ندمانة على كل اختياراتها السابقة، لكنها تتمنى أن يصيب اختيارها الأخير، لعل وعسى، اسمها سميحة عبدالحميد محمد إبراهيم، على المعاش، كانت تعمل وكيلة مدرسة على درجة مدير عام، ورغم سنوات عمرها ال64 فإنها صممت على المشاركة فى كل الفعاليات الانتخابية التى مرت بها مصر منذ قيام الثورة وحتى الآن، تقول: «بصراحة أنا مش باقدر أنزل كتير أوى، والزحمة والطوابير الطويلة بتتعبنى، لكن ده مستقبل مصر، وهى هانت ودى آخر مرة أجى فيها اللجنة وأقف الوقفة دى وإن شاء الله ما تتكررش غير بعد أربع سنين». «سميحة» ستنتخب «البرنس عمرو موسى» على حد تعبيرها، تقول: «طبعا هانتخب عمرو موسى، مفيش غيره ينفع للمرحلة دى دلوقتى، غلطة عمرى إنى قلت نعم، فى الاستفتاء بتاع شهر مارس السنة اللى فاتت، افتكرت إنى هعيش فى أمان واستقرار لحد ما ييجى رئيس، لكن ولا حصل حاجة من دى، بالعكس حصل بلاوى، واكتشفت إن كل اللى قلته لنفسى وقتها طلع مزيف، كان مضحوك عليا، لا فيه استقرار ولا أى حاجة، الطين زاد بلة، عشان كده لو رجع بينا الزمن هقول لا وألف لا، يا ريتنى كنت قلتها». وتتابع: «جاية النهارده مع جوزى وبنتى وجوزها وأختى، وابنى جاى بكرة ينتخب عشان عنده شغل النهارده، قعدنا إمبارح مع بعض واتفقنا ننتخب عمرو موسى، لأنه بنى آدم مدنى، وفى نفس الوقت سبق ليه المشاركة فى إدارة البلد، وكان ناجح أيام الخارجية، كنا كلنا بنحبه، عارف الدنيا ماشية إزاى فى مصر، وعنده حزم وهو الوحيد اللى هيعرف يظبط البلد على وضعها الحالى، واثقة فيه، ومتأكدة إنه هيوقف البلد على رجلها، ويرجعلنا الأمن، هم أربع سنين، بعد كده إن شالله واحد يهودى يمسكها، ما هنسيبه وهنعرف نوقفه عند حده وهيبقى لنا كلمة، إنما دلوقتى إحنا محتاجين واحد واعى عارف أول البلد من آخرها». لم يقتصر ندم «سميحة» على التصويت بنعم، فقد ندمت أيضا على اختيارها السابق فى الانتخابات البرلمانية، تقول: «أنا انتخبت الوفد فى القوائم، ومحمد أبوحامد فى الفردى، وندمت أيضا إنى انتخبته، للأسف قال على أهل دايرته اللى انتخبوه وأعطوه صوتهم إنهم بلطجية، أنا زعلت جدا، أنا بلطجية؟! بجد ندمانة إنى ساعدت واحد رجع وشتمنا كلنا». حالة من التحول المستمر تعيشها السيدة الستينية، تقول: «فى البداية كنت على وشك الاستقرار على الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، لكنى سمعت عنه الكثير مما أرعبنى منه، إنه المرشح السرى للإخوان المسلمين، كما أنه مدعوم من قطر، ومن الشيخة موزة بالذات، أمريكا أيضا تدعمه، لأنه لو فاز هيطلق يد المتطرفين فى البلد، وتحدث حوادث إرهاب، ونصبح بلد إرهابية، وتأتى أمريكا لتحولنا إلى بلد خراب مثل العراق وأفغانستان، أو يأتى حلف الناتو ويضربنا فى بيوتنا ونحن آمنين، كيف أثق فى الإخوان ومرشحيهم السريين والمعلنين وأنا أراهم يستغلون عوز الناس ويوزعون السمنة والزيت والسكر على الناس؟». ابنتها «ميادة» لا ترى غضاضة فى ترشيح مرشح آخر بخلاف عمرو موسى، تقول: «ليس عندى اعتراض على ترشيح حمدين صباحى كى يكون رئيسا لمصر، هو «حلو» ليس سيئا جدا، لكنه ليس رجل دولة، لو تأهل للإعادة فسوف أعطيه صوتى، والمسالة كلها أربع سنوات، سواء عمرو موسى أو حمدين، نتمنى أن يوفق الرئيس القادم فى أن يجعل البلد تقف على قدميها».