"الوطن" تنشر نص كلمة جبالي المراغي في احتفال "عيد العمال" بحضور السيسي

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، احتفالية عيد العمال، والتي أقيمت اليوم، بأكاديمية الشرطة، وكرَّم خلالها 10 من القيادات العمالية بمختلف النقابات، وألقى جبالي المراغي رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر كلمة، في حضور المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة ناهد عشري وزيرة القوى العاملة والهجرة، ولفيف من كبار رجال الدولة والقوات المسلحة والشرطة، وممثلي الأحزاب، وقيادات الحركة النقابية المصرية، ومجلس إدارة الاتحاد ورؤساء النقابات العامة.
وتنشر "الوطن" نص كلمة جبالي المراغي رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر:
بسم الله الرحمن الرحيم
الرئيس/ عبدالفتاح السيسي
المهندس/ إبراهيم محلب
رئيس مجلس الوزراء
الدكتورة/ ناهد عشري
وزيرة القوى العاملة والهجرة
السادة الوزراء . . .
الإخوة العمال . . .
السيدات والسادة . . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هذه هي المرة الأولى التي يتشرف فيها عمال مصر بلقاءكم، يبادلونكم كل الحب والوفاء، ويجددون لكم وافر التقدير والاعتزاز لدوركم الوطني في قيادة سفينة مصر إلى بر الأمان، وحرصكم على أن تتبوأ مصر المكانة اللائقة بها على مختلف الأصعدة القومية والإقليمية والدولية.
ويشرف عمال مصر أن يتقدموا لكم ببالغ الشكر والامتنان، لتفضلكم برعاية احتفالهم بعيد العمال رمز التضامن ضد الاستغلال.
كما يطيب لي أن أتقدم بجزيل الشكر للمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء والسادة الوزراء، وكل القيادات التنفيذية والسياسية والشعبية، كما أحيي دور الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، الذي تقع عليه مسؤولية تجديد الخطاب الديني وتصويبه وتنقيته من الأفكار المغلوطة في ضوء ضرورة توافر إطار متكامل لمكافحة الإرهاب لا يغفل أيا من الأبعاد الضرورية لدحره على جميع المستويات.
وأحيي دور الكنيسة بقيادة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لدوره الإيجابي في المعركة ضد التطرف التي تتطلب التكاتف وعدم السماح للمتطرفين وأصحاب الأجندات السياسية المشبوهة أن يختطفوا الحاضر والمستقبل في مصر.
السيد الرئيس . . .
تتزامن هذه المرحلة الفارقة من عمر الوطن مع ما تتعرض له مصر من مؤامرات إجرامية تنفذها الجماعة الإرهابية بدعم من بعض القوى الإقليمية والدولية التى أصابها القلق الشديد لما حققته مصر من إنجازات فى مسيرة العمل الوطنى.. وفى هذا الصدد فإن عمال مصر يطالبون باتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة عنف الإرهاب على الأرض، وتطبيق عقوبات على الدول التى تدرب وتؤوى الإرهابيين وتمدهم بالسلاح، والتصدي لمحاولات الوقيعة مع سكان شمال سيناء نتيجة إخلاء المنطقة الحدودية من المدنيين، بالإضافة إلى الوقوف بشجاعة فى مواجهة الشائعات التى يرددها أعداء الوطن ضد المشروعات القومية العملاقة التى يجرى تنفيذها فى مختلف المحافظات.
السيد الرئيس . . .
انطلاقا من حرص سيادتكم على تفعيل دور الشباب فى المجتمع واعتزام مؤسسة الرئاسة الإعلان قريبا عن برنامج لتأهيل وإعداد الشباب لتولى المراكز القيادية.. فاسمحوا لنا يا سيادة الرئيس بأن نطالب بما يلى:
أولا: مراعاة التوزيع الجغرافى العادل لمشروعات البنية الأساسية والخدمات العامة وعلى رأسها التعليم والصحة والإسكان ووسائل الانتقال.
ثانيا: التركيز على المشروعات كثيفة العمالة التى تتيح فرص عمل أكثر للشباب، مع الأخذ بعين الاعتبار التوزيع الجغرافى العادل للمشروعات الاستثمارية الجديدة.
ثالثا: التأكد من أن التعاقدات مع المستثمرين الأجانب فى المشروعات الجديدة تنص على نسب محددة لا يمكن النزول عنها لتوظيف العمالة المصرية مع ضمان حقها فى عقود عمل رسمية يحميها القانون وضمان حد أدنى للأجور يكفل حياة كريمة للعمال، ونظم للتأمينات الاجتماعية تتفق مع ما نص عليه الدستور.
السيد الرئيس . . .
تعد تنمية الموارد البشرية الركيزة الأساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة، وأهم عوامل استمرارها.. وإذا كان تحقيق رفاهية الإنسان فى مجتمع متطور هو غاية التنمية، فإن ذلك لا يمكن تحقيقه فى غياب الإنسان المتعلم والماهر، والمواطن المنتج المساهم فى بناء مجتمعه، والملتزم بالقيم والمثل الإنسانية والدينية العليا، والمعتز بحضارته مع انفتاحه على حضارات وثقافات الآخرين.. وانطلاقا من هذا المفهوم أولت مصر اهتماما خاصا بقطاع التعليم وعملت على توفيره للجميع.
وبالرغم من النتائج التى حققتها مصر فى مسيرتها التعليمية فإن قطاع التعليم والتدريب المهنى والتقنى بوجه خاص ما زال يواجه عددا من التحديات التى ينبغى الاستمرار فى التصدى لها ومعالجتها فى السنوات القادمة وخاصة بعد أن شمل التعديل الوزارى الأخير إنشاء وزارة جديدة للتعليم الفنى والتدريب المهنى وهو مطلب سبق أن طالب به الاتحاد العام لنقابات عمال مصر بحيث تكون كل أنشطة التدريب المهنى تحت مظلة واحدة وليست متفرقة بين مختلف الوزارات.
وسوف يساهم الاتحاد العام بدوره فى مجال التدريب المهنى من خلال مراكز التدريب التابعة له فى مجالات النقل والبناء والتشييد. كما يقوم الاتحاد حاليا بإنشاء أكاديمية تضم خمس شعب لتخريج العمالة الفنية المؤهلة وفقا لاحتياجات سوق العمل.
السيد الرئيس . . .
برعاية كريمة من السيد المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء عقد اجتماع مع مجلس إدارة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ورؤساء النقابات العامة لبحث المشكلات التى تواجه عمال مصر، والسبل الكفيلة بحلها حتى تسود قطاعات الإنتاج المختلفة أجواء الاستقرار الأمر الذى ينعكس على زيادة الإنتاج وتحسينه.
وقد طرحت القيادات النقابية العمالية عددا من القضايا نأمل من الحكومة اتخاذ الخطوات اللازمة لحلها.. ومن بين تلك القضايا:
التدخل السريع لإنهاء مشاكل صناعة الغزل والنسيج فى ضوء خطة إنقاذ هذه الصناعة التى أقرتها الحكومة.
ضرورة الاستثمار الأمثل للثروة المعدنية من خلال إقامة مشروعات صناعية للاستفادة منها بدلا من تصديرها للخارج كمواد خام الأمر الذى سوف يدر على الدولة مبالغ كبيرة من العملة الصعبة ويتيح فرص عمل جديدة للشباب.
السيد الرئيس . . .
يحرص الاتحاد العام لنقابات عمال مصر على تدعيم علاقاته مع مختلف المنظمات المعنية بقضايا العمل والعمال على مختلف الأصعدة القومية والإقليمية والدولية. حيث يقوم الاتحاد العام بدور فاعل فى إطار منظمة العمل العربية ومنظمة العمل الدولية حيث انتخب مؤخرا رئيسا للمجلس المركزى للاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب، ورئيسا للجنة الحريات النقابية وعضوا بلجنة المرأة العربية بمنظمة العمل العربية.
كما يرتبط الاتحاد العام بعلاقات حميمة مع كافة الاتحادات العمالية بالدول العربية حيث عقدنا مؤخرا مؤتمرات للعمال المصريين فى الكويت والبحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة استهدفت بحث أوضاع العمال المصريين فى هذه الدول والمشكلات التى يواجهونها مع العمل على منحهم الأولوية فى التشغيل.
كما يحرص الاتحاد العام على علاقاته العمالية المتميزة فى أفريقيا من خلال عضويته فى منظمة الوحدة النقابية الأفريقية التى كان لمصر دور رئيسى فى تأسيسها عام 1961.
وقد قام اتحادنا العام بإنشاء الملتقى النقابى لاتحادات نقابات عمال دول حوض النيل ومقره القاهرة ويضم أحد عشرة دولة إفريقية، وتتبعه ثلاثة اتحادات نوعية لعمال النقل البرى والتجارة والزراعة فى دول حوض النيل.
وعلى الصعيد الدولى حصلت النقابات العامة على رئاسة اللجنة التنفيذية للاتحاد العالمى للصناعات الغذائية والزراعة والتجارة والغزل والنسيج، إضافة إلى منصب نائب رئيس الاتحاد العالمى لنقابات الخدمات العامة، ومنصب الأمين العام للاتحاد العالمى لنقابات السياحة والفنادق. ويتمتع الاتحاد العام بعلاقات طيبة مع مختلف المنظمات العمالية الصديقة والشقيقة.
السيد الرئيس . . .
يعتبر قانون التأمينات الاجتماعية المظلة التى تحمى المنتفعين من مخاطر العمل، وتوفر لهم ولأسرهم حياة كريمة عند بلوغهم سن التقاعد. وقد حدد القانون نسبة من اشتراكات المنتفعين لتمويل مظلة التأمين الصحى الشامل حيث أعطى القانون للوزير المختص حق إصدار قرارات وزارية تنظم اشتراك العاملين فى القطاع الخاص بمظلة التأمينات.
وقد استطاع التنظيم النقابى العمالى من خلال عضويته فى صناديق التأمينات التوصل إلى إصدار قرارات وزارية متفرقة شملت التأمين على عمال المناجم والمخابز والزراعة والصيد والمقاولات والنقل البرى.
ونظرا لوجود شريحة من العمالة غير المنتظمة التي لا يشملها نظام التأمين الاجتماعى والصحى من بينها نحو 5 ملايين بائع متجول إضافة إلى العمالة الموسمية وعمال التراحيل فإننا نأمل أن تضع الحكومة نظاما شموليا للتأمين على هذه الشرائح العمالية التى تقدر بنحو 15 مليون عامل. كما نتطلع إلى توحيد نظام العلاج ليكون تحت مظلة التأمين الصحى الشامل بدلًا من تعدد جهات العلاج ما بين حكومية وخاصة واستثمارية.
السيد الرئيس . . .
يتزامن احتفالنا بعيد العمال فى خضم احتفالات شعب مصر العظيم بالذكرى الثالثة والثلاثين لتحرير أرض سيناء الغالية، وبهذه المناسبة فإننى أتشرف بأن أتقدم لسيادتكم ومن خلالكم لرجال القوات المسلحة الباسلة بأصدق التهانى بهذه الذكرى القومية العزيزة وأن أشيد بتوجيهاتكم السديدة بضرورة الارتقاء بمستوى التدريب، والأخذ بأحدث أساليب التكنولوجيا العسكرية العالمية حتى تتمكن القوات المسلحة الباسلة من الدفاع عن تراب الوطن المقدس، والحفاظ على عزته وكرامته واستقلاله، وحتى تكون هذه القوات رادعا للعدوان ودرعا للسلام.
ويتشرف عمال مصر بأن يتقدموا للقوات المسلحة الباسلة ورجال الشرطة الأبطال بوافر الاعتزاز والتقدير لدورهم البطولى فى التصدى للجماعات الإرهابية، ويطالبون بضرورة تنقية جميع المؤسسات والمنشآت الاقتصادية والخدمية من العناصر الإجرامية التى تنتمى إلى جماعة الإخوان الإرهابية التى تسعى إلى تدمير الدولة.
كما يتزامن احتفالنا بعيد العمال هذا العام مع احتفال الإخوة المسيحيين بعيد القيامة المجيد، وبهذه المناسبة نؤكد أن مصر تقود معركة التسامح وتقدم نموذجا أصيلا للتآخى والمودة والتعايش بين عنصرى الأمة، وأن الشعب المصرى بكل عناصره شعب واحد ونسيج واحد يستعصى على أى أحد أن يمزقه.
السيد الرئيس . . .
احتفلنا فى شهر مارس الماضى باليوم العالمى للمرأة، وبيوم المرأة المصرية، وبعيد الأم.. وبهذه المناسبة فإنه يطيب لى أن أتقدم إلى المرأة المصرية بصفة عامة والمرأة العاملة المصرية بصفة خاصة بأسمى آيات التهنئة متمنيا لها المزيد من التقدم والنجاح.
ونأمل أن تضع الحكومة أطفال مصر شباب الغد ورجال المستقبل على سلم اهتماماتها وأن تحارب عمل الأطفال، وتوفر أفضل السبل لرعايتهم وتعليمهم حتى يكونوا مواطنين صالحين يسهمون بدورهم فى دعم مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة التى تعيشها مصر فى ظل سياستكم الرشيدة وقيادتكم الحكيمة.
وختاما فإن عمال مصر يشرفهم أن يتقدموا لكم يا سيادة الرئيس بكل التقدير والاعتزاز لرؤيتكم الثاقبة النابعة من إرادة شعب أبى كريم يمضى لمستقبل أفضل بعزم وثقة.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار..
وحفظ الله مصر وطنا عزيزا آمنا..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...