يؤكد صعوبة وجود استقرار سياسي يستند عليه الحوار؟ أحمل القوي الخارجية المصرة على تمزيق جسد ليبيا مسئولية ذلك، ونحن نوجه رسالة لكل من يعمل علي تمزيق النسيج الليبي "اتق الله". - من تقصد بالقوي الخارجية؟ هل هي عربية أم أجنبية؟ أيا كانت هذه القوي عربية أو أجنبية، ولو نعرف من هم بالتحديد لكننا حاربناهم. - هل تفكرون بالدخول في مصالحة مع أنصار النظام السابق خارج ليبيا ؟ لابد أولا من خلق البيئة المستقرة التي تستوعب هؤلاء الأشخاص، فيجب إزالة الخطر الذي أوصلهم إلي التهجير أو النزوح ومن ثم نحاول إعادتهم مرة أخري وفقا للدستور والقانون وكل له حقوقه وستصل إليه ان شاء الله. - هل تشعرون بالقلق بعد استيلاء الميليشيات الإرهابية على درنة خاصة انها على مقربة من طبرق؟ تم إعلان الإمارة الإسلامية في درنة منذ فترة طويلة ولم تؤثر، وأعتقد أنها نوع من الضغط السياسي لتدخل في أوراق المقايضة أثناء الحوار، ولكن لا أعتقد أنهم جادون في إنشاء إمارة سياسية حقيقية. - هل تعتقد ان اجتماع دول الجوار قد خرج بنتائج؟ أفضل ما توصلت إليه جميع الاجتماعات الخاصة بليبيا هي تلك النتائج التي خلص إليها اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي، فقد سمي نقاطا فاعلة وفي الصميم، وأعتقد أنها بداية جيدة نحن نثمنها ونؤيدها تماما ونتمني تحقيقها.